في الوقت الذي يستعد فيه كثير من الأمريكيين للاستمتاع بأجواء الصيف وحفلات الشواء في الحدائق، يبدو أن التكاليف المرتفعة أصبحت عائقاً أساسياً أمام هذه الطقوس الاجتماعية. فبحسب خبير الطاقة في «بلومبرغ»، خافيير بلاس، فإن أسعار اللحوم في الولايات المتحدة شهدت قفزات كبيرة خلال العقدين الماضيين، إذ تضاعف سعر البرجر 3 مرات تقريباً منذ أوائل الألفية، ما ينطبق أيضاً على أسعار الدجاج.

ويقول بلاس: إن السبب الرئيسي وراء هذه الزيادات يكمن في تراجع المعروض. ففي العام الماضي، سجل عدد رؤوس الماشية في الولايات المتحدة أدنى مستوى له منذ 74 عاماً، ما أدى إلى تراجع أعداد الحيوانات التي تذبح، وبالتالي ارتفعت الأسعار نتيجة شح الإمدادات.

وتشير الكاتبة جيسيكا كارل إلى أن هذه التكاليف أصبحت تضعف الحافز لدى الناس لتنظيم تجمعات اجتماعية مثل حفلات الشواء، في وقت تميل فيه الأجيال الجديدة إلى قضاء وقت أقل مع الأصدقاء مقارنة بما كان عليه الحال في بداية القرن الحالي. تم طرح تساؤلات حول قدرة السياسات الأمريكية الراهنة على دعم قطاع يعتمد إلى حد كبير على العمالة الموسمية.

وأشار الصحافي جاستن فوكس إلى أن «قلة من الأمريكيين يرغبون في العمل في الزراعة، نظراً لطبيعة المجتمع الحضري الحالي وتوفر وظائف أقل إجهاداً»، محذراً من أن أي توجه سياسي لتقييد العمالة غير الأمريكية بالكامل قد يؤدي إلى «انهيار الإنتاج الزراعي الأمريكي». وإذا تحقق هذا السيناريو، فإن تكلفة مائدة الشواء، من الهوت دوج إلى الذرة وسلطة البطاطا، ستشهد مزيداً من الارتفاع.