يمثل خبر انتقال نيك ستورونسكي، المؤسس والرئيس التنفيذي الملياردير لشركة التكنولوجيا المالية العملاقة «ريفولوت» إلى دبي أحدث ضربة لمكانة لندن مركزاً مالياً عالمياً.
وبحسب «بلومبرج» فإن «هذا التطور ينبغي ألا يأتي مفاجئاً؛ فستورونسكي لا يفعل سوى السير على خطى مسار بات مألوفاً لأصحاب الثروات الكبيرة ورواد الأعمال في قطاع التكنولوجيا، الذين يجدون جاذبية دبي أكثر صعوبة في المقاومة يوماً بعد آخر».
وأشار تقرير بلومبرج إلى أن «لسنوات طويلة كان ينظر إلى دبي في المقام الأول على أنها ساحة ترفيه للأثرياء أو ملاذ ضريبي مريح؛ إلا أن هذه الصورة تغيرت بشكل واضح».
وقال تقرير «بلومبرج»: «نجحت دبي في إعادة تقديم نفسها نقطة ارتكاز عالمية حقيقية للتمويل والتكنولوجيا، ورغم أن غياب ضريبة الدخل الشخصية لا يزال عامل جذب قوياً، لا سيما في وقت تتجه فيه حكومات غربية إلى فرض ضرائب على الثروات وزيادة الضرائب على الأرباح الرأسمالية لسد فجواتها المالية، فإن المسألة لم تعد تقتصر على المال وحده».
وأشار التقرير إلى أن «خطوة ستورونسكي تسلط الضوء على حالة الإحباط المتزايدة من البيئة التنظيمية والاقتصادية في أوروبا والمملكة المتحدة؛ فشركة «ريفولوت»، التي حصلت مؤخراً على ترخيص مصرفي، طال انتظاره في بريطانيا بعد سنوات من التدقيق، شهدت في كثير من الأحيان علاقة متوترة مع الجهات الرقابية البريطانية».
وأضاف: «وعلى النقيض تقدم دبي نهجاً عملياً منفتحاً على الإنجاز، وإجراءات تأشيرات مبسطة مثل الإقامة الذهبية، إلى جانب موقع استراتيجي يربط بين الشرق والغرب».
ولا يعد رئيس «ريفولوت» حالة استثنائية؛ فمن مديري صناديق التحوط إلى مؤسسي شركات العملات المشفرة تتسارع وتيرة الانتقال إلى مركز دبي المالي العالمي، ولا يقتصر الأمر على مكاتب صورية أو عناوين شكلية؛ فهؤلاء القادة ينقلون حياتهم وأسرهم ومراكز اتخاذ القرار إلى دبي.
وأكد التقرير أنه «بالنسبة إلى لندن يشكل رحيل إحدى أبرز قصص النجاح التكنولوجي، التي خرجت منها جرس إنذار حقيقي؛ فإذا عجزت المدينة عن الاحتفاظ برواد الأعمال، الذين أسهمت في رعايتهم، فإنها تخاطر بالتحول إلى متحف مالي بدلاً من أن تبقى مختبراً لصناعة المستقبل؛ أما دبي فهي أكثر من مستعدة لتوفير مساحة هذا المختبر».
وأكد كاتب التقرير أن «هناك كماً هائلاً من الشواهد المتداولة عن معارفه وهم ساخطون أو محبطون، انتقلوا من المملكة المتحدة أو فرنسا إلى الإمارات العربية المتحدة أو سويسرا بحثاً عن ضرائب أكثر قابلية للتنبؤ — أي أقل».
وبات مديرو الصناديق الاستثمارية باتوا، على الأرجح، يدرسون مدناً مثل ميلانو ودبي كونها أماكن للانتقال والعيش، لا كونها أسواقاً للاستثمار فقط.
وأضاف التقرير: «ومع اشتداد المنافسة على الكفاءات تتعاظم التحديات، خصوصاً بعد تحذير رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ديفيد كاميرون مؤخراً من نزوح الكفاءات البريطانية باتجاه دبي وأبوظبي».
وبحسب بلومبرج: «تظهر تقديرات مكتب الإحصاءات الوطنية أن صافي 110 آلاف بريطاني تتراوح أعمارهم بين 16 و34 عاماً قد هاجروا خلال العام المنتهي في مارس، ولا يزال من غير الواضح إلى أين اتجهوا تحديداً، لكن طلبات الانتقال تشير إلى جاذبية متزايدة للشرق الأوسط».
ويتجه المصرفيون وصناديق التحوط، مثل بريفان هوارد لإدارة الأصول وأوك هيل أدفايزرز، التي كانت يوماً مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالمراكز المالية الكبرى، بأعداد متزايدة إلى الإمارات، حيث يجري توظيف نحو 1.1 تريليون دولار من الثروة السيادية».
