أكد «موقع إي فايننشيال كاريرز» في تقرير حديث، أن دبي أصبحت وجهة محترفي صناديق التحوط في العالم، حيث يحلمون بالانتقال إليها للعمل والاستفادة من بيئتها الاستثمارية.
ونقل التقرير، على سبيل المثال، عن وكلاء التوظيف في قطاع صناديق التحوط بلندن، قولهم إن جميع المكالمات الواردة إليهم تقريباً، تأتي من أشخاص يريدون الخروج من المملكة المتحدة، حيث قال أحدهم: «الجميع يريد الذهاب إلى دبي»، التي تحظى بشعبية كبيرة عندهم.
وأشار الموقع إلى أن ألكسندر تاوش، المحلل في صندوق «سيتاديل» بلندن، انتقل بالفعل إلى الصندوق المنافس «بالياسني لإدارة الأصول»، في دبي، وهي الخطوة التي وضعها المئات من محترفي صناديق التحوط الآخرين في لندن، على رأس قائمة أولوياتهم.
ولدى «بالياسني» الآن 7 مديري محافظ استثمارية في دبي. كما عززت صناديق مثل «بلوكريست» و«إكسودس بوينت» و«بريفان هوارد»، وجودها في الشرق الأوسط، عبر دبي. وفي وقت سابق من العام، نقل مايك بلات مؤسس «بلوكريست»، مكان إقامته الرئيس إلى الإمارات.
وفي العام الماضي، تم تقدير عدد العاملين في قطاع صناديق التحوط في دبي بـ 1000 شخص. وقال أحد مديري المحافظ الاستثمارية، الذي يستعد للانتقال إلى الإمارات، إن التقارير التي أشارت إلى أن وزيرة الخزانة، راشيل ريفز، كانت تدرس فرض ضريبة على الأفراد الأثرياء الذين يغادرون المملكة المتحدة، شجعت الناس على المغادرة. وقال إن الناس خائفون بنسبة 100 % من ضريبة الخروج. وأضاف: هناك أيضاً عنصر الخوف من فوات الفرصة، لا أحد يريد أن يكون آخر من يغادر لندن.
جاذبية للأثرياء
وبينما تواصل دبي ترسيخ مكانتها مركزاً عالمياً جاذباً لرؤوس الأموال والأثرياء، أكد الملياردير ريان هاوسام، رجل الأعمال البريطاني ومؤسس مجموعة التأمين «ستايشور»، أن دبي توفر البيئة الضريبية المناسبة، التي تدفع الأفراد والشركات للنجاح والازدهار.
وفي تصريحات أدلى بها هاوسام، الذي يعيش حالياً في دبي، إلى موقع «ذيس إذ موني»، حذر من أن السياسات الضريبية المشددة في بريطانيا، أدت إلى «مغادرة أذكى وأثرى الأشخاص» من البلاد.
ووصف هاوسام، الذي يعد من بين المتقدمين بعروض لشراء نادي «شيفيلد وينزداي»، الوضع في دبي بقوله: انظر إلى دبي، إنها تزدهر تماماً، وهذا لأنهم خلقوا البيئة الضريبية المناسبة، مشيراً إلى أن البيئة المواتية للأعمال في دبي، هي السبب وراء ازدهارها الاقتصادي السريع.
وتأتي تصريحات هاوسام في وقت حرج، حيث تشير التقارير إلى نزوح نحو 9500 مليونير من المملكة المتحدة في عام 2024 وحده، كما يخطط 12 % أو نحو 680 ألف من الشركات الصغيرة والمتوسطة البريطانية للانتقال إلى الخارج، وفقاً لأبحاث «راثبونز».
وطالب ريان هاوسام الحكومة البريطانية بإعادة التفكير بشكل جذري في نظامها الضريبي واللوائح التنظيمية، والبحث عن نماذج عالمية ناجحة للاقتداء بها، مشيراً إلى أن الأمر لا يتعلق فقط بالضرائب المنخفضة، بل بخلق بيئة حيث «يمكنك فيها الانطلاق والبدء في العمل» بكفاءة، وبعيداً عن التعقيدات البيروقراطية. ويعتقد هاوسام أن بريطانيا يجب أن تنظر إلى الجهود التي تبذلها دبي لجذب الشركات.
