احتفلت مجموعة سوق أبوظبي للأوراق المالية بمرور 25 عاماً على تأسيس السوق، حيث تطور السوق منذ انطلاقه عام 2000، ليصبح ضمن أكبر 20 سوقاً مالياً في العالم من حيث القيمة السوقية، في انعكاس لرؤية الإمارة بعيدة المدى وللصعود السريع للسوق كونه أحد أبرز أسواق المال العالمية.
وعلى مدى 25 عاماً حقق السوق إنجازات بارزة أسهمت في تشكيل ملامح أسواق رأس المال والصناعة المالية في دولة الإمارات والمنطقة، فمن 12 شركة مدرجة فقط في سنواته الأولى إلى أكثر من 200 ورقة مالية متداولة اليوم، نما السوق الآن بقيمة سوقية تتجاوز 3 تريليونات درهم، ليشكل ركناً أساسياً في البنية الاقتصادية لإمارة أبوظبي، وبوجود 1.2 مليون مستثمر، يمثلون أكثر من 200 جنسية، أصبح سوق أبوظبي بوابة عالمية لرأس المال ومنصة موثوقة تعكس تنوع وطموح دولة الإمارات.
هيكل متكامل
وفي وقت سابق من هذا العام أعلن السوق تأسيس «مجموعة سوق أبوظبي للأوراق المالية»، التي تضم شركة «أبوظبي للمقاصة»، وشركة «أبوظبي للإيداع»، ويسهم الهيكل المتكامل في تعزيز كفاءة السوق وتحسين خدمات ما بعد التداول، بما يدعم المرحلة المقبلة من النمو انسجاماً مع استراتيجية أبوظبي لبناء منظومة مالية عالمية المستوى.
دور محوري
وقال عبد الله سالم النعيمي، الرئيس التنفيذي لمجموعة سوق أبوظبي للأوراق المالية: «مثلت الأعوام الخمسة والعشرون الماضية رحلة من المرونة والابتكار والتطور، واليوم، يقود سوق أبوظبي دوراً محورياً في ربط أبوظبي برأس المال العالمي، وبفرص استثمارية متنوعة. وتركز استراتيجيتنا خلال المرحلة المقبلة على تعزيز هذه الأسس، عبر توسيع المنتجات، وتعميق السيولة، وتبني التكنولوجيا المتقدمة، وخلق قيمة طويلة الأجل لجميع أصحاب المصلحة».
الطلب الاستثماري
وشهدت أسواق رأس المال في أبوظبي تحولاً كبيراً، لا سيما خلال الأعوام الخمسة الماضية، فمنذ عام 2020 جمعت الاكتتابات العامة الأولية في سوق أبوظبي ما يقارب 59 مليار درهم بدعم من الركائز الاقتصادية القوية، وارتفاع الطلب الاستثماري وفي 2023، حقق السوق نحو 18 مليار درهم من عائدات الاكتتابات – ليكون من بين الأعلى عالمياً – واستمر الأداء القوي خلال 2024 مع جمع نحو 12.8 مليار درهم، كما توسعت الشركات المدرجة في سوق أبوظبي خارج الحدود الإقليمية، لتعمل اليوم في عدة دول وأسواق عالمية، ما يعزز أثر أبوظبي الاقتصادي إقليمياً ودولياً.
ودعمت الشركات المدرجة في السوق الازدهار الوطني عبر توزيع أكثر من 320 مليار درهم أرباحاً نقدية منذ عام 2020، بمعدل نمو سنوي مركب يتجاوز 33%، ويبرز هذا الأداء قوة الشركات في أبوظبي، ويؤكد دور السوق في تمكين المستثمرين من الاستفادة من نمو اقتصاد الدولة عبر عوائد مستقرة وتقدير طويل الأجل لرأس المال والمساهمة في خلق الثروة المستدامة.
وبمناسبة اليوبيل الفضي يعتزم السوق إطلاق مؤشر «فوتسي -سوق أبوظبي لأعلى توزيعات الأرباح النقدية»، وهو مؤشر جديد، يسلط الضوء على الشركات ذات السياسات المستقرة والمستدامة في توزيع الأرباح.
قاعدة المستثمرين
وعمل السوق على توسيع قاعدة مشاركة المستثمرين وتعزيز بناء الثروة طويلة الأجل، وبالاعتماد على حضور أكبر 25 صندوقاً عالمياً لإدارة الأصول، يقدّم السوق مجموعة واسعة من الفرص الاستثمارية التي تشمل الأسهم وأدوات الدين وصناديق الاستثمار المتداولة والمشتقات المالية وأدوات العائد المتنوع، بما يمكن المستثمرين من بناء محافظ استثمارية عالية المرونة، تضمن التخطيط السليم للأمن المالي على المدى الطويل.
ومنذ عام 2020 نفذ المواطنون الإماراتيون تداولات بقيمة تتجاوز 2.5 تريليون درهم، بينما تجاوزت تداولات المستثمرين الأجانب 1.2 تريليون درهم، وبلغ صافي الاستثمار الأجنبي أكثر من 108 مليارات درهم – ليرتفع إلى 134 مليار درهم منذ ترقية السوق إلى مؤشر مورغان ستانلي كابيتال إنترناشيونال للأسواق الناشئة عام 2014.
كما تجاوزت تداولات المستثمرين المؤسسيين 3 تريليونات درهم خلال الفترة نفسها من عام 2020، وبمعدل نمو سنوي مركب يتجاوز 35%، مع صافي تدفقات إيجابية تفوق 40 مليار درهم.
ويواصل السوق تعزيز التكامل الإقليمي من خلال مبادرات الربط عبر الحدود التي توسّع آفاق الوصول وتعمّق مستويات الترابط، وقد أسهمت منصة «تبادل» – التي تربط ستة أسواق إقليمية – في تعزيز التعاون وفتح قنوات جديدة للمصدرين والمستثمرين، وترسيخ دور أبوظبي مركزاً رئيسياً لتدفقات رأس المال الحديثة والمترابطة.
مبادرات رائدة
يظل الابتكار محوراً رئيسياً في استراتيجية وتطور سوق أبوظبي، فقد قدم السوق على مدى السنوات سلسلة من المبادرات الرائدة إقليمياً، من بينها إدراج صناديق الاستثمار المتداولة، وإدراج السندات السيادية الأجنبية، والتصويت الإلكتروني المعتمد على تقنية البلوك تشين، وإدراج أول سند رقمي قائم على البلوك تشين في المنطقة، واليوم يواصل السوق تطوير بنيته التحتية الرقمية واعتماد تقنيات تداول من الجيل الجديد، بما يعزز مكانته كونه سوقاً مالياً مبتكراً ورائداً إقليمياً.
وبينما يتطلع سوق أبوظبي للأوراق المالية إلى المرحلة التالية من مسيرته فإنه يرسخ التزامه بتعميق السيولة وتعزيز البنية الرقمية، وتوسيع فرص الاستثمار. وبالاعتماد على منصات متقدمة، وأنظمة سوقية متكاملة، ومعايير تنظيمية وتشريعية عالمية، سيواصل السوق تمكين رأس المال والمستثمرين، وتهيئة الفرص للأجيال القادمة للنمو والازدهار.
