أكد العميد الركن الدكتور ذياب غانم المزروعي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع، أن «معرض دبي للطيران 2025»، يمثل منبراً استراتيجياً لتكريس ريادة الإمارات في مجالي الطيران والفضاء. وأوضح في حوار مع «البيان»، أن المعرض يرفد اقتصاد الإمارات الديناميكي ويقوي علاقات التعاون والتنسيق والصداقة بينها وبين دول العالم، بجانب إثرائه وتدعيمه مناهج عملها وتوجهاتها القاضية بالتركيز على الاقتصاد القائم على المعرفة والتقنية المتقدمة، ذلك بموازاة توظيف أطر وسياقات القوة الناعمة لتعزيز تميز مكانة الدولة عالمياً، كما أنه يعكس واقع تميزها الرقمي والتقني والعلمي النوعي.
ولفت العميد الركن الدكتور ذياب المزروعي إلى أهم ملامح مشاركة وزارة الدفاع في المعرض هذا العام، والتي تتمثل في تنظيم العروض الجوية للطائرات الحديثة بالاعتماد على أرقى معايير السلامة والجدارة في التخطيط والتنفيذ، موضحاً أنه سيوفر فرصاً ومكتسبات عديدة للوزارة، من بينها: فتح آفاق توسيع قواعد التعاون المدني والعسكري العالميين، وإبرام صفقات استراتيجية كبرى، إلى جانب تبادل الخبرات والمعرفة من خلال المشاركة في ورش العمل والمحاضرات. وفيما يلي نص الحوار:
* ما الذي يجعل «معرض دبي للطيران 2025»، متميزاً عن سواه من المعارض العالمية المشابهة؟
- يمثل المعرض أحد أبرز الأحداث والفعاليات العالمية التي تتجاوز مفهوم المعرض التجاري ليصبح منبراً استراتيجياً للريادة في مجالي الطيران والفضاء. ويعكس مضامين وسياقات تميز دورته في هذا العام، تركيزه النوعي على «مستقبل صناعة الفضاء»، حيث تم توسيع أجنحة الفضاء والتنقل الجوي المتقدم «AAM» بشكل لافت، ويظهر هذا التوجه التحول الحيوي الفريد لدولة الإمارات نحو اقتصاد قائم على المعرفة والتقنية المتقدمة. كما أن المعرض يجسد حرص الدولة على تعزيز وتطوير قطاع الطيران بوصفه إحدى الدعائم التي تميز الاقتصاد الوطني، معززاً مكانة الإمارات مركزاً عالمياً للطيران. وهو أيضاً، يثري ويدعم ويترجم، بشكل مثالي، ركائز ومستلزمات المبدأ الثاني من مبادئ الخمسين لدولة الإمارات، والمتمثل في بناء اقتصاد قوي يركز على بناء الاقتصاد الأفضل والأنشط في العالم لضمان المصلحة الوطنية العليا، والمبدأ السادس المتمثل في ترسيخ السمعة العالمية لدولة الإمارات.
وبوجه عام، يتسم المعرض بسمة بارزة، ألا وهي قدرته على دمج وترجمة مبادئ الخمسين لدولة الإمارات، والتي تمثل الإطار الاستراتيجي للتنمية حتى عام 2071، بشكل متناغم وخلاق. وعلى سبيل المثال، فهو يثري تعاون وتنسيق الجهات المتخصصة في الدولة، كما يقوي قدرات الدولة على امتلاك أفضل اقتصاد ديناميكي من خلال جذب صفقات بمليارات الدولارات وتعزيز الاستثمارات النوعية.
إضافة إلى ذلك، يدعم المعرض سياسة خارجية متوازنة للدولة ببناء شراكات عالمية مع الدول المتقدمة في الدفاع والفضاء، ويضمن ترسيخ واقع التميز الرقمي والتقني والعلمي للإمارات عبر عرض تقنيات متقدمة، مثل: الطائرات الكهربائية بدون طيار وأنظمة الذكاء الاصطناعي. علاوة على ذلك، يسعى المعرض إلى بناء نظام اجتماعي شامل من خلال برامج تدريبية وورش عمل تقدم عبر «منطقة الإلهام».
وفيما يتعلق بالاستدامة، يستغل المعرض الموارد الطبيعية بشكل مستدام بالتركيز على الوقود الجوي المستدام وتصاميم المطارات الكربونية المحايدة، كذلك يرفد ويقوي علاقات دولتنا بالدول المجاورة من خلال التعاون الدفاعي، ويوفر المساعدات الإنسانية للدول عبر تقنيات الطيران السريع.
* ما طبيعة ومضامين مشاركة وزارة الدفاع في المعرض، وما الرسائل التي تسعون لإيصالها من خلال هذه المشاركة؟
- تتمحور ملامح المشاركة في هذه الدورة الأضخم من تاريخ المعرض، والذي يجمع صناع القرار العالميين وأبرز الرواد والمبتكرين في مجالات الطيران والفضاء والدفاع الوطني، حول تنظيم العروض الجوية للطائرات المدنية والعسكرية الحديثة بالاعتماد على أرقى معايير السلامة والجدارة في التخطيط والتنفيذ، بالإضافة إلى التعاون مع الشركة المنظمة والجهات الأخرى في تنسيق وإدارة الطائرات على أرض المعرض. كما أن هناك عرضاً لـ 200 طائرة من الطائرات التجارية والعسكرية، وطائرات رجال الأعمال، والمسيرات، ولأول مرة سنشاهد في هذه الدورة تحليق الطائرات العمودية الكهربائية.
أما الرسائل الرئيسة للمشاركة، فتتمثل في تعزيز مكانة الإمارات كمنبر عالمي لأحدث تقنيات الطيران والفضاء والذكاء الاصطناعي، وترسيخ مفهوم القوة الجوية الذكية التي تمزج بين الابتكار والتكنولوجيا الحديثة، مع التركيز على الاستدامة والابتكار كركيزتين أساسيتين في بناء مستقبل الصناعات الدفاعية والطيران.
* ماذا عن أهم ملامح قوة وابتكار وتفوق المعرض في هذا العام؟
- تتجلى قوة وابتكار «معرض دبي للطيران» في قدرته على توظيف صناعة الطيران كأداة من أدوات القوة الناعمة لدولة الإمارات، بما يعزز حضورها الدولي كمحور للحوار والتعاون الاقتصادي والدبلوماسي. ويجمع المعرض تحت سقفه صناع القرار وقادة الصناعات الدفاعية والتقنية العالمية، الأمر الذي يكرس صورة الدولة كمركز رائد للابتكار والسلام والتعاون الدولي.
كما يشكل المعرض فرصة لتكريس قيم التنوع الثقافي والانفتاح الحضاري التي تميّز تجربة الإمارات التنموية، ويسهم في تعزيز القوة الاقتصادية الوطنية من خلال توقيع اتفاقيات استراتيجية كبرى تعود بالنفع المباشر على الأمن والاقتصاد الوطني. وهو بذلك يُترجم رؤية القيادة الرشيدة لمستقبل مستدام ومزدهر يرتكز على الابتكار والشراكة العالمية.
* كيف ترون أهمية معرض دبي للطيران في تعزيز مكانة الإمارات مركزاً عالمياً متقدماً في مجالات الدفاع والتكنولوجيا؟
- المعرض يعتبر منصة عالمية استراتيجية لريادة الدولة في عالم الطيران والفضاء، وهو يعزز من السمعة العالمية لدولة الإمارات ويحقق المبدأين الثاني والسادس من مبادئ الخمسين، كما يعتبر هذا الحدث الكبير محطة فارقة في مسيرة صناعة الطيران والفضاء والدفاع والأمن الوطني على مستوى العالم، ويرسخ مفهوم القوة الجوية الذكية، وهو مؤشر على التحوّل التكنولوجي الكبير الذي تقوده لإمارات نحو مستقبل أكثر ذكاءً واستدامة، حيث يتم تسلّيط الضوء على أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا في مجالات الطيران والفضاء والطائرات المسيّرة، والذكاء الاصطناعي، وأنظمة الدفاع الجوي، مما يرسخ صورة الإمارات كدولة رائدة في تبني التقنيات الحديثة.
وما نشاهده الآن في هذا الحث العالمي الكبير هو النجاح بجدارة وبامتياز، وهو تعبير عن الثقة الدولية في قدرات الإمارات التنظيمية وريادتها في تحويل المعارض إلى منصات عالمية للتعاون الدولي في مجالات الطيران والفضاء والذكاء والابتكار والدفاع والأمن الوطني والمعرفة وصناعة المستقبل.
* كيف تسهم مشاركة وزارة الدفاع في دعم رؤية الإمارات نحو تطوير منظوماتها الدفاعية والاعتماد على الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة؟
- توظف وزارة الدفاع مشاركتها في المعرض كمنصة استراتيجية لعرض وتطوير الصناعات الدفاعية الوطنية، وتقديم حلول مبتكرة في مجالات الأمن والدفاع الوطني. ويرتكز هذا التوجه على الاستثمار في التقنيات المتقدمة، ولا سيما الذكاء الاصطناعي، والأنظمة غير المأهولة، وأنظمة الدفاع الجوي الحديثة. كما تسعى الوزارة إلى تعزيز منظومة الصناعة الدفاعية المحلية من خلال شراكات استراتيجية مع مجلس التوازن وشركات «إيدج» و«توازن»، بما يرسخ توطين التكنولوجيا ونقل المعرفة، ويؤسس قاعدة وطنية دفاعية صناعية مستدامة. ويتسق هذا التوجه مع الاستراتيجية الوطنية للدفاع التي تركز على تعزيز الدبلوماسية الدفاعية والتعاون الدولي لخدمة المصالح الوطنية العليا.
* ما أبرز التوقعات والنتائج التي تأملون تحقيقها من المشاركة في هذا الحدث العالمي؟
- نتوقع أن تسهم المشاركة في تعزيز الصورة الدولية لوزارة الدفاع وإبراز القدرات الوطنية في مجالات التنظيم والإدارة والتقنية الدفاعية، إلى جانب فتح آفاق جديدة للتعاون المدني والعسكري مع أبرز الشركات العالمية. كما تسعى الوزارة من خلال المعرض إلى إبرام صفقات استراتيجية واتفاقيات تصنيع مشترك تسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز منظومات الدفاع الذكي في الدولة. ويتوقع أن تسهم المشاركة أيضاً في تبادل الخبرات والمعرفة عبر ورش العمل والمحاضرات المتخصصة، مع التطلع إلى المشاركة في الدورة القادمة بمشروعات نوعية، منها مشروع «طيران التاكسي»، بما يعكس استمرار التزام الوزارة بدعم الابتكار وتبني التقنيات المستقبلية في خدمة منظومة الأمن الوطني.
