رسخت دبي مكانتها مركزاً عالمياً للثروات الخاصة في الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، بفضل متانة البنية المؤسسية للأسواق المتقدمة، وتمتعها بحيوية الأسواق الناشئة، لتنضم إلى أبرز المدن في هذا المجال.
وأعلن مركز دبي المالي العالمي، عن إصدار نسخة جديدة من سلسلة تقاريره «مستقبل القطاع المالي»، تحت عنوان «التحوّل نحو رؤوس الأموال الخاصة»، ويُبرز التقرير أنّ النمو السريع للثروات الخاصة، وتزايد طابعها العابر للحدود، يُسهمان في إعادة تشكيل خريطة الأسواق المالية، ويُعززان مكانة دبي لتكون في صدارة الوجهات المفضّلة للأفراد من ذوي الملاءة المالية العالية، ومكاتب العائلات، والمستثمرين في رؤوس الأموال الخاصة.
وأكد التقرير أن مركز الثقل في القطاع المالي العالمي، يشهد تحوّلاً متسارعاً نحو الأسواق الخاصة، مع توقّعات بأن تتجاوز أصول هذه الأسواق 30 تريليون دولار بحلول 2030، مدفوعةً بسعي المستثمرين إلى فرص استثمارية أكثر موثوقية، وذات عوائد أعلى. وفي الوقت نفسه، عالمياً، سجّلت الثروات الخاصة مستوى قياسياً بلغ 471 تريليون دولار، بعدما نمت بأكثر من 340 تريليون دولار منذ عام 1995، أي بمعدل يزيد 8 أضعاف عن نمو الثروة العامة خلال الفترة ذاتها.
ومن أبرز السمات الفارقة لهذه المرحلة، انتقال ثروات هائلة تُقدّر بنحو 124 تريليون دولار بين الأجيال خلال العقدين المقبلين. ويُبدي الجيل الشاب من الورثة اهتماماً متنامياً بالتكنولوجيا والاستدامة والاستثمار، بهدف تعزيز الأثر المُجتمعي، وهو ما يُرجَّح أن يُسهم في تسريع وتيرة الطلب على حلول مُخصّصة أكثر لإدارة الثروات، وعلى منصّات متطورة لرؤوس الأموال الخاصة.
الميزة التنافسية
وأوضح أن دبي برزت بوصفها المركز العالمي الأبرز للثروات الخاصة في المنطقة، إذ تجمع بين متانة البنية المؤسسية للأسواق المتقدمة، وحيوية الأسواق الناشئة. وفي عام 2025، ارتفع تصنيف دبي العام إلى المرتبة الثانية عشرة، ضمن «مؤشر المراكز المالية العالمية»، لتنضم إلى أبرز المدن في هذا المجال، وفي مقدمها لندن ونيويورك وباريس، لما تتمتع به من إمكانات واسعة وعميقة، ضمن جميع مجالات القطاع المالي.
محرك رئيس
ويُعد مركز دبي المالي العالمي المحرك الرئيس لهذا النمو، حيث سجل حتى نهاية النصف الأول من عام 2025، أداءً قياسياً، باحتضانه 7,700 شركة نشطة، مُحققاً نمواً سنوياً لافتاً بنسبة 25 %. وتضم المنظومة المالية للمركز اليوم، أكثر من 440 شركة ضمن قطاع إدارة الثروات والأصول، و85 صندوق تحوّط، وتكتلاً قوياً من شركات الأسهم الخاصة ورأس المال الجريء، إلى جانب 1,035 كياناً مرتبطاً بالشركات العائلية، ما يعكس تنوعاً وعمقاً، يرسّخان مكانة المركز وجهة عالمية أولى لرؤوس الأموال الخاصة.
محفظة بارزة
ويستضيف المركز أيضاً محفظة بارزة من الشركات التي اختارت دبي ومركز دبي المالي العالمي، قاعدة إقليمية لدعم نمو الأسواق الخاصة، وتشمل هذه الشركات: العربي إنفستمنتس، بارون كابيتال، بيكو كابيتال، كامبريدج أسوشيتس، سي دي آر كابيتال، ليفنت كابيتال، هايفن، ميدل إيست فنتشر بارتنرز، مورنينغ ستار، نايا كابيتال، بيرل دايفر كابيتال، بيمكو وسكويربوينت كابيتال، سيلفر بوينت كابيتال، وتي في إم كابيتال.
رؤى عالمية
ويستعرض التقرير رؤى عالمية، قدّمها قياديون بارزون في قطاع المال، ومن بينهم مارك أوشيدا من كامبريدج أسوشييتس، وفيليب أمارانت من هينلي آند بارتنرز، وأنطوان كولسون الرئيس التنفيذي لسوق الأسهم الدولية الخاصة. وانعكاساً لتنامي تأثير دبي في المشهد المالي العالمي، سيستضيف سوق الأسهم الدولية الخاصة، أكبر سوق عالمي لرأس المال الخاص، أولى فعالياته التمهيدية في منطقة الشرق الأوسط، داخل مركز دبي المالي العالمي، في ديسمبر 2025، وستعقبها نسخة استثنائية خلال «أسبوع دبي لمستقبل القطاع المالي» في مايو 2026.
المكاتب العائلية
وقال أنطوان كولسون الرئيس التنفيذي لسوق الأسهم الدولية الخاصة: «تمثل قدرة دبي على مواءمة رؤوس الأموال طويلة الأمد مع رؤية استراتيجية مستقبليّة، إلى جانب إطارها التنظيمي المتين، وازدهار منظومة المكاتب العائلية، عاملاً محورياً، يجعلها الوجهة الأمثل لتوسّع سوق الأسهم الدولية الخاصة. ونتطلع إلى تعزيز التعاون مع مركز دبي المالي العالمي، لربط المستثمرين العالميين بالفرص الواعدة التي يتيحها هذا المركز الديناميكي».
ويؤكد تقرير «مستقبل القطاع المالي: التحوّل نحو رؤوس الأموال الخاصة»، أن دبي لا تكتفي بمواكبة التحولات في الأسواق العالمية، بل تلعب دوراً فاعلاً في صياغتها.
