تعد الأسهم من بين أشهر الأصول المالية على الإطلاق، لما توفره للمستثمرين من فرص لتحقيق العوائد وزيادة الثروة.

عندما تقوم بشراء أسهم شركة ما في سوق المال، فأنت تصبح مساهماً في الشركة، وهو ما يعني أنك أصبحت تملك جزءاً صغيراً من رأسمال هذه الشركة. وفي حالة تحقيق الشركة لأرباح، فقد تحصل على حصتك أيضاً حسب عدد الأسهم التي تملكها.

ويتمثل مفهوم توزيعات الأرباح في الأموال التي يحصل عليها المساهمون من الشركات كأرباح عن استثماراتهم في الأسهم، ويمكن أن تكون على شكل دفعات من المال النقدي أو أسهم مجانية، وتتم بناءً على أرباح الشركة وسياسة توزيعاتها.

كيف يتم حسابها؟

يعتمد حجم توزيعات أرباح الأسهم وكيفية دفعها للمستثمرين، على نظام معين، يحدده مجلس إدارة الشركة. حيث يقرر مجلس الإدارة حجم الأرباح التي سيتم تخصيصها للمساهمين كتوزيعات أرباح. غالباً ما يعتمد هذا القرار على الوضع المالي للشركة واحتياجاتها للأموال والديون وأهدافها والالتزامات المالية.

على سبيل المثال، إذا أعلنت شركة «أبل» عن توزيع أرباح بواقع 0.50 دولار لكل سهم، فسيحصل حامل 10 آلاف سهم على أرباح بقيمة 5 آلاف دولار (وهي حاصل ضرب قيمة التوزيع لكل سهم في عدد الأسهم للمستثمر). وفي منتصف سبتمبر الماضي، أعلنت شركة «مايكروسوفت» عن توزيع أرباح ربع سنوية بقيمة 0.83 دولار للسهم، وهذا يعني، إذا كان لديك 10 آلاف سهم بالشركة، سوف تحصل على أرباح بقيمة 8300 دولار.

باختصار، يتم حساب توزيعات الأرباح بتقدير نسبة الأرباح المخصصة للتوزيع، وتحويلها إلى مبالغ نقدية، أو غير نقدية، توزع على المساهمين بناءً على نسبة تم تحديدها.

التوقيت

يمكن أن تدفع الشركات توزيعات الأرباح بشكل ربع سنوي، أو نصف سنوي، أو سنوي (3 أشهر - 6 أشهر - 12 شهراً)، يتم دفع أرباح الأسهم للمساهمين في تاريخ محدد مسبقاً، يُعرف باسم «تاريخ الدفع»، عادة ما تتم إدارة العملية بكاملها، من الإعلان عن التوزيعات إلى الدفع، من قبل الشركة والوسطاء الماليين، ما يقلل من الإجراءات التي عليك اتباعها كمستثمر، بهذه الطريقة، يمكن أن يوفر الاستثمار في الأسهم التي تدفع أرباحاً، تدفقاً منتظماً للدخل، ما يجعلها خياراً جذاباً للعديد من المستثمرين.

مكافأة للمساهمين

في النهاية، يعتبر توزيعات الأرباح مكافأة للمساهمين عن نجاح الشركة وتحقيق أرباحها، فهي تساهم في زيادة قيمة الأسهم، وجذب المستثمرين المحتملين، بناءً على ذلك، يعد توزيعات الأرباح عنصراً هاماً يجب أن يأخذه المستثمرون في الاعتبار، عند اتخاذ قراراتهم الاستثمارية، وتأثير توزيعات الأرباح على أداء الأسهم، يمكن أن يكون ملحوظاً، حيث يعتبر توزيع الأرباح النقدية مصدراً للدخل الإضافي للمستثمرين، بالإضافة إلى ذلك، قد تعكس توزيعات الأرباح النجاح المستمر للشركة، وقدرتها على تحقيق أرباح مستدامة، ما يعزز ثقة المستثمرين في الشركة، ويؤثر إيجابياً في قيمة الأسهم.

أهميتها

وتكمن أهمية توزيعات الأرباح في أنها مؤشر مهم لأداء الشركة وقوتها المالية، فعندما يقوم المستثمرون بالحصول على توزيعات أكبر، قد ينظرون إلى الشركة على أنها ناجحة ومربحة، وعلى العكس من ذلك، إذا كانت توزيعات الأرباح قليلة أو غير مستدامة، قد يشك المستثمرون في مدى جدوى استثمارهم في الشركة، لذلك يعد فهم مفهوم توزيعات الأرباح وأهميتها في الاستثمار أمراً حاسماً.

وتلعب توزيعات الأرباح دوراً رئيساً في جذب المستثمرين، وتحفيزهم على الاستثمار في الأسهم، فهي تمثل الحصة النقدية أو الأصول التي تعود من الشركة إلى مساهميها، ويعد ذلك مكافأة للمساهمين على استثمارهم في الشركة.