شهدت الأسواق العالمية أسبوعاً متقلباً، في ظل جملة من التطورات الاقتصادية والجيوسياسية، التي انعكست على أداء المؤشرات الرئيسة على نحو متباين، علاوة على البيانات الحديثة، وآخرها تقرير التضخم المفضل للفيدرالي الأمريكي.

وبينما سجلت المؤشرات الرئيسة في «وول ستريت» هذا الأسبوع محصلة حمراء، نجحت المؤشرات الأوروبية في تسجيل مكاسب نسبية، كما واصل المؤشر الياباني تسجيل مستويات فوق 45 ألف نقطة.

وضغطت المخاوف المرتبطة بالطلب، في ظل تطورات الحرب في أوكرانيا وتداعياتها، على أسعار النفط، التي سجلت مكاسب قوية، كما دفعت رهانات المزيد من خفض أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذهب - بوصفه الملاذ الآمن - إلى مستويات جديدة.

خسائر أسبوعية

سجلت مؤشرات الأسهم الأمريكية خسائر أسبوعية تحت وطأة حالة عدم اليقين، التي تنتاب الأسواق، لا سيما بعد سلسلة من التصريحات والقرارات الصادرة عن الرئيس دونالد ترامب، بما في ذلك قراره بفرض رسوم لمرة واحدة بقيمة 100 ألف دولار على تأشيرة العمالة الماهرة، بما يشكل ضغطاً على التوظيف في الشركات في وداي السليكون بشكل خاص.

تراجع مؤشر «داو جونز» الصناعي بنسبة 0.15% إلى النقطة 46247.29 بنهاية تعاملات الأسبوع، مقارنة مع مستوى إغلاق الأسبوع الماضي عند مستوى 46315.27 نقطة، كذلك انخفض مؤشر «ناسداك» المركب 0.65% إلى 22484.068 نقطة مقارنة مع 22631.476 الأسبوع الماضي، وهبط «ستاندرد آند بورز 500» إلى النقطة 6643.70 مقابل 6664.36 عند إغلاق الأسبوع الماضي، وبنسبة انخفاض 0.31%.

وتفاعلت الأسواق بشكل إيجابي، خلال جلسة تعاملات نهاية الأسبوع، مع أحدث بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر أغسطس، وهو مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي، والذي أظهر أن التضخم الأساسي (الذي يستثني تكاليف الغذاء والطاقة) توافق مع التوقعات، ليبلغ معدله السنوي المعدل موسمياً 2.9%، ولا تزال الأسواق تسعر إمكانية خفض أسعار الفائدة مرة أخرى من قبل الفيدرالي الأمريكي، بمقدار ربع نقطة مئوية في الاجتماعات المقبلة.

وبالنسبة لأداء مجموعة من أبرز الأسهم في «وول ستريت» هذا الأسبوع فقد جاء متبايناً إلى حد كبير، فقد سجلت أسهم «أبل» مكاسب أسبوعية بنحو 4% في ظل مبيعات آيفون الجديد، وارتفعت أسهم «تسلا» بنسبة 3.5% تقريباً، بينما مُنيت «أمازون» بخسائر بنحو 5%، وهي من بين المتضررين من رسوم ترامب على العمالة الماهرة، كما تراجعت أسهم «ميتا» بأكثر من 4%.

مكاسب محدودة

سجلت المؤشرات الأوروبية الرئيسية مكاسب أسبوعية، بعدما وصلت إلى أدنى مستوياتها في ثلاثة أسابيع، وارتفع المؤشر الأوروبي «ستوكس 600» بشكل هامشي بنسبة 0.07% إلى النقطة 554.52 مقارنة مع 554.12 نقطة الأسبوع الماضي.

وفي أكبر اقتصاد بأوروبا ارتفع مؤشر «داكس» الألماني بنسبة 0.42%، منهياً التعاملات الأسبوعية عند مستوى 23739.47 نقطة، مقابل 23639.41 نقطة الأسبوع الماضي، وارتفع «كاك» الفرنسي بنسبة 0.22% إلى 7870.68 نقطة مقارنة مع إغلاقه الأسبوع الماضي عند النقطة 7853.59، كذلك صعد مؤشر «فوتسي» البريطاني إلى مستوى 9284.83 نقطة ارتفاعاً بنسبة 0.74% من مستوى 9216.67 نقطة، الذي سجله الأسبوع الماضي.

وكانت أسهم شركات الأدوية والرعاية الصحية تحت الضغط، بعد فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جولة جديدة من الرسوم الجمركية، تشمل فرض رسوم استيراد 100% على الأدوية ذات العلامات التجارية.

المؤشر الياباني يواصل مكاسبه

وواصل المؤشر الياباني مكاسبه، ليرتفع «نيكاي» بنسبة 0.69%، منهياً تعاملات الأسبوع عند مستوى 45354.99 نقطة، مقارنة مع إغلاق الأسبوع الماضي عند 45045.81 نقطة. جاء ذلك الارتفاع مع استيعاب المستثمرين بيانات التضخم لشهر سبتمبر في طوكيو، وهي البيانات التي تعد على نطاق واسع مؤشراً رئيسياً لاتجاهات السوق على مستوى البلاد، حيث جاء معدل التضخم الأساسي عند 2.5%، وهو أقل من المتوقع عند 2.8%.

مكاسب قوية

وسجلت أسعار النفط مكاسب قوية خلال الأسبوع المُنتهي في 26 سبتمبر، وذلك مع تصاعد المخاوف بشأن الإمدادات، وفي ظل الهجمات الأوكرانية بالطائرات المسيرة على البنية التحتية للطاقة الروسية، وسجلت العقود الآجلة لخام برنت عند تسوية تعاملات الجمعة 70.13 دولاراً للبرميل، مقارنة مع 66.68 دولاراً للبرميل بنهاية الأسبوع الماضي، وبما يشكل مكاسب بنسبة 5.17%، كذلك سجلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأمريكي الوسيط بنسبة 4.82%، بعد أن سجلت عند تسوية تعاملات نهاية الأسبوع 65.7 دولاراً للبرميل، مقارنة مع 62.68 دولاراً للبرميل بنهاية الأسبوع الماضي.

وكان نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، أعلن يوم الخميس الماضي عن أن بلاده ستفرض حظراً جزئياً على صادرات الديزل حتى نهاية العام، وستمدد حظراً قائماً على صادرات البنزين، ومن بين العوامل التي حفزت أسعار النفط هذا الأسبوع أيضاً تواصل الضغط،الذي تقوم به الحكومة الأمريكية على عدد من حلفائها، من أجل تقليص الواردات من روسيا.

المعدن الأصفر

وبدعم من رهانات وتوقعات خفض أسعار الفائدة، لا سيما بعد بيانات التضخم الأخيرة، سجل المعدن الأصفر مكاسب أسبوعية جديدة بنحو 2.5%، وشهد المعدن الأصفر خلال الأسبوع تسجيل مستوى قياسي جديد عند 3790.82 دولاراً قبل أن يقلص مكاسبه، وينهي تعاملات الأسبوع عند مستويات فوق 3777 دولاراً للأونصة.

وعادة ما يستفيد الذهب - بوصفه الملاذ الآمن، وكونه مخزن قيمة- من أسعار الفائدة المنخفضة، إذ يلجأ إليه المستثمرون لحفظ أموالهم.