تراجعت مؤشرات الأسهم العالمية، الجمعة، بشكل جماعي بضغط بيانات ضعيفة وتدهور معنويات المستثمرين وانخفضت المؤشرات الأمريكية والأوروبية كما تراجعت بورصة طوكيو تحت وطأة عمليات بيع لجني الأرباح في آخر جلسات تداول شهر أغسطس.

وهبطت مؤشرات الأسهم الرئيسية في بورصة وول ستريت الأمريكية،، بعد تقرير للتضخم عزز الرهانات على خفض أسعار الفائدة في سبتمبر، لكنه أثار مخاوف من زيادة الأسعار جراء الرسوم الجمركية.

وخلال التعاملات انخفض مؤشر داو جونز الصناعي 45.9 نقطة أو 0.10 % إلى 45590.96 نقطة، وهبط مؤشر ستاندرد اند بورز 500 بواقع 12.6 نقطة أو 0.19 % إلى 6489.28 نقطة، وخسر مؤشر ناسداك المجمع 74.8 نقطة أو 0.34 % إلى 21630.326 نقطة.

وتراجع سهم «إنفيديا»، إثر تقارير حول تطوير «علي بابا» الصينية رقائق إلكترونية للذكاء الاصطناعي للتغلب على قيود تصدير أمريكا للتقنيات المتطورة.

وانخفض السهم المدرج في «ناسداك» 3.17 % إلى 174.45 دولاراً خلال التعاملات بعد أن نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» تقريراً أفاد بأن «علي بابا» طورت رقائق جديدة أكثر تنوعاً تهدف لخدمة مجموعة أوسع نطاقاً من مهام الاستدلال للذكاء الاصطناعي.

وتراجعت ثقة المستهلكين في الولايات المتحدة خلال أغسطس، تزامناً مع ارتفاع توقعات التضخم، وتدهور نظرة الأُسر للعديد من جوانب الاقتصاد.

وأظهر مسح شهري تجريه جامعة «ميشيغان»، انخفاض مؤشر ثقة المستهلك إلى 58.2 نقطة في قراءة أغسطس النهائية من 61.7 نقطة في يوليو.

ورغم أن المؤشر يعد أعلى بنسبة 11 % مقارنة بمستويات أبريل ومايو، لكنه انخفض 14.3 % على مدار الأشهر الـ 12 الماضية.

التيسير النقدي

من جانبه دعا كريستوفر والر، عضو مجلس حكام الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) وأحد المرشّحين لخلافة رئيس المجلس جيروم باول، إلى خفض سعر الفائدة الرئيسي في الاجتماع المقبل المقرّر يومي 16 و17 سبتمبر.

وقال والر في خطاب ألقاه في ميامي «كان ينبغي علينا أن نخفض الفائدة في يوليو» خلال الاجتماع الأخير للجنة السياسات النقدية للبنك المركزي الأمريكي.

وأضاف «ما زال الأمل يحدوني في أن يؤدي التيسير النقدي في اجتماعنا المقبل إلى منع تدهور سوق العمل وفي الوقت نفسه إعادة التضخم إلى 2 % وتابع «لذلك، فلنمضِ قدماً».

وخلال الاجتماع الأخير للجنة السياسات النقدية في نهاية يوليو، أيّد والر ونائبة رئيس الاحتياطي الفيدرالي ميشيل بومان خفض الفائدة، بينما اختار الأعضاء الآخرون، الذين شكّلوا الأغلبية، الإبقاء على الوضع الراهن.

ووالر هو خبير اقتصادي وأحد الأسماء المطروحة لخلافة جيروم باول في منصب رئيس الاحتياطي الفيدرالي.

ومنذ أشهر عدة يدعو ترامب علناً المصرف المركزي إلى تيسير السياسة النقدية.

ولم يخف ترامب رغبته في إقالة باول الذي تنتهي ولايته العام المقبل رغم أنّ صلاحيته كرئيس للبلاد تنحصر بتعيين رئيس الاحتياطي وليس بإقالته.

خسائر أوروبية

وتراجعت الأسهم الأوروبية عند الإغلاق، لكنها سجلت مكاسب شهرية مع تقييم بيانات التضخم في العديد من الاقتصادات الكبرى في منطقة اليورو.

وانخفض مؤشر «ستوكس يوروب 600» بنسبة 0.64 % إلى 550.14 نقطة، مسجلاً خسائر أسبوعية بنسبة 2 %، لكنه حقق مكاسب شهرية بنسبة 0.74 %.

وهبط مؤشر «داكس» الألماني 0.57 % إلى 23902 نقطة، و«كاك» الفرنسي 0.76 % إلى 7703 نقاط، و«فوتسي» البريطاني 0.32 % إلى 9187 نقطة.

وأظهرت بيانات أولية صدرت اليوم، ارتفاع أسعار المستهلكين في ألمانيا بنسبة 2.1 % خلال أغسطس، في حين كان متوقعاً زيادتها 2 %، بعدما سجل التضخم 1.8 % في يوليو.

وفي فرنسا، تباطأت وتيرة ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.9 % على أساس سنوي في أغسطس، من 1 % في يوليو، فيما استقر معدل التضخم السنوي في إسبانيا عند 2.7 %.

تراجع ياباني

وتراجع مؤشر نيكاي الياباني عند الإغلاق بضغط من موجة جني أرباح في آخر يوم تداول في الشهر بعد ارتفاعات شهدها أغسطس ومع ضغوط ناجمة عن ارتفاع الين وصدور بعض القراءات الاقتصادية التي جاءت ضعيفة.

وهبط مؤشر نيكاي 0.26 % ليختتم التعاملات عند 42718.47 نقطة مقلصاً مكاسبه الأسبوعية إلى 0.2 %.

واختتم المؤشر تعاملات أغسطس بارتفاع شهري فاق 4 %. وكان قد وصل في 19 أغسطس إلى مستوى قياسي مرتفع عندما سجل 43876.42 نقطة.

ونزل مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.47 % إلى 3075.18 نقطة وسجل تراجعاً أسبوعياً بنسبة 0.83 % لكنه سجل زيادة شهرية بنسبة 4.49 %، إذ شهد الشهر أيضاً صعوده لأعلى مستوى على الإطلاق.

وحققت الأسهم اليابانية مكاسب في الأسابيع القليلة الماضية بفضل نتائج أعمال قوية للشركات وصعود بشكل عام في الأسهم العالمية بدفعة من قفزات في «وول ستريت».

جني الأرباح

وقالت ماكي ساوادا المحللة في نومورا عن المكاسب القوية في أغسطس «هذه أجواء تغري بجني الأرباح في الأسهم اليابانية».

وأضافت أن النظرة المستقبلية الإيجابية التي جاءت بسبب نتائج الأعمال القوية للشركات «لم تتغير وستستمر في دعم المؤشر نيكاي في سبتمبر».

وتراجعت أسهم شركات تصنيع السيارات مع ارتفاع الين خلال الليل أمام الدولار مما قلل من قيمة الأرباح في الخارج لتلك الشركات. وهبط سهم تويوتا 1.58 % وهوندا 1.29 %.

أما أسهم شركات قطاع الرقائق، فقد اختتمت تعاملات الأسبوع على تراجعات محدودة بعد أن تعافت من هبوط أكبر شهدته في الجلسة الصباحية.

وأغلق سهم طوكيو إلكترون على هبوط 0.41 %، كما تراجع سهم سوني 1.45 % ونينتيندو 0.89 %.

ومن بين 225 سهماً مدرجاً على مؤشر نيكاي، هبط 152 سهماً وارتفع 68 واستقرت أسعار 5 أسهم.