سجلت الأسواق العالمية مكاسب أسبوعية بنهاية الأسبوع الثاني من شهر فبراير، في وقت يقيم فيه المتداولون أحدث خطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن فرض الرسوم الجمركية، علاوة على سلسلة من البيانات الاقتصادية، بما في ذلك بيانات التضخم الأمريكية، ونتائج أعمال بعض الشركات.

كما راقب المتعاملون عن كثب خلال الأسبوع مستجدات الأوضاع الجيوسياسية على أكثر من صعيد؛ بما في ذلك تطورات ملف وقف إطلاق النار في غزة، وكذلك جهود إنهاء الحرب في أوكرانيا، بعد الاتصال الهاتفي، الذي جمع الرئيسين الأمريكي والروسي، والذي تم خلاله الاتفاق على بدء محادثات فورية.

مكاسب أسبوعية في «وول ستريت»

سجلت «وول ستريت» مكاسب أسبوعية، بنهاية أسبوع حافل بالبيانات والأحداث الاقتصادية، التي تفاعل معها المتداولون على نحو متباين، بما في ذلك بيانات التضخم ومبيعات التجزئة لشهر يناير، علاوة على اتضاح الصورة نسبياً بشأن خطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فيما يخص الرسوم الجمركية.

خلال الأسبوع الثاني من شهر فبراير ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو 1.5%، مغلقاً عن مستوى 6,114.63 نقطة. كذلك ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 0.6%، لينهي تعاملات الأسبوع عند مستوى 44,546.08 نقاط، وارتفع أيضاً مؤشر ناسداك المركب بنحو 2.6% خلال الأسبوع، مغلقاً عند 20,026.77 نقطة. وأسهمت تعاملات، يوم الخميس، في جانب كبير من مكاسب السوق الأسبوعية، وذلك بدعم من توقيع الرئيس ترامب على مذكرة بشأن خطة فرض رسوم على السلع الواردة من الدول، التي تفرض رسوماً على المنتجات الأمريكية، وذلك عوضاً عن تنفيذ التعريفات الجمركية الفورية.

وبنهاية تعاملات، الخميس، أغلق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 حول أعلى مستوياته على الإطلاق بعد أن ارتفع بأكثر من 1%، كما ارتفع داو جونز الصناعي بنسبة 0.77%، وصعد ناسداك بنحو 1.5%.

وأظهرت بيانات مؤشر أسعار المستهلك، الصادرة، يوم الأربعاء، ارتفاع التضخم أكثر من المتوقع في يناير، الأمر الذي من شأنه تقديم حافز إضافي للاحتياطي الفيدرالي للإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير.

ووفق بيانات مكتب إحصاءات العمل فإن مؤشر أسعار المستهلك (المقياس واسع النطاق لتكاليف السلع والخدمات في جميع أنحاء الاقتصاد الأمريكي)، تسارع بنسبة 0.5% معدلة موسمياً لهذا الشهر، مما يضع معدل التضخم السنوي عند 3%، وذلك كان أعلى من تقديرات داو جونز البالغة 0.3% و 2.9% على التوالي. كما أظهرت بيانات مبيعات التجزئة، الصادرة الجمعة، أكبر هبوط في نحو عامين في يناير.

أسهم التكنولوجيا تحلّق

وخلال الأسبوع ارتفعت أسهم «أبل» بأكثر من 7% بدعم من عدد من الأخبار الإيجابية، لا سيما مع إعلان الرئيس التنفيذي للشركة، تيم كوك، عبر منصة «إكس» عن قرب الإعلان عن «أحدث عضو في عائلة أبل». وترجح التقارير أن يكون ذلك العضو هو الجيل الجديد من iPhone SE.

ومن بين الأنباء الإيجابية التي دعمت أسهم الشركة أيضاً الكشف عن اعتزام الشركة دمج نماذج ذكاء اصطناعي من علي بابا بأجهزة آيفون في الصين.

وشهدت أسهم الشركات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي دعماً بعد تصريحات نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، خلال قمة الذكاء الاصطناعي بباريس في منتصف الأسبوع، بشأن حرص الولايات المتحدة على حماية تقنيات الذكاء الاصطناعي الأمريكية من السرقة وسوء الاستخدام.

وارتفعت أسهم «إنتل» بأكثر من 23% خلال الأسبوع، كما ارتفعت أسهم عملاق الرقائق «إنفيديا» بنحو 7% خلال الأسبوع، بينما تكبدت أسهم «تسلا» خسائر أسبوعية بنحو 1.6%، وذلك بعد الكشف - منتصف الأسبوع - عن إعلان تحالف بقيادة ملياردير التكنولوجيا إيلون ماسك عن عرض لشراء المؤسسة المسيطرة على «أوبين إيه آي» بقيمة 97 مليار دولار، قبل أن يتم الكشف عن رفض العرض رسمياً، يوم الجمعة.

ثامن مكاسب أسبوعية لـ«الأوروبية»

في السياق واصلت الأسهم الأوروبية سلسلة مكاسبها للأسبوع الثامن على التوالي، وسجل مؤشر ستوكس 600 الأوروبي ارتفاعاً بنحو 1.85%، منهياً تعاملات الأسبوع عند مستوى 552.41 نقطة، ومنذ بداية العام ارتفع المؤشر بنحو 9% حتى الآن. وارتفع مؤشر داكس الألماني بنحو 3.3% خلال الأسبوع، مغلقاً عند مستوى 22,513.42 نقطة، كما سجل مؤشر فايننشال تايمز البريطاني مكاسب أسبوعية 0.37%، منهياً تعاملات الأسبوع عند مستوى 8,732.46 نقطة.

كذلك ارتفع مؤشر كاك الفرنسي، مسجلاً مكاسب أسبوعية بأكثر من 2.5%، بعدما أنهى التعاملات عند مستوى 8,178.54 نقطة.

وراقب المستثمرون خلال الأسبوع عدداً من الأحداث الجوهرية، بما في ذلك موجة أرباح الشركات، علاوة على الأنباء المرتبطة بالحرب في أوكرانيا، واحتمالية التوصل لاتفاق سلام بعد الاتصال الهاتفي، الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، والذي تم خلاله الاتفاق على محادثات فورية لإنهاء الحرب بمشاركة الجانب الأوكراني.

«نيكاي» الياباني في المنطقة الخضراء

وفي طوكيو دفعت عمليات جني الأرباح مؤشر نيكاي الياباني للتراجع في آخر جلسات الأسبوع، وذلك بعد سلسلة مكاسب استمرت ثلاث جلسات متتالية، لكن المؤشر سجل مكاسب أسبوعية بنحو 1.7%، مغلقاً عند مستوى 39,149.43 نقطة.

ويشار إلى أنه خلال تعاملات، يوم الخميس، ارتفع المؤشر الياباني بأكثر من 1%، وهو ما شكل أكبر ارتفاع يومي في ثلاثة أسابيع. والأسبوع الماضي التقى رئيس وزراء اليابان شيجيرو إيشيبا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، وهو اللقاء، الذي خفف من حدة المخاوف بشأن فرض رسوم جمركية على اليابان من جانب واشنطن، لا سيما مع الرسائل التي بعث بها إيشيبا خلال زيارة الولايات المتحدة بشأن تجنيب بلاده نزاعاً تجارياً مفتوحاً مع أمريكا، وذلك من خلال تعهده باستيراد كميات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، للمساهمة في تحقيق التوازن التجاري بين البلدين كما يدعو ترامب.