ارتفع مؤشرا ستاندرد آند بورز 500 وناسداك إلى مستويات قياسية مرتفعة، أمس، إذ عززت اتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي معنويات المستثمرين في مستهل أسبوع حاسم يشهد نتائج شركات ضخمة واجتماعاً لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) وموعداً نهائياً وشيكاً للرسوم الجمركية الأمريكية.
وصعد مؤشر داو جونز الصناعي 45.1 نقطة أو 0.10% إلى 44946 نقطة. وارتفع مؤشر ستاندرد اند بورز 500 بمقدار 9 نقاط أو 0.14% إلى 6397، بينما زاد مؤشر ناسداك المجمع 68.1 نقطة أو 0.32% إلى 21176 نقطة.
ويترقب المستثمرون ذروة موسم نتائج الأعمال، حيث تعلن أكثر من 150 شركة في مؤشر «إس آند بي 500» عن نتائجها الفصلية هذا الأسبوع، من بينها «ميتا» و«مايكروسوفت» الأربعاء، تليهما «أمازون» و«آبل» الخميس.
كما يعقد مجلس الاحتياطي الفيدرالي اجتماعه الذي يستمر ليومين ويُختتم الأربعاء، وسط توقعات بالإبقاء على معدل الفائدة في نطاق 4.25% إلى 4.5%، مع متابعة الأسواق لأي إشارات بشأن احتمال خفض الفائدة في اجتماع سبتمبر.
أوروبا
وارتفعت الأسهم الأوروبية إلى أعلى مستوياتها في أربعة أشهر بقيادة قطاعي السيارات والأدوية، بعد أن توصل الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة قبل انتهاء مهلة محددة لذلك في الأول من أغسطس متجنباً حرباً تجارية أوسع نطاقاً.
وصعد «ستوكس يوروب 600» بنسبة 0.7% عند 553 نقطة، بعدما لامس المؤشر الأوروبي 555 نقطة، وهو أعلى مستوى له منذ 25 مارس.
وقفز «داكس» الألماني بنسبة 0.5% عند 24338 نقطة، فيما زاد «فوتسي 100» البريطاني بنسبة 0.25% عند 9141 نقطة، وارتفع «كاك 40» الفرنسي بنسبة 0.9% عند 7906 نقاط. وصعدت أسهم شركات الأدوية مع توسيع نطاق الرسوم الجمركية الأساسية المتفق عليها لتشمل الرعاية الصحية. وارتفعت أسهم كل من نوفو نورديسك وروش بأكثر من 1.5%. وارتفع سهم إل.في.إم.إتش 0.7%.
أسهم السيارات
وارتفعت أسهم السيارات، إذ صعدت أسهم بورشه وفولكسفاجن 1.6% و1.9% على الترتيب. وزادت أسهم مرسيدس بنز وستيلانتس وفولفو للسيارات، التي سحبت توجيهاتها المالية لعام 2025 بسبب حالة الضبابية التجارية الأمريكية، بنسبة تتراوح بين 1.6 و3%. وزاد سهم ستيلانتس 3.5%، وسهم فاليو لصناعة قطع غيار السيارات 4.7%، وسهم مجموعة ميرك الألمانية للأدوية 2.9%، في إشارة إلى الارتياح في تلك القطاعات.
وتوقعت «بلومبرغ إنتليجنس» أن تتجنب شركات «بي إم دبليو» و«مرسيدس بنز غروب» وغيرهما من مصنعي السيارات الأوروبية خسارة 4 مليارات يورو (4.7 مليارات دولار) بفضل الاتفاق التجاري الذي أبرمه الاتحاد الأوروبي مع الولايات المتحدة.
وسجلت أسهم شركات السيارات الأوروبية مكاسب قوية، نتيجة أنباء عن خفض نسبة الرسوم الجمركية المفروضة على السيارات المستوردة من الاتحاد من 27.5% إلى 15%.
وكتب محلل «بلومبرغ إنتليجنس»، مايكل دين، في مذكرة أن «بي إم دبليو» و«مرسيدس» ستستفيدان أيضاً من إعفاءات من الرسوم الجمركية على نحو 185 ألف سيارة تصدرها من مصانعها في الولايات المتحدة سنوياً.
ويوفر الاتفاق التجاري قدراً من الوضوح في إحدى الأسواق الرئيسة لـ«مرسيدس» و«بي إم دبليو» و«بورشه» و«فولفو»، فمنذ فرض دونالد ترامب الرسوم الجمركية في أبريل، حذّر مصنعو السيارات من تكبد مليارات الدولارات من التكاليف الإضافية، وتعقيد سلاسل الإمداد، في ظل تراجع عدد منهم عن التوقعات المالية للعام أو خفضها.
وقال محلل قطاع السيارات ماتياس شميدت: «إنها أفضل نتيجة تتحقق مما بدا أنه وضع سيئ.. أتوقع أن ينعم الرؤساء التنفيذيون للشركات الألمانية والسويدية بنوم هانئ الليلة مقارنة بما عانوه خلال الأسابيع الماضية».
رغم ذلك، فإن الرسوم الجمركية الجديدة أعلى بكثير من نسبة 2.5% التي كانت مطبقة قبل اتخاذ ترامب الإجراءات التجارية، وستدفع الشركات إلى دراسة احتمال رفع الأسعار أو نقل مزيد من الإنتاج إلى الولايات المتحدة.
في المقابل، حذرت رابطة صناعة الكيماويات الألمانية (VCI)، التي تضم مصنعين مثل «باسف» (BASF) التي تورد المنتجات إلى شركات صنع السيارات، من أن الرسوم الجمركية ستضر بالقطاع في أوروبا.
وقال رئيس الرابطة فولفغانغ غروسه إنتروب في بيان: «إذا كنت تستعد لإعصار، فستكون شاكراً على أن ما وقع مجرد عاصفة.. رغم ذلك، فإن الرسوم الجمركية المُتفق عليها أعلى مما يجب، وإن صادرات أوروبا تخسر قدرتها التنافسية».
اليابان
وغير مؤشر نيكاي الياباني مساره ليختتم الجلسة على انخفاض، مع جني المستثمرين للأرباح بعد صعود في الآونة الأخيرة وحولوا تركيزهم إلى أرباح الشركات المحلية.
وانخفض مؤشر نيكاي 1.1% ليغلق عند 40998.27 نقطة، بعد ارتفاعه 0.2% في وقت سابق من الجلسة. وتراجع مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.72% إلى 2930.73 نقطة.
وقال سييتشي سوزوكي كبير محللي سوق الأسهم في توكاي طوكيو إنتليجنس لابراتوري: «باع المستثمرون الأسهم لجني أرباح من ارتفاع في الآونة الأخيرة؛ وهذا هو الجواب المختصر لتفسير الانخفاض».
واستدرك: «لكنهم باعوا الأسهم لأنها قفزت الأسبوع الماضي، وشعروا بالقلق من أن أرباح الشركات قد لا تبرر المستوى الحالي للأسهم».
وارتفع مؤشر نيكاي الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوى في عام بعد إبرام طوكيو وواشنطن اتفاقاً لخفض الرسوم الجمركية الباهظة التي هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرضها على السلع القادمة من اليابان.
وقادت الأسهم المرتبطة بالرقائق الإلكترونية التراجع، إذ انخفض سهم أدفانتست 8.96% ليصبح أكبر عائق للمؤشر نيكاي.
وهوى سهم سكرين هولدنجز 9.74% ليصبح أكبر خاسر بالنسبة المئوية على المؤشر نيكاي، بعدما أعلنت شركة إنتاج معدات صناعة الرقائق عن انخفاض 12.2% في أحدث ربح تشغيلي فصلي.
وانخفض القطاع المصرفي 2.86% ليصبح الأسوأ أداء بين المؤشرات الفرعية للقطاعات في بورصة طوكيو للأوراق المالية وعددها 33.
وخلافاً للاتجاه السائد، قفز سهم فانوك خمسة% ليصبح أكبر الرابحين بالنسبة المئوية على المؤشر نيكاي، بعد قفزة لأحدث ربح تشغيلي فصلي لشركة صناعة الروبوتات بنسبة 30% تقريباً.
ومن بين أكثر من 1600 سهم يجري تداولها في القسم الرئيسي في بورصة طوكيو، ارتفع 42% من الأسهم وانخفض 52% بينما استقر 4%.
