أسعار النفط تتعرض لخسائر أسبوعية جديدة نتيجة بيانات اقتصادية ضعيفة
شهدت الأسهم العالمية خلال الأسبوع المنتهي في 25 يوليو الجاري حالة من الزخم الإيجابي مدفوعةً بموجة قوية من إعلانات أرباح الشركات عن الربع الثاني من العام، إلى جانب تقدم في الملفات التجارية بين الولايات المتحدة وعدد من شركائها الرئيسيين.
وفي «وول ستريت»، عززت النتائج الفصلية التي جاءت أعلى من التوقعات مسار الصعود، لاسيما مع تسجيل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مستويات قياسية جديدة، فيما حافظ مؤشر داو جونز وناسداك على مكاسب أسبوعية قوية، وسط تفاؤل بإمكانية إبرام مزيد من الاتفاقات التجارية قبل دخول رسوم جديدة حيز التنفيذ.
وعلى الجانب الأوروبي، اتسمت التداولات بالتقلب في ظل ترقب تطورات المفاوضات التجارية بين واشنطن وبروكسل، إلا أن غالبية مؤشرات الأسهم الأوروبية الرئيسية تمكنت من إنهاء الأسبوع على ارتفاع محدود. وفي آسيا، كان المشهد أكثر قوة، حيث قفز مؤشر نيكاي الياباني متجاوزاً مجدداً مستوى 40 ألف نقطة، بدعم الاتفاق التجاري الجديد مع الولايات المتحدة، على الرغم من حالة عدم اليقين السياسي في طوكيو.
وفي أسواق السلع، تعرضت أسعار النفط لخسائر أسبوعية جديدة نتيجة بيانات اقتصادية ضعيفة من الولايات المتحدة والصين والمؤشرات المرتبطة بزيادة المعروض، كما تراجعت أسعار الذهب مع تحسن شهية المخاطرة وانحسار الإقبال على الملاذات الآمنة.
وول ستريت.. خضراء
وسجلت مؤشرات الأسهم الأمريكية مكاسب جماعية بالأسبوع المنتهي في 25 يوليو، والذي شهد تسجيل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مستويات قياسية جديدة، بدعمٍ من إعلانات الأرباح الإيجابية للشركات، فضلاً عن التقدم المحرز على صعيد الاتفاقيات التجارية التي تبرمها الولايات المتحدة مع شركاء التجارة الرئيسيين، بما في ذلك اليابان والصين، والاتفاق المنتظر مع الاتحاد الأوروبي، والذي يُرجحه الرئيس ترامب بنسبة 50 %.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اتفاقية تجارية وصفت بـ«الضخمة» مع اليابان، تتضمن رسوماً جمركية متبادلة بنسبة 15 %. كما صرّح هذا الأسبوع بأن الولايات المتحدة وإندونيسيا قد اتفقتا على إطار عمل لاتفاقية تجارية. ويُتوقع إبرام المزيد من الصفقات قبل حلول الأول من أغسطس، الموعد المحدد لفرض الرسوم.
وسجل مؤشر ستاندرد آند بورز ارتفاعاً أسبوعياً نسبته 1.46 % ليغلق عند مستوى 6,388.64 نقطة، مقارنة مع إغلاق الأسبوع الماضي عند 6,296.79 نقطة. كذلك ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 1.26 % - وفق حسابات «البيان»- مغلقاً عن النقطة 44,901.92 مقارنة بمستوى 44,342.19 بنهاية الأسبوع الماضي. وارتفع مؤشر ناسداك المركب بنحو
1.02 % وصولاً إلى مستوى 21,108.3 نقطة، مقابل 20,895.6 نقطة الأسبوع الماضي. وعززت نتائج الأعمال الإيجابية الصادرة عن مجموعة من الشركات، عن الربع الثاني من العام، شهية المستثمرين خلال الأسبوع، فبحسب بيانات FactSet فإن أكثر من 82 % من أصل 169 شركة مدرجة في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 - والتي أعلنت نتائجها حتى نهاية الأسبوع- قد فاقت التوقعات.
وبالنسبة لأداء مجموعة من أبرز أسهم «وول ستريت» خلال الأسبوع، فقد شهدت أسهم تسلا تقلبات حادة خلال الأسبوع بعد نتائج أعمال أقل من المتوقع، وفيما حاول سهم الشركة تقليص خسائره بجلسة نهاية الأسبوع، إلا أنه سجل في المحصلة تراجعاً أسبوعياً بنحو 4 %.
على الجانب الآخر، سجلت أسهم أبل مكاسب أسبوعية بنحو
1.3 %، كما ارتفعت أسهم أمازون بنحو 2.3 %، وارتفعت إنفيديا بنحو 0.6 % خلال الأسبوع.
«أسبوع متقلب» للأسهم الأوروبية
وسجلت الأسهم الأوروبية أداءً متقلباً خلال تعاملات الأسبوع قبل الأخير من شهر يوليو، مع ترقب الأسواق لمسار المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وشكل الاتفاق الذي يُمكن أن تسفر عنه.
ومع هذه التقلبات، استطاع المؤشر الأوروبي «ستوكس 600» تسجيل مكاسب أسبوعية بنحو 0.54 %، مغلقاً عند مستوى 550.21 نقطة في 25 يوليو، مقارنة مع 547 نقطة بنهاية جلسة 18 يوليو. بينما في أكبر اقتصاد أوروبي، سجل مؤشر «داكس» الألماني انخفاضاً نسبته 0.30 %، منهياً تعاملات الأسبوع عند النقطة 24,233.08، مقارنة بـ 24,287.57 الأسبوع الماضي.
بينما ارتفع مؤشر «كاك» الفرنسي بنحو 0.15 % ليصل إلى مستوى 7,834.58 نقطة، مقارنة مع إغلاقه الأسبوع الماضي عند 7,822.67 نقطة. وارتفع مؤشر «فوتسي 100» البريطاني على نحو أوسع، إلى مستوى 9,120.31 نقطة، مقارنة مع 8,992.12 الأسبوع السابق، وبنمو 1.43 %.
ويوم الجمعة، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن فرص التوصل لاتفاق مع التكتل الأوروبي (50 - 50)، في الوقت الذي نقلت فيه وكالة رويترز عن مسؤولين ودبلوماسيين أوروبيين ترجيحاتهم بإمكانية التوصل لاتفاق إطاري بشأن التجارة مع واشنطن مطلع الأسبوع، ومن المرجح أن يشمل فرض رسوم جمركية أساسية
15 % على جميع سلع الاتحاد الأوروبي التي تدخل الولايات المتحدة، وربما يتضمن رسوما جمركية 50 % على الصلب والألمنيوم.
المؤشر الياباني يسترد مستويات الـ40 ألف نقطة
في اليابان، استرد مؤشر نيكاي مستويات الـ 40 ألف نقطة من جديد، مُنهياً تعاملات الأسبوع عند 41,456.23 نقطة، وذلك مقارنة مع مستوى 39,819.11 نقطة بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي، وبارتفاع بأكثر من 4.11 % على مدار الأسبوع.
جاء هذا الارتفاع بدعمٍ من الاتفاق التجاري الذي توصلت إليه طوكيو مع الولايات المتحدة، وعلى الرغم من حالة عدم اليقين السياسي الناجمة عن الضربة التي تلقاها الائتلاف الحاكم في اليابان في الانتخابات الوطنية الأخيرة.
وتشير تقارير محليّة يابانية إلى أن المؤشر القياسي قد يكسر قريباً أعلى مستوى قياسي له من خلال تجاوز 42,224.02 نقطة المسجل قبل عام، لكن السوق قد تواجه خطر الهبوط إذا ارتفعت أسعار الفائدة طويلة الأجل بشكل أكبر بسبب توقعات التدابير المالية التوسعية مثل خفض ضريبة الاستهلاك.
النفط يتكبد خسارة أسبوعية جديدة
وعلى صعيد أسعار النفط، فقد مُنيت بخسائر أسبوعية جديدة، وذلك وسط بيانات اقتصادية غير مواتية في الولايات المتحدة والصين، وتزامناً مع مؤشرات على زيادة المعروض، رغم التفاؤل النسبي المرتبط بأن الاتفاقات الأمريكية قد تعزز النمو الاقتصادي العالمي والطلب على النفط مستقبلاً.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 1.27 % -وفق حسابات «البيان»- وصولاً إلى 68.4 دولاراً للبرميل عند التسوية يوم الجمعة، مقارنة بمستوى 69.28 دولاراً للبرميل بنهاية الأسبوع الماضي.
فيما انخفضت العقود الآجلة للخام الأمريكي على نحو أكبر، وبنسبة 3.24 % إلى مستوى 65.16 دولاراً للبرميل، مقابل 67.34 دولاراً للبرميل الأسبوع الماضي.
وعلى صعيد أسعار الذهب، فقد واصلت خسائرها هذا الأسبوع، بعد أن سجلت ثلاث جلسات متتالية من التراجعات حتى نهاية تعاملات يوم الجمعة. جاءت تلك الخسائر بدعمٍ من تزايد التفاؤل بشأن اتفاقيات التجارة بين الولايات المتحدة وشركائها، وتأثيراتها على الطلب على الملاذ الآمن، وتحسن شهية المخاطرة بالأسواق.
