أزالت شركة "شي إن "، عملاق الموضة السريعة، منتج قميص من موقعها يوم الأربعاء بعد أن ظهرت عليه صورة معدّلة لما يبدو أنه لويجي مانجيوني، الرجل المتهم بقتل الرئيس التنفيذي لشركة "يونايتد هيلث كير" العام الماضي.
يواجه مانجيوني عقوبة الإعدام في محكمة فدرالية بعد أن يُزعم أنه أطلق النار على الرئيس التنفيذي لـ"يونايتد هيلث كير"، برايان طومسون، في مانهاتن في
وقد وُجهت إليه تهمة القتل وتهم أخرى تتعلق بالوفاة، لكنه دفع ببراءته من جميع التهم الفدرالية وتهم الولايات الموجهة ضده.
وقد وصف المدعون العامون الجريمة بأنها "مرعبة، ومخطط لها جيداً، ومستهدفة"، و"اغتيال سياسي تم بدم بارد"، مشيرين إلى أن مانجيوني يشكل "خطراً مستمراً" لأنه يهدف إلى التأثير على الآخرين وتطبيع استخدام العنف لتحقيق أهداف أيديولوجية، مستشهدين بحوادث مشابهة وقعت بعد جريمته المزعومة.
وفي بيان لشبكة "سي إن إن"، قالت "شي إن " إن الصورة قُدمت من قبل بائع خارجي (طرف ثالث) وتمت إزالتها، في الصورة، يظهر مانجيوني وهو يعرض قميصاً بأكمام قصيرة وأزرار عليه نقوش زهرية.
ووفقاً لقطة شاشة من أرشيف الإنترنت، كان سعره 11.69 دولاراً ونفدت كمياته في أحجام متعددة، وقد أثارت هذه الحادثة تساؤلات جدية حول كيفية عمل منصات التجارة الإلكترونية الضخمة التي تعتمد على آلاف البائعين.
كما انتشرت تكهنات حول مصدر الصورة، حيث يعتقد العديد من الخبراء أنها قد تكون قد تم إنشاؤها أو التلاعب بها باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وقد أكدت أدوات التعرف على الوجه، مثل Amazon Rekognition، تشابهاً بنسبة 99.9% بين الصورة وصورة حقيقية لمانجيوني من ظهوره في المحكمة، مما يزيد من احتمالية أن تكون الصورة مُعدّلة رقمياً بشكل متقن.
ويكمن جوهر المشكلة في نموذج عمل "شي إن " للموضة السريعة، الذي يعتمد على إنتاج سريع للغاية وتجديد مستمر للمنتجات بناءً على الاتجاهات اللحظية.
هذا النموذج يفرض ضغطاً هائلاً على الشركة ومورديها لمواكبة كل ما هو رائج، مما يزيد من احتمالية حدوث مثل هذه الأخطاء الرقابية.
فمع وجود عشرات الآلاف من المنتجات التي تُضاف يومياً، يصبح رصد كل التفاصيل أمراً بالغ الصعوبة، خاصةً عندما تكون الصور مقدمة من بائعين مستقلين. ولهذا السبب، تعهد متحدث باسم "شي إن " في البيان باتخاذ إجراءات صارمة، قائلاً: "لدينا معايير صارمة لجميع المنتجات المعروضة على منصتنا.
نحن نجري تحقيقاً شاملاً، ونعزز عمليات المراقبة لدينا، وسنتخذ الإجراءات المناسبة ضد البائع بما يتماشى مع سياساتنا".
سرعان ما بدأت الصورة في الانتشار على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك على حسابات ثقافة البوب الشهيرة مثل "بوب كريف". وقد حصد مانجيوني جماهيرية واسعة، تغذيها إلى حد كبير حالة الإحباط لدى الرأي العام الأمريكي من نظام الرعاية الصحية وقطاع التأمين.
هذه الظاهرة ليست غريبة عن المجتمع الأمريكي، فقصص المرضى الذين يُجبرون على دفع فواتير طبية باهظة أو تُرفض مطالباتهم التأمينية بشكل تعسفي أصبحت شائعة.
هذا الغضب المكبوت يجد أحياناً متنفساً في شخصيات مثيرة للجدل، حيث يُنظر إليها على أنها تتخذ إجراءات جذرية ضد نظام يُنظر إليه على أنه ظالم، حتى لو كانت أفعالها إجرامية. وفي الاحتجاجات، رفع الناس لافتات كتب عليها "أطلقوا سراح لويجي" دعماً له، كما تلقى الخريج من جامعة بنسلفانيا مئات الرسائل من جميع أنحاء العالم.
إن هذه القضية تثير أيضاً تساؤلات قانونية وأخلاقية أوسع نطاقاً حول استخدام صورة شخص دون موافقته، وخاصة إذا كان متهماً في قضية جنائية خطيرة. فالقانون يمنح الأفراد حقاً في التحكم في استخدام صورتهم لأغراض تجارية، وهو ما يعرف بـ"حق الشهرة".
لكن في هذه الحالة، فإن الأمر يتعدى ذلك إلى استغلال قضية جنائية حساسة لتحقيق مكاسب تجارية، وهو ما يُعد انتهاكاً خطيراً للأخلاق المهنية. بالنسبة للبعض، لقد ظهر مانجيوني كبطل مناهض ومحبوب للجماهير.
وفي وقت سابق من هذا العام، أعرب ممثلو الادعاء عن قلقهم بشأن رسائل على شكل قلوب كانت مخبأة في جواربه، مما يشير إلى أن شخصيته أصبحت موضوعاً لعاطفة قوية لدى بعض المؤيدين. في المقابل، وصف المسؤولون عملية القتل بأنها جريمة "بدم بارد"، مؤكدين أن الجريمة لم تكن مجرد فعل يائس، بل كانت عملاً عدوانياً ومخططاً له جيداً.
