إذا حلمت يوما بالتحليق فوق ازدحام الطرق في طريقك اليومي إلى العمل، فقد تصبح هذه الرؤية حقيقة قريبا، مع الإعلان الرسمي عن دخول أول سيارة طائرة في العالم حيز الإنتاج.

شركة Alef Aeronautics الأمريكية أعلنت أخيرا أن سياراتها الطائرة Model A Ultralight ستصبح متاحة للعملاء الأوائل، بعد أكثر من عقد من التطوير والاختبارات المكثفة. وتعد هذه المركبة المستقبلية التي تبلغ قيمتها 235 ألف جنيه إسترليني نقلة نوعية في عالم التنقل، حيث يمكنها السير على الطرق مثل أي سيارة كهربائية عادية، ثم التحليق في السماء لتجاوز الاختناقات المرورية.

تصميم مبتكر يجمع بين السيارة والطائرة

تعتمد السيارة على ثمانية مراوح مخفية في صندوق السيارة وغطاء المحرك، ما يسمح لها بالإقلاع عموديًا في أي وقت دون الحاجة لمطار أو مهبط خاص. وعند الانتهاء من الطيران، يمكنها الهبوط والتحول إلى سيارة كهربائية عادية، وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

يقول جيم دوخوفني، الرئيس التنفيذي لشركة Alef Aeronautics: "يسعدنا أن نعلن عن بدء إنتاج أول سيارة طائرة وفق الجدول الزمني المحدد. لقد عمل الفريق بلا كلل للالتزام بالمواعيد، ونحن على أتم الاستعداد لتقديم هذه التكنولوجيا الثورية لعامة الناس".

أداء متقدم ومواصفات غير مسبوقة

على الطرق، تعمل السيارة بمحركات كهربائية صغيرة مثبتة في كل عجلة، وتؤدي وظائفها كسيارة كهربائية تقليدية بسرعة قصوى قانونية تبلغ 25 ميلاً في الساعة (40 كم/ساعة). أما في الجو، فتستطيع التحليق بسرعة تصل إلى 110 أميال في الساعة (177 كم/ساعة) وبمدى جوي يبلغ نحو 177 كيلومتراً.

ويعتمد هيكل المركبة على شبكة خفيفة من ألياف الكربون، بطول يقارب خمسة أمتار وعرض مترين، مع مراوح محمية لتعزيز معايير السلامة. وتتسع السيارة لشخصين فقط، فيما لا يتجاوز وزنها الإجمالي 385 كيلوغراماً، ما يصنفها ضمن فئة المركبات فائقة الخفة.

إنتاج محدود

تجمع السيارات حاليا يدويا في وادي السيليكون، كاليفورنيا، ويستغرق تصنيع كل مركبة عدة أشهر من العمل الحرفي لضمان أعلى مستويات الجودة والسلامة. وسيتم تسليم السيارات الأولى لعدد محدود من العملاء لاختبارها في ظروف مراقبة بعناية، قبل إطلاق الإنتاج الكامل.

من المتوقع أن يصل عدد الطلبات المسبقة إلى 3500 طلب بقيمة إجمالية تجاوزت 800 مليون جنيه إسترليني، في حين أن تكاليف الإنتاج المستقبلية على نطاق واسع قد تنخفض لتصل إلى حوالي 25 ألف جنيه إسترليني لكل سيارة.

تؤكد شركة Alef Aeronautics أن هذا الإطلاق التدريجي يهدف إلى معالجة أي مشكلات محتملة قبل دخول المركبة مرحلة الإنتاج الضخم، مع ضرورة تلقي العملاء تدريبًا كاملًا على التشغيل والصيانة قبل الطيران.