شكّلت منصات سوق السفر العربي ميداناً للتنافس بين الدول على استقطاب السائح الإماراتي، والخليجي بشكل عام، من خلال إطلاق استراتيجيات مبتكرة، تستهدف استقطاب العائلات الإماراتية والخليجية، عبر طرح برامج سياحية مصممة خصيصاً لتلبية اهتمامات الزوار والعائلات من الإمارات.
وأكد مسؤولون وممثلون عن هيئات سياحية أجنبية، لـ«البيان»، أن هناك مجموعة من الأسباب التي تجعل السائح الإماراتي والخليجي محل تنافس بين الدول التي تسعى إلى استقطابه، منها أن السائح الإماراتي يعد من أكثر السياح إنفاقاً حول العالم، سواء في الفنادق أو في مراكز التسوق، الأمر الذي من شأنه أن يشكل قيمة حقيقية لاقتصاد أي دولة يصل إليها، كما يمتاز السائح الإماراتي بأنه من أكثر الجنسيات إقامة في الفنادق خلال الرحلة الواحدة، أما السبب الثالث، فيرجع إلى أن العائلات الإماراتية تصنف من العائلات ذات الأعداد المرتفعة، الأمر الذي يعني حجز مزيد من الغرف، وبالتالي، مزيد من الإنفاق.
وأضاف المسؤولون أن اختيار دبي لإطلاق الحملات التسويقية والترويجية في المنطقة، كون الإمارة باتت عاصمة السياحة في المنطقة، ومركز السفر الذي يمكن من خلاله الوصول إلى أي سوق في المنطقة، نتيجة وجود شبكة استثنائية من رحلات الطيران التي تربط دبي بالمنطقة والعالم.
سوق ثالثة
وقالت يامينا صوفو مديرة التسويق والمبيعات في المكتب الوطني الألماني للسياحة في دول مجلس التعاون الخليجي، إن أعداد الزوار من الإمارات، يتصدر قائمة الزوار القادمين من المنطقة، مشيرة إلى أن دول الخليج تعتبر السوق الخارجية الثالثة من حيث الأهمية بالنسبة لألمانيا.
وأضافت أن المسافرين من الإمارات ودول الخليج، يمتازون بطول فترة الإقامة، وتكرار الزيارة، بالإضافة إلى اهتمامهم الكبير بمرافق العافية، والتسوق، والرفاهية، والأنشطة العائلية، والتعرّف إلى الثقافة، مشيرة إلى أن المكتب الوطني الألماني للسياحة، يواصل التركيز على دول الخليج، كأولوية استراتيجية، من خلال الحملات المخصصة، والشراكات الطويلة الأمد، التي تهدف إلى تقديم تجربة سفر مميزة ومصممة خصيصاً لاحتياجاتهم.
وأضافت أن المكتب الوطني الألماني للسياحة، يعمل على تنظيم العديد من الحملات الموجهة للسوق الخليجي، منها حملة «اختبر شعور التناغم»، التي تُسلّط الضوء على التجارب المستدامة والقائمة على العافية، وحملة «أرض الثقافة الألمانية»، التي تلقي الضوء على التراث الثقافي الغني والنابض بالحياة للبلاد، و«احتضن الطبيعة الألمانية»، التي تُروّج للمغامرات الخارجية في المتنزهات الوطنية والمحميات الطبيعية في ألمانيا.
وأضافت أن ألمانيا استقبلت في عام 2024، أكثر من 489 ألف زائر من دول مجلس التعاون الخليجي، مسجلةً زيادةً سنويةً بنسبة 1.2 %، ونمواً ملحوظاً بنسبة 21 %، مقارنةً بعام 2022.
مشيرة إلى أن المسافرين الإماراتيين يُمثّلون نسبة كبيرة من هذه الأعداد. وقالت، يتم العمل خلال العام الجاري على إطلاق مبادرات جديدة، وتوطيد شراكاتنا، والترويج لتجارب تُلبّي احتياجات زوّار دول مجلس التعاون الخليجي، لا سيما في مجالات الصحة والعافية، والثقافة، والسياحة في الطبيعة، وذلك للحفاظ على زخم النمو من هذه الأسواق.
قوة شرائية
من جهته، قال كارلوس رويز غونزاليس مدير المكتب السياحي الإسباني لدول مجلس التعاون الخليجي، إن السوق الإماراتي يعتبر من الأسواق المهمة بالنسبة لإسبانيا، لا سيما أن هذا السوق يتميز بالقوة الشرائية التي يتمتع بها، مقارنة بالزوار القادمين من أوروبا.
وأضاف غونزاليس أن المكتب السياحي الإسباني، يعمل على تنظيم العديد من الحملات التسويقية التي تستهدف الزوار من الإمارات ومنطقة الخليج، والعمل على تلبية متطلبات هذه الفئة من الزوار، وهو الأمر الذي نلاحظ نتائجه من خلال النمو المتواصل في أعداد الزوار من المنطقة.
وقال إن إسبانيا، استقبلت خلال العام الماضي 2024، أكثر من 200 ألف زائر من الإمارات، بنسبة نمو 17 % مقارنة بعام 2023.
وخلال الربع الأول من العام الجاري، تم إصدار ما يقرب من 8000 تأشيرة، متوقعاً أن ترتفع الأرقام أكثر خلال الفترة القادمة.
وأضاف قائلاً: إن مشاركتنا في قمة هذا العام، تتيح لنا التفاعل المباشر مع قادة السفر الإقليميين، وتعزيز رؤية إسبانيا كوجهة غنية بالتراث الثقافي، العروض الفاخرة، والتنوع الجغرافي.
نحن متحمّسون لاستكشاف شراكات جديدة، وتوسيع نطاقنا من خلال هذه المنصة الديناميكية.
من جهته، قال إدموند بارتليت وزير السياحة في جامايكا، إن منطقة الخليج العربي، وخاصة الإمارات، تمثل فرصة كبيرة لقطاع السياحة في جامايكا، لا سيما مع الإنفاق المرتفع على السفر للفرد في دول الخليج، وزيادة الاهتمام بالوجهات السياحية في جامايكا.
وأضاف أنه لتلبية اهتمامات المسافرين الإماراتيين، قامت هيئة السياحة في جامايكا، باتباع عدة استراتيجيات، منها تعيين مكتب تمثيلي تجاري، مقره في الإمارات.
وذلك لضمان التواصل المحلي مع شركاء السفر والمستهلكين، كما تعمل على تعزيز الاتصال الجوي مع جامايكا، من خلال محادثات مع شركات الطيران المحلية، لتوفير خيارات سفر أكثر سهولة، وتركز جامايكا في الجهود التسويقية على إبراز عروض جامايكا الفاخرة من الإقامات والتجارب التي تتماشى مع تفضيلات المسافرين من الإمارات.
وقال إنه في عام 2024، سجلت جامايكا زيادة بنسبة 37 % في عدد السياح القادمين من الإمارات، وزيادة إجمالية بنسبة 47 % في عدد الزوار من دول الخليج.
مشيراً إلى أن الإمارات تتصدر حركة الزوار القادمين من الخليج، تليها الكويت، وقطر، والسعودية.
وقال إن المشاركة في سوق السفر العربي، تأتي ضمن استراتيجية جامايكا التسويقية التي تستهدف تنويع الأسواق السياحية.
إذ يوفر سوق السفر العربي منصة لا مثيل لها، للتواصل مع أبرز المعنيين في قطاع السفر.
طلب متزايد
وقالت باربرا أنديلوفا مديرة التسويق الدولي للأسواق الجديدة في هيئة السياحة التشيكية: إن أسواق الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي ذات أهمية بالغة بالنسبة للسياحة في جمهورية التشيك، حيث إننا نشهد طلباً متزايداً على التجارب الأوروبية الحصرية والأصيلة.
وأضافت أنه في 2024، زار التشيك أكثر من 25 ألف زائر من الإمارات، بزيادة 4.1 %، مقارنة مع 2023، بينما شهد الشرق الأوسط الأوسع نمواً بنسبة 20.8 %، مع أكثر من 60 ألف زائر، مشيرة إلى أن الهدف زيادة هذا العدد بشكل أكبر، من خلال العروض الترويجية الموجهة، وتعزيز سبل الاتصال، لا سيما مع إطلاق رحلات الاتحاد للطيران المباشرة بين أبوظبي وبراغ، في يونيو 2025.
وقالت إن المشاركة في سوق السفر العربي، تعتبر أمراً أساسياً لترسيخ حضورنا، وبناء علاقات مع شركائنا الرئيسين، والترويج لجمهورية التشيك كوجهة سياحية فاخرة للمسافرين من منطقة الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن جاذبية جمهورية التشيك، تكمن في عروضها الفاخرة للاسترخاء والاستجمام، ومدن المنتجعات الصحية ذات الشهرة العالمية.
من جهته، قال مايكل تواشمان رئيس أسواق الشرق الأوسط والهند في هيئة سياحة النمسا: إن النمسا تقدم مجموعة استثنائية من التجارب التي تتماشى تماماً مع تفضيلات المسافرين من دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي، مشيراً إلى تزايد الاهتمام من منطقة الخليج لاكتشاف الأماكن الأقل شهرة في النمسا.
