تواصل أزمة نقص الرقائق العالمية إلقاء ظلالها على قطاع السيارات، ليس على المستوى العالمي وحده، إنما أيضاً على المستوى المحلي. ومثلما تراجعت المبيعات بسبب هذه الأزمة التي تدخل عامها الثاني، ظهرت مشكلة أخرى؛ تمثلت في تأخر إعلان وكالات السيارات عن عروض شهر رمضان المبارك، التي حجبت رؤيتها حتى الآن أزمة الرقائق العالمية، وهو ما يخالف ما تعوّد عليه العملاء كل عام، حيث يرون الإعلانات بكثرة وفي كل مكان قبل فترة كافية من حلول الشهر المبارك.
ويرجع السبب الرئيس في تلك المشكلة إلى نقص المخزون لدى وكالات السيارات وازدياد الطلب المسبق وتأخر الوكالات في تلبية طلبات العملاء لفترات تمتد إلى أربعة أشهر أو يزيد، بعد أن عانى المصنعون لفترة طويلة من عجزهم عن استمرار عمليات الإنتاج عند معدلاتها السابقة، فضلاً عن قيام بعض الشركات العالمية بغلق بعض مصانعها لعدم قدرتها على الوفاء بمعدلات الإنتاج لعدم توفر رقائق كافية.
نقص المخزون
وقال سليمان الزبن، مدير عام «هيونداي الإمارات»، نائب رئيس مجموعة قطاع السيارات في أبوظبي، وعضو مجلس إدارة مجموعة عمل وكالات السيارات في دبي: «يجب أن يكون لدينا أولاً مخزون لكي نعلن عن عروض عليها، وهذا المخزون ليس متوفراً، وكان هذا حديث دار بالفعل مؤخراً مع بعض المدراء التنفيذيين لعدة وكالات والكل قال نفس الكلام، وهو أنه ليس لدينا أي مخزون، فكيف نعلن عن عروض على سيارات ليست لدينا، كما أن أغلب الشحنات القادمة محجوزة بالفعل.. لذلك أقول إذا أردنا التعامل بكل شفافية مع المستهلك حول هذا الأمر أقول لهم: يجب أن تكون العروض على أشياء ملموسة لأن العميل سوف يأتي ولن يجد سيارات. أتوقع أن تكون عروض هذا العام غير الأعوام السابقة تماماً وسوف تكون قليلة للغاية ومحدودة وإذا تواجدت ستكون بسيطة».
وتابع أن انخفاض توريد السيارات ساهم بشكل كبير في انخفاض المخزون الواجب توفره لدى الوكالات إلى ما يعادل 20% فقط، والتي عادة ما تكفي لشهر واحد فقط. وأوضح أن كل هذه العوامل ساهمت في الضغط على وكالات السيارات العاملة في الدولة، خاصة أن لديها هدفاً يتمثل في بيع عدد محدد من السيارات خلال كل فترة.
وأضاف إن وكالات السيارات سعت بشكل دائم إلى المحافظة على العملاء، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات، وتقديم خدمات ذات قيمة لهم مثل الكفالة المصنعية بدون تحديد الكيلومترات، وتقديم صيانة شاملة وغيرها.
وأشار مدير عام «هيونداي الإمارات» إلى أن ضعف سلاسل التوريد ونقص المعروض من السيارات الجديدة خلال عام 2021، أديا إلى كبح نسب نمو المبيعات والتي كان من الممكن أن تصل إلى 49% في 2021، فيما وصلت نسب النمو إلى 29% فقط.
ولتجاوز تلك المعضلة، لجأت وكالات السيارات إلى وسيلة ذكية حتى لا تشعر المستهلكين بغياب العروض خلال شهر رمضان، حيث قامت بالإعلان مبكراً جداً عن بعض هذه العروض حتى لا تعطي لنفسها الفرصة لاستلام السيارات وعدم التأخر على العميل في التسليم، موضحاً أن تلك العروض بالتأكيد لن تكون مثل نظيرتها خلال الأعوام الماضية، سوف تقتصر أغلبها على القيمة المضافة على خدمات ما بعد البيع، عبر مضاعفة فترات الضمان والصيانة المجانية وخدمات الطريق.
تحديات
وقال سامر دويعر، مدير مبيعات فولكس فاجن في «علي وأولاده»: إن الموسم الحالي يفرض تحديات واضحة على السوق بشأن توافر الكميات المطلوبة من السيارات، ما يدفع لتطبيق خطط فعالة ومبكرة لتلبية كل الاحتياجات واستيعاب الطلب المتوقع خلال الموسم الرمضاني، وجدولة الحجوزات ومواعيد الاستلام بشكل واضح مع المتعاملين، فيما سيشمل العرض الرمضاني كل الحجوزات التي تتم في رمضان بشكل عام حتى إذا امتدت فترة الاستلام لبعد الموسم وفق جداول التوريد والتسليم.
وتواصلت «البيان» مع بعض وكالات السيارات لمعرفة طبيعة العروض، منها «المسعود للسيارات»، وكيل سيارات نيسان ورينو وإنفينيتي بأبوظبي والعين، والتي قالت إنها تعكف حالياً على صياغة عروضها الرمضانية والتي تركز في الأساس على البرامج الحصرية للصيانة وخدمات ما بعد البيع.
