على جناح مشترك يضم نحو 50 جهة حكومية وغير حكومية، انطلق جناح حكومة دبي الذي نظمته دبي الرقمية ليكون منصة للإضاءة على آخر الحلول والمبادرات والمستجدات في مسيرة التحول الرقمي في المجالات ذات الصلة. وتعد مشاركة دبي الرقمية في معرض «جيتكس جلوبال» بمثابة نقلة نوعية من حيث الاعتماد المكثف على حلول الذكاء الاصطناعي، ولا سيما الذكاء التوكيلي الذي يمكن الأنظمة الرقمية من التخطيط والتنفيذ الذاتي للمهام المعقدة، وتحويل الخدمات الحكومية إلى تجارب استباقية ومخصّصة تلبي احتياجات السكان والأعمال بأقل قدر ممكن من التدخل البشري المباشر.

وقال حمد عبيد المنصوري، مدير عام دبي الرقمية، عن أهمية هذه الدورة: كل محطة من محطات «جيتكس جلوبال» في دبي تمثل قفزة نوعية باتجاه مستقبل مختلف. في هذا الحدث السنوي تتحاور العقول المبدعة مع التكنولوجيا المتحولة باستمرار، فتنشأ الحلول والمبادرات الخلاقة. ونحن في دبي الرقمية نسعد بكوننا جزءاً من هذه الديناميكية النابضة بالحياة. ولذا فإننا نعِد زوار منصتنا لهذا العام بالعديد من العناوين الجديدة التي تعكس الجهود المبهرة لفريق دبي الرقمية في مجالات الذكاء الاصطناعي والحلول الرقمية المختلفة.

ووجّه كلامه إلى زوار المعرض قائلاً: ننتظركم في جناح حكومة دبي، حيث نطلّ معاً على مستقبل المدينة الذكية التي تجسدها دبي بتطورها السريع، والمدعوم بقيادة رشيدة تمتلك فكراً مبدعاً ورؤية مستقبلية نافذة. كما ننتظر تفاعلكم وملاحظاتكم انطلاقاً من قناعتنا الدائمة بأنكم أنتم الهدف والغاية، وأن كل ما نقوم به من مبادرات وحلول وخدمات يتمحور حول الإنسان ويهدف إلى تسهيل حياته وجعلها أكثر سعادة ورخاء.

وحول مشاركة دبي الرقمية في الحدث، قال المنصوري: مشاركتنا في هذا العام تركز على رسم صورة حية لدبي المستقبل. نريد أن نروي قصة دبي وتحولها من مدينة تقدم خدمات متطورة، إلى مدينة تعيش مع سكانها، وتستشعر نبضهم، وتفكر مثلهم، وتسبق احتياجاتهم. نريد أن نرسم صورة نابضة عن مفهوم «المدينة كخدمة»، حيث تتكامل الخدمات الحكومية والخاصة لتكون في متناول الجميع، في أي وقت ومن أي مكان، عبر حلول ذكية تجعل من تجربة العيش هنا أكثر سهولة وسلاسة ورضاً.

وتعرض دبي الرقمية في دورة هذا العام باقة استثنائية من المبادرات والمشاريع التي تمثل في مجملها نقلة نوعية، ومحطة متقدمة نحو تعزيز ريادة دبي كمدينة مستقبلية تسخّر أحدث التكنولوجيا لسعادة الإنسان وتعزيز جودة حياة المجتمع.

وتقدم مؤسسة دبي للبيانات والإحصاء خدمات ومشاريع تتضمن مركز ذكاء البيانات والتحليلات المتقدمة الذي يوظف تقنيات الذكاء الاصطناعي لاستخلاص أدق التحليلات، مبادرة الوكيل الإحصائي الجغرافي لتحليل الاتجاهات السكانية والاقتصادية. إضافة إلى خدمة «اسأل بيانات دبي» التي تتيح التفاعل الذكي مع البيانات الرسمية للإمارة. كما تعرض المؤسسة لوحة دبي التي توفر رؤية فورية بزاوية 360 درجة لدعم صُنّاع القرار، ومحرك الذكاء الاصطناعي لاستطلاعات الرأي والعينات وهو نظام ذكي مصمم لأتمتة وتحسين تصميم العينات في الدراسات الإحصائية والمسوح واستطلاعات الرأي. بالإضافة إلى «سوق البيانات» التي ستفتح الباب لعامة الناس للاستفادة من البيانات المتوفرة لتطوير استثماراتهم أو دراساتهم أو غير ذلك، وغيرها من المشاريع والخدمات.

وقال يونس آل ناصر، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للبيانات والإحصاء: منصة دبي الرقمية في جيتكس هذا العام تعكس صورة مدينة تدار بالبيانات، وتسترشد بالذكاء الاصطناعي للارتقاء بمستوى خدماتها وبرامجها من خلال وكلاء رقميين يعينون على تحقيق المزيد من الكفاءة والفاعلية في كل المجالات. هذه المشاركة تقدم رؤية مستقبلية للمدينة الذكية التي تتدفق البيانات في شرايينها كما لو أنها بيئة حيوية متكاملة تعزز الازدهار والنماء على مستوى الاقتصاد والمجتمع والحياة ككل. في هذه المنظومة أصبحت المدينة اليوم تفكّر مع الناس، وتستلهم احتياجاتهم، وتستبق خدماتهم، وتستشرف المستقبل لتظل في المقدمة على الدوام.

كما ستعرض مؤسسة حكومة دبي الرقمية ضمن مشاركتها في «جيتكس جلوبال 2025» مجموعة من وكلاء الذكاء الاصطناعي المتخصصين في الخدمات الحكومية والتوظيف، والتوريد، والعقود، والمالية، ودعم اللجان وإدارة المنتجات الرقمية وإدارة المهام الحكومية بذكاء وكفاءة. تمكّن هذه المجموعة من وكلاء الذكاء الاصطناعي من بناء منظومة عمل مدعومة بالذكاء الاصطناعي وتُوجَّه بالبيانات، لتجعل العمل الحكومي أكثر سلاسة واستباقية. وتشمل الخدمات أيضاً الهوية الرقمية، أول هوية وطنية آمنة في الإمارات تخدم أكثر من 11 مليون مستخدم وتتيح الوصول إلى أكثر من 15 ألف خدمة رقمية، إضافة إلى تطبيق دبي الآن الذي يقدم أكثر من 350 خدمة ذكية عبر بيانات تسجيل موحدة.

وقال مطر الحميري، الرئيس التنفيذي لمؤسسة حكومة دبي الرقمية: من خلال خدماتنا الرقمية المتكاملة والمدعومة بالذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء ننتقل إلى مرحلة جديدة من التفاعل الذكي، حيث تصبح الخدمات أكثر قرباً وسلاسة للمجتمع، بما يسهم في تسهيل حياة الناس، ودعم مسيرة الاقتصاد الرقمي، وترسيخ ريادة دبي في تبنّي تقنيات المستقبل وتجسيد مبدأ «المدينة كخدمة».