جمعت القمة الافتتاحية للعمل الخيري للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، التي عقدت ضمن استعدادات المؤتمر العالمي لحماية الطبيعة 2025 التابع للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة في أبوظبي، نخبة من القادة العالميين والإقليميين من الحكومات والأعمال والعمل الخيري تحت شعار «حشد العمل الخيري لازدهار مستقبل الطبيعة»، من أجل صياغة منهجيات جديدة تعزز نتائج المبادرات والأعمال بما يخدم الإنسان والكوكب.

وشهدت القمة مشاركة بارزة من كبار المسؤولين بدولة الإمارات.

وسلط بدر جعفر، المبعوث الخاص لوزير الخارجية لشؤون الأعمال والأعمال الخيرية بدولة الإمارات، الضوء في الكلمة الرئيسية التي ألقاها على أهمية العمل الخيري الاستراتيجي في سد الفجوة بين الرؤية والتنفيذ وترجمة الرؤى إلى خطوات فعلية للتعامل مع التحديات العالمية المتداخلة.

وقال جعفر في هذا الصدد: «تتطلب الأهداف العالمية للتنوع البيولوجي تمويلات تصل إلى 1.3 تريليون دولار سنوياً تقريباً، إلا أن النسبة المخصصة للطبيعة من الأموال الخيرية لا تتجاوز خمسة بالمئة».

وأبرز بدر جعفر ريادة دولة الإمارات في هذا المجال والتزامها الطويل الأمد بحماية البيئة وتعزيز الشراكات بين القطاعات المختلفة، مشيراً إلى مبادرات وطنية مثل الاستراتيجية الوطنية للأمن المائي 2036، وتحالف القرم للمناخ، وصندوق محمد بن زايد لحماية الأنواع، وأضاف: «علمتنا دولة الإمارات معادلة بسيطة: عندما يجتمع الطموح والعلوم والتحالفات الهادفة، تزدهر الطبيعة».

وتعليقاً على أهمية هذا الحدث، قالت غريتيل أغيلار، المديرة العامة للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة: «وضعت قمة العمل الخيري الافتتاحية أسساً متينة لبناء شراكات وتحالفات جديدة أقوى، يتحد فيها رواد العمل الخيري الذين يتشاركون الرؤى والأهداف، لكتابة فصل جديد في مستقبل الحفاظ على الطبيعة، تسطره أعمال ومبادرات خيرية مدروسة، تقدم للأجيال القادمة عالماً أكثر مرونة وصموداً أمام التغيرات المناخية وتزدهر فيه الطبيعة والكوكب».

وتضمنت القمة نقاشات رفيعة المستوى وجلسات حوارية تناولت دور العمل الخيري محفزاً للابتكار والتمويل المدمج والتعاون بين القطاعات لتحقيق نتائج معززة للطبيعة. وناقش المجتمعون نماذج جديدة للشراكة بين القطاعين العام والخاص والقطاع الخيري، ودور التكنولوجيا والبيانات والتمويل الشامل في توسيع نطاق النتائج المحققة من المبادرات والجهود.

وعقدت قمة العمل الخيري ضمن فعاليات المؤتمر العالمي لحماية الطبيعة، وهو أكبر وأهم تجمع عالمي في مجال الحفاظ على البيئة، يعقد مرة كل أربع سنوات، ويجمع أكثر من 10.000 مشارك من أنحاء العالم لوضع استراتيجيات دولية لحماية التنوع البيولوجي والتنمية المستدامة.

ومع تجاوز حجم العطاء الخيري في منطقة الخليج 210 مليارات دولار أمريكي سنوياً، تبرز المنطقة اليوم مساهماً رئيسياً في الجهود البيئية والتنموية المستدامة. وتؤكد القمة الافتتاحية للعمل الخيري للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة الدور المتنامي لدولة الإمارات مركزاً عالمياً للعمل الخيري الاستراتيجي تنطلق منه الشراكات التي توحد الحكومات وقطاع الأعمال والمؤسسات الخيرية حول أهداف مشتركة.