في إطار الزيارة التي يقوم بها وفد اقتصادي من أبوظبي إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية، بقيادة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، بحث مجلس أبوظبي للشركات العائلية سبل تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الجانبين، مع التركيز على الدور المحوري للشركات العائلية. واستعرض الوفد خلال الزيارة آليات التعاون والتنسيق المشترك لترسيخ استدامة هذه الشركات، وتعزيز الابتكار، وتوسيع آفاق الشراكات طويلة الأمد، بما يسهم في دفع عجلة النمو الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة.

وعقد مجلس أبوظبي للشركات العائلية سلسلة لقاءات مع المؤسسة الألمانية للشركات العائلية، التي تأسست عام 2002 وتعد مرجعاً رئيسياً لتمثيل مصالح الشركات العائلية الكبرى في ألمانيا وأوروبا من خلال الأبحاث والبيانات الاستراتيجية والدراسات المتخصصة، ولديهم بيانات لأكثر من 1200 شركة عائلية عبر قاعدة البيانات FamData التابعة لهم.

كما عقد المجلس لقاءً مع اتحاد الشركات الصغيرة والمتوسطة الألمانية (BVMW)، وهو أكبر تحالف من نوعه ويمثل مصالح أكثر من 900 ألف شركة ويعرف بـ «صوت الشركات المتوسطة»، ولديهم تعاون مع أكثر من 30 جمعية صناعية متخصصة، و85 مكتباً تمثيلياً في بلدان متعددة، لتسهيل التبادل التجاري والفرص الدولية للشركات الألمانية الصغيرة والمتوسطة، ويضطلع بدور محوري في تمثيل مصالح القطاع أمام الجهات الحكومية والاقتصادية وتقديم الخدمات الداعمة للابتكار والتكنولوجيا الرقمية.

الشركات الصغيرة

وسلطت اللقاءات الضوء على الدور الحيوي الذي تؤديه الشركات الصغيرة والمتوسطة في دعم الابتكار وتحقيق الاستدامة وتعزيز مرونة الاقتصاد، باعتبارها مكملاً استراتيجياً للشركات العائلية في دفع عجلة النمو وخلق فرص العمل. وأكد المجلس خلال هذه اللقاءات أهمية الابتكار والاستدامة باعتبارهما مرتكزين رئيسيين للنمو المستقبلي للشركات العائلية، مشيراً إلى أن التعاون مع المؤسسات الألمانية الرائدة يسهم في تطوير آليات الحوكمة، إلى جانب توطيد الشراكات الإقليمية والدولية التي تعزز تنافسية الاقتصاد.

كما اتفق الجانبان على توسيع قنوات التواصل والتنسيق بين الشركات في أبوظبي وألمانيا، بما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون، ويعزز تبادل التجارب الناجحة، ويمهد لمرحلة جديدة من الشراكات طويلة الأمد القادرة على مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية.

تبادل الخبرات

وأشاد مجلس أبوظبي للشركات العائلية بما حملته المباحثات مع المؤسسات الألمانية من مرتكزات أساسية لتعزيز التعاون والتنسيق بين الشركات العائلية في البلدين، موضحاً أن أهمية هذا التعاون تنبع من دوره في ترسيخ استدامة النمو الاقتصادي عبر تبادل الخبرات في مجالات الحوكمة والتحول الرقمي والابتكار، إضافة إلى تمكين انتقال الشركات العائلية بين الأجيال من خلال اعتماد أفضل الممارسات في التخطيط الاستراتيجي وضمان استمرارية الإدارة الفاعلة.

وأكد المجلس أن الزيارة تمثل فرصة لتطوير شراكات طويلة الأمد ترسخ مكانة الشركات العائلية محركاً رئيسياً للنمو والتوظيف في الاقتصادين الإماراتي والألماني، فضلاً عن استكشاف آفاق جديدة للتعاون الاستثماري في القطاعات الحيوية مثل التكنولوجيا والطاقة المتجددة والصناعة التحويلية.

فرص العمل

وتمثل الشركات العائلية بحسب الإحصاءات العمود الفقري للاقتصاد في الإمارات وألمانيا على حد سواء. ففي الإمارات، تشكل الشركات العائلية ما نسبته 90% من إجمالي الشركات الخاصة، وتسهم بما يقارب 60% من الناتج المحلي الإجمالي، وتوفر 80% من فرص العمل في القطاع الخاص.

أما في ألمانيا، فتعد الشركات العائلية العمود الفقري للاقتصاد، حيث تمثل نحو 90% من إجمالي عدد الشركات، وتساهم بما يقارب 55% من الإيرادات الإجمالية، كما تشغل حوالي 57% من إجمالي القوى العاملة. وتبرز ألمانيا نموذجاً عالمياً رائداً في هذا المجال، إذ تحتضن 2.9 مليون شركة عائلية، بينها 96 شركة مدرجة ضمن أكبر 750 شركة عائلية في العالم، منها ثلاث شركات مصنفة ضمن أكبر عشر شركات عالمياً. وتحقق هذه الشركات مجتمعة إيرادات تتجاوز 4.77 تريليونات درهم (1.3 تريليون دولار)، وتوفر ما يقارب 3.9 ملايين وظيفة، وذلك بحسب مؤشر إرنست ويونغ - جامعة سانت غالن للشركات العائلية العالمية 2025.

وفي ألمانيا، فإن الشركات العائلية تمثل ما يقارب 90%من إجمالي الشركات، وتساهم بنسبة 55% من الإيرادات الإجمالية للشركات، وتشغل نحو 57% من القوى العاملة. وتبرز ألمانيا نموذجاً عالمياً في هذا المجال، إذ تضم 96 شركة مدرجة ضمن أكبر 750 شركة عائلية في العالم، من بينها ثلاث شركات من بين أكبر عشر شركات عالمياً، وتحقق هذه الشركات مجتمعة إيرادات تتجاوز 4.77 تريليونات درهم (1.3 تريليون دولار أمريكي) وتوفر ما يقارب 3.9 ملايين وظيفة.

بناء شراكات

وقال خالد الفهيم، رئيس مجلس أبوظبي للشركات العائلية: إن «العلاقات الاقتصادية بين الإمارات وألمانيا تقوم على أسس راسخة من الشراكة والتفاهم المتبادل، وإن الشركات العائلية في البلدين تمثل جسراً حيوياً لتعزيز التعاون الثنائي ودفع عجلة الابتكار والاستدامة». وأضاف: «ننظر إلى التجربة الألمانية في تطوير استراتيجيات نمو الشركات العائلية باعتبارها نموذجاً ملهماً، ونعمل من خلال هذه الزيارة على استكشاف آليات جديدة للشراكات طويلة الأمد، بما يعزز من تنافسية الشركات العائلية في أبوظبي ويمكنها من مواجهة التحديات العالمية».