في خطبة الجمعة قبل الماضية تحدث الخطيب عن أمر مهم وعبادة لها أثرها الكبير في حياة المسلمين، وهذه العبادة هي الدعاء الذي ننسى فضله الكبير في جميع الأوقات والمناسبات، وهناك كثير من الأدعية التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم في كل وقت وحين، ومن أهم فوائدها النجاة للإنسان الداعي المتوجه إلى الله دائما مع الثواب الذي يحصل عليه.

ويحذر الله سبحانه وتعالى من ترك الدعاء حيث يعتبر ذلك استكبارا عن عبادة الله، كما قال سبحانه وتعالى: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ» [غافر:60]، وهو دليل على التوكل على الله، وذلك لأن الداعي حال دعائه مستعين بالله، مفوض أمره إليه وحده دون سواه. كما أنه طاعة لله عز وجل واستجابة لأمره، قال تعالى: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ». غافر:60.

والدعاء سلاح قوي يستخدمه المسلم في جلب الخير ودفع الضر، قال صلى الله عليه وسلم : «من فُتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة، وما سُئل الله شيئاً يُعطى أحب إليه من أن يُسأل العافية، إن الدعاء ينفع مما نزل وما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء». رواه الترمذي.

وهو سلاح استخدمه الأنبياء في أصعب المواقف، فقد دعا النبي في غزوة بدر عندما نظر إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاثمئة وتسعة عشر فاستقبل القبلة ثم رفع يديه قائلاً: «اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض»، فما زال يهتف بالدعاء ماداً يديه، مستقبلا القبلة حتى سقط رداؤه، فأتاه أبوبكر فأخذ رداءه وألقاه على منكبه ثم التزمه من ورائه وقال: ( يا نبي الله، كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك ) رواه مسلم.

وها هو نبي الله أيوب عليه السلام يستخدم سلاح الدعاء بعدما نزل به البلاء، فدعا ربه: «وَأيُوبَ إذ نادى رَبَهُ أنّي مسني الضُرُ وَأنتَ أرحَمُ الرّاحِمِينَ، فَاستَجَبنَا لَهُ فَكَشَفنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ». الأنبياء:84،83.

والدعاء سبب لتفريج الهم والغم، وتيسير الأمر، وهو سبب لدفع غضب الله تعالى لقول النبي: «من لم يسأل الله يغضب عليه»، رواه أحمد والترمذي.

وقد دعانا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن ندعو الله في كل الأوقات ومن هذه الأدعية دعاء الخروج من المنزل والذي يتضمن الاستعاذة بالله سبحانه وتعالى من الضلال والظلم والزلل والجهل على الناس، ومنها: «بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله. اللهم إني أعوذ بك من أن أَضل أو أًضل أو أَزِل أو أًزل أو أظلم أو أُظلم أو أجهل أو يُجهل علي.

وفي نص آخر «اللهم إني أعوذ بك أن أضِل أو أُضل، أو أزِلَ أو أُزل،أو أظلِم أو أُظلم ، أو أجهل أو يُجهل علي، اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال».

tantawi2006@hotmail.com