ذكر القرآن الكريم في عدد من الآيات وكذلك الأحاديث النبوية حادثة انشقاق القمر، وفي العصر الحديث جاءت الاكتشافات العلمية لتبرهن على هذا الانشقاق، يقول الله في كتابه العزيز عن انشقاق القمر: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ، وَإِنْ يَرَوْا أي يُعْرضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ.

وفي الأحاديث الصحيحة ما يؤكد هذه الحادثة، فمن صحيح البخاري من باب انْشِقَاقِ الْقَمَر. حَدَّثَنِي عبدالله بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ اَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ اَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ـ رضي الله عنه اَنَّ اَهْلَ مَكَّةَ سَاَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اَنْ يُرِيَهُمْ آية، فَاَرَاهُمُ الْقَمَرَ شِقَّتَيْنِ، حَتَّى رأوا حِرَاءً بَيْنَهُمَا.

وفي حديث آخر حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، عَنْ اَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الأعمش، عَنْ إبراهيم، عَنْ اَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عبدالله ـ رضي الله عنه ـ قَالَ انْشَقَّ الْقَمَرُ وَنَحْنُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمِنًى فَقَالَ «اشْهَدُوا». وَذَهَبَتْ فِرْقَةٌ نَحْوَ الْجَبَلِ وَقَالَ اَبُو الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عبدالله انْشَق بِمَكَّةَ. وَتَابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ أبي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أبي مَعْمَرٍ عَنْ عبدالله.

ومن صحيح مسلم في باب انْشِقَاقِ الْقَمَر: حديث حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ وَإِسْحَاقُ بْنُ إبراهيم جَمِيعًا عَنْ أَبِي، مُعَاوِيَةَ ح وَحَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا أَبِي كِلاَهُمَا، عَنِ الأَعْمَشِ، ح وَحَدَّثَنَا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ التَّمِيمِيُّ، - وَاللَّفْظُ لَهُ - أَخْبَرَنَا ابْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إبراهيم، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عبدالله بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمِنًى إذا انْفَلَقَ الْقَمَرُ فِلْقَتَيْنِ فَكَانَتْ فِلْقَة وَرَاءَ الْجَبَلِ وَفِلْقَةٌ دُونَهُ فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «اشْهَدُوا».

ويقول الدكتور بسام محمود الأمير ان الموقع الالكتروني لوكالة الفضاء الأميركية ناسا نصا يشير إلى هذا الانشقاق وهذا النص المترجم يقول: ظهر على سطح القمر شبكة عنكبوتية من الصدوع وانه في فترة لاحقة أغرقت الحمم مناطق منخفضة في الجزء الخارجي للسطح وغطت الشقوق (الصدوع).

وما دامت الشقوق قد غطت بالحمم فإن معالم الشق الأصلي قد اختفت وتحتاج لوقت طويل حتى تظهر ولكن المؤمن يعلم أن الله قد ترك تلك الشقوق علامة على انه قد حدث ما هو أعظم أدى إلى حدوث تلك الشقوق وهذه الشقوق العظيمة غير المعروف سببها تقرها ناسا في تقاريرها.

وهنا دليل آخر على ان تلك الأودية الموجودة على سطح القمر إنما نشأت من ظاهرة كسر وقد كانوا يعتقدون أن الوادي تكون من خلال إما قنوات من الحمم البركانية أو أن الوادي تكون من مسار مائي (مثل وادي النيل مثلا) ولكن الظاهرة المسيطرة هي ظاهرة كسر وتبين لهم وجود صدوع كبيرة. وقد تم تسجيل ذلك في مخطوطات قديمة هندية وفارسية وأخرى في مدريد.

tantawi2006@hotmail.com