يبدو أن أفلام العنف والتعذيب لم تعد تشهد إقبالا من الجمهور الأميركي كما كان الأمر من قبل حيث تراجعت شعبية الأفلام التي تحمل تصنيف «رعب إباحي» بعد أن كانت هي الحل الأمثل للمنتجين الباحثين عن مكسب سريع. وافتتح أول من أمس الجمعة فيلم «أسر» في دور العرض الأميركية.

لكن شعبية الأفلام التي تتضمن مشاهد تعذيب وتشويه دموية مثل الجزء الثالث من فيلم «فندق» و«انتقام الموتى» و«بعد 28 أسبوعا» انحسرت مما دفع البعض للتساؤل بشأن مصير ذلك النوع من الأفلام في المستقبل. ويبدو أن ذلك النوع من الأفلام فعلا في طريقه للاندثار بغض النظر عن نجاح أو فشل الفيلم الأخير.

وقال بول ديرغارابيديان من شركة «ميديا باي نامبرز» المتخصصة إن «أفلام الرعب شهدت تفاوتا في الإقبال والإحجام عنها على مر الأعوام بصورة لا يفوقها فيها سوى الأفلام الموسيقية». وأضاف «اعتقد أن ما يحدث هو أن أفلاما تنتمي لتصنيف فرعي من أفلام الرعب مثل أفلام التعذيب مثلا تشهد إقبالا كبيرا ثم ينتهي الأمر».

وأشار ديرغارابيديان إلى أن أفلام الوحوش التي أنتجتها شركة «يونيفرسال» مثل سلسلة «فرانكشتاين» شهدت شعبية كبيرة جدا في الثلاثينات ولكنها تراجعت في النهاية. وفي الخمسينات تمثل الرعب في الأفلام في غزو الكائنات الفضائية مثل فيلم «أشياء من العالم الآخر»، ولكنها هي الأخرى انتهت.

وأوضح ديرغارابيديان أن الموجة الحالية من أفلام الرعب التي تتضمن مشاهد تعذيب دموية بدأت في عام 2004 حيث حقق 19 فيلما أرباحا تجاوزت مليار دولار بعد عرضها في دور العرض الأميركية والكندية. بينما بلغت أرباح 13 فيلما من النوع ذاته 525 مليون دولار في عام 2003.

ومن بين الأفلام التي شهدت إقبالا كبيرا في عام 2004 «فريدي ضد جايسون» الذي حقق 82 مليون دولار و«مذبحة تكساس» الذي حقق أرباحا بلغت 80 مليون دولار. والفيلمان من إنتاج شركة «نيولاين سينما».

وفي عام 2005 أنتجت شركة «ليونزجايت انترتينمنت» فيلم «المنشار» بجزأيه وبلغت أرباحهما 55 مليون دولار. وفي عامي 2005 و2006 سجلت الشركة 26 فيلم رعب بلغت أرباحها 841 مليون دولار و811 مليون دولار على التوالي. وحتى الآن خلال عام 2007 فانه تم إنتاج نحو 20 فيلم رعب ومازال هناك 20 فيلما آخرين سيتم عرضها في دور العرض في الشهور المقبلة.

وتحقق أفلام تتضمن الخيال العلمي والرعب مثل «1408»، «بأرباح بلغت 56 مليون دولار» و«ديستوربيا» «79 مليون دولار» نجاحا معقولا في دور العرض. بينما فشلت أفلام الرعب الإباحية فشلا ذريعا في دور العرض.

وكان من المتوقع أن يحصد الجزء الثالث من فيلم «فندق» أرباحاً مماثلة للجزء الثاني الذي حقق 47 مليون دولار في عام 2006. ولكن أرباحه لم تتجاوز 17 مليون دولار من عرضه في الولايات المتحدة وكندا. كما كان من المنتظر أن يحقق فيلم «بعد 28 أسبوعا» أرباحا تصل إلى 45 مليون دولار وهي التي حققها فيلم «بعد 28 يوما» في عام 2005 ولكنه لم يتجاوز 28 مليون دولار.

وهذه الأرقام ليست علامة مبشرة أبدا لفيلم «أسر» وأفلام «كل الأولاد يحبون ماندي لين» والجزء الرابع من فيلم «المنشار» التي لم تطرح بعد. ويدرك منتجو الأفلام تلك الحقيقة تماما ويلومون زيادة جرعة أفلام الرعب في السوق.

ووصف كورتني سولومون مديرة شركة «أفتر دارك فيلمز» التي أنتجت فيلم «أسر» الذي يتناول قصة رجل وامرأة يحتجزهما شخص داخل قبو الوضع انه «اسراف».وقال «أعتقد أن الجمهور اكتفى من أفلام الرعب». وأضاف سولومون أن الشركة توقعت انحسار موجة أفلام الرعب فقررت التخلي عن عدد من المشروعات المقبلة لإنتاج أفلام من تلك النوعية.