الجمعة 13 رجب 1423 هـ الموافق 20 سبتمبر 2002 طالبت دراسة إماراتية، نالت بها الباحثة حصة حسن سالم الخيال درجة الماجستير من كلية التجارة جامعة عين شمس المصرية بضرورة دعم التجارة الإلكترونية في الدولة وخاصة فيما يتعلق بقطاع الاعمال مع المستهلكين، وذلك من خلال توعية الشركات ورجال التسويق بأكثر العوامل المؤثرة على تبني التسويق عبر الإنترنت. وأشارت الباحثة التي قدمت الدراسة تحت عنوان «العوامل المؤثرة في تبني المستهلكين للتسوق عبر شبكة المعلومات «الإنترنت» إلى أنه وبالرغم من توافر البنية التحتية اللازمة للتعاملات الإلكترونية، على الإنترنت وبالرغم من الجهود المبذولة من حكومة الإمارات تجاه استخدام التجارة الإلكترونية إلا أن ذلك لا يعكس ارتفاعا في حجم التسوق عبر الإنترنت فمازال حجم التعاملات بين الشركات والمستهلكين يعتبر قليلا قياسا بتوفير أحدث تقنيات الإتصال والإنترنت في الدولة. وقالت الباحثة أثناء المناقشة أن هذه الدراسة استمدت أهميتها من الموضوع نفسه، حيث أخذ اهتماما كبيرا من الكتاب والباحثين في السنوات الأخيرة مع ظهور تكنولوجيا المعلومات وزيادة الإستخدام للشبكة العالمية، ولذلك تسعى الدراسة إلى إثراء المكتبة العربية التي تعاني من قلة البحوث والدراسات التي تناولت الموضوع، كما أن البحث يعتبر منفردا في موضوعه بالنسبة للمستهلكين في الإمارات إذ لم يسبق معالجته من قبل. مما يفتح الباب أمام المزيد من الدراسات التي تساهم في وعي المستهلكين بأهمية هذه القناة التسويقية الجديدة. أما أهمية البحث على المستوى التطبيقي فتأتي من أن الدراسة هي الأولى في مجال التجارة الإلكترونية وفيما يتعلق بالتبادلات التي تتم بين الشركات والمستهلكين والتي تهدف إلى التعرف على آراء مستخدمي الإنترنت لهذا النمط الجديد من التسوق، وأهم المعوقات التي تواجههم عند إستخدامهم للشبكة في التسوق ومقترحاتهم لعلاج هذه المعوقات. كما أن الدراسة تقارن بين قطاعين سوقيين هما قطاع المتبنين وغير المتبنين للتسوق عبر الإنترنت، والعوامل التي أخذها كل منهما في منظومة قراره في تبني أو عدم تبني التسوق عبر الإنترنت، مما ينعكس على الاستراتيجية التسويقية للشركات المستخدمة أو التي يمكن أن تستخدم الإنترنت كوسيلة للتسويق وتوزيع منتجاتها. أقسام الدراسة قدمت الباحثة الدراسة في خمسة فصول، في الأول منها قامت بعرض أهمية البحث ومشكلته والفروض المقترحة التي تحاول الدراسة التحقق من صحتها مع شرح خطة ومنهج الدراسة. أما الفصل الثاني فيتم التركيز فيه على أحد أنماط التجارة الإلكترونية وهو التسوق عبر الإنترنت من خلال التطرق إلى الإنترنت كأحد الإفرازات الرئيسية لتكنولوجيا الإتصالات والمعلومات وهي الأداة التي يتم بواسطتها التسوق. ويناقش هذا الفصل مدى انتشار هذه التجارة على مستوى العالم وبيان مزاياها وأهم التحديات التي تواجهها ثم التطرق إلى محددات نجاح التسوق عبر الإنترنت. وفي الفصل الثالث تم تحديد الخلفية النظرية لعملية التبني ومفهومهاوتحديد فئاتها وخصائها، مع دراسة العوامل المؤثرة في تبني التسوق عبر الإنترنت. وفي الفصل الرابع تطرقت الباحثة لاختبار الفروض باستخدام العديد من الأساليب الاحصائية مع مقارنة النتائج التي تم التوصل إليها مع نتائج الدراسات السابقة في مجال التسوق عبر الإنترنت. نتائج وتوصيات مهمة ودلت نتائج الدراسة الميدانية أن هناك خمسة عوامل مؤثرة على عملية تبني التسوق عبر الإنترنت هي: تميز الخدمة - الأمان والضمان والمعلومات المقدمة، السهولة،والعوامل الموقفية. وباستخدام التحليل الإحصائي تبين وجود فروق واضحة بين مستخدمي التسوق وغير المستخدمين من حيث النوع والمستوى التعليمي والاجتماعي والوظيفة ومتوسط دخل الأسرة. في حين لا توجد فروق في عوامل أخرى مثل السن والجنس والإمارة التي يقيمون بها. وأشارت الباحثة أنه وفي ضوء هذه النتائج يمكن تقديم التوصيات الآتية. على حكومة الإمارات الترويج لهذا الفكر الجديد والوعي بهذا النوع من التجارة من خلال وضع إطار عمل للتجارة التي تتم بين الشركات والأفراد تحدد فيه السياسات والبرامج والأدوار التي من شأنها نشر الوعي والتحفيز على استخدام هذه التجارة وذلك بمساندة القطاع الخاص والمؤسسات الحكومية واعدادها للكوادر البشرية القادرة على تفعيل هذه التجارة وتنمية مهاراتهم ووضع برامج للتوعية بكيفية التطبيق والآثار المترتبة عليها. كما طالبت التوصيات أيضا بضرورة التركيز على مجموعة من العناصر الأساسية وهي الأمان والضمان، تميز الخدمة، السهولة والمعلومات المقدمة والتي أظهرت الدراسة أنها ذات أهمية لدى المتبنين كي يتحقق تبني المستهلكين لعملية التسوق، وذلك بتبني إستراتيجيات الحماية الوقائية للأعمال الإلكترونية التي تتم عبر الشبكة من خلال إنشاء وكالة مسئولة عن سلامة التعاملات وإنشاء وكالة خاصة تعني بالتحقق من هوية المتعامل بالتجارة الإلكترونية. يمكن إتباع سياسات فعالة لضمان التخفيف من الشعور بالخوف لدى المتعاملين من خلال تقديم ضمانات قوية وموثقه وملزمه بسرعة التسليم للسلع المباعة، كما يمكن للشركات تقديم ضمانات أخرى كارجاع البضائع في حالة عدم صلاحيتها أو الاستبدال، كما يمكن وضع تأمين للمستخدم يحصل عليه في حالة عدم تنفيذ الشركة لتعهداتها. كما طالبت الدراسة بضرورة نشر ثقافة التعامل مع التجارة الإلكترونية بين أفراد المجتمع من خلال وضع برامج توعية مكثفة ومدروسة تستهدف كلا من المدارس والجامعات والمؤسسات بهدف إظهار المزايا التي تتمتع بها خدمة التسوق عبر الإنترنت ومدى تفوقها على مثيلاتها من وسائل التسوق الأخرى،مع ضرورة توفير نظم إتصال متطورة تسهم في عملية التسوق بحيث تؤدي إلى تشجيع مستخدمي الإنترنت على الاقبال على هذا النمط الجديد من التسوق. كذلك فإنه وعلى رجال التسويق مراعاة الفروق بين المستهلكين وبخاصة فيما يتعلق بالنوع لاختلاف الحاجات الاجتماعية لكل من الجنسين ومراعاة التغير المستمر في المستوى الاجتماعي والثقافي والتي جعلت للمرأة دورا واسعا في اختيار وشراء العديد من حاجات الأسرة. وكشفت كما تقول الباحثة حصة الخيال عن أهمية ضرورة زيادة المراكز الإلكترونية على المواقع المحلية والعربية التي تدعمها الحكومة وبالتعاون مع الشركات لعرض مزيج من المنتجات المحلية والاهتمام بعنصر الجودة والعمل على جذب المتسوقين إلى هذه المراكز، حيث أظهرت نتائج الدراسة الحالية أن أغلبية المنتجات التي يتم تسوقها من قبل المتبنين تتم من خلال المراكز المنتشرة على المواقع الاجنبية. الحد من المعوقات وأخيرا فإن الحد من المعوقات التي تواجه غير المتبنين للتسوق عبر الإنترنت يتم من خلال: توعية الشركات بضرورة توفير اتصال آمن للعملاء، وتوعية العملاء بأن تعاملاتهم الإلكترونية، مؤمنه،وذلك من خلال توجيههم إلى أهم مشروعين تم تأسيسها لهذا الغرض وهما (تجاري دوت كوم) وهو سوق الكتروني بالامارات ومشروع (كومترست) ويهدف هذان المشروعان إلى توفير بيئة تجارية آمنة للمؤسسات والشركات على حد سواء في هيئة شهادات رقمية. كذلك فإنه على الشركات العاملة عبر الإنترنت التنويع في أساليب الدفع المتبعة عبر الإنترنت وعدم الاعتماد على بطاقات الإئتمان كوسيلة دفع اساسية، بحيث يمكن الاعتماد على طرق دفع أخرى مثل التحويل المصرفي، وشيكات الدفع عند التسليم أو على أنظمة الدفع المبتكرة كالنقود أو العملة الإلكترونية. وأيضا على رجال التسويق جعل عملية التسوق عبر الإنترنت تتميز بالمتعة بل تفوق متعة التسوق التقليدية، ويكون ذلك من خلال الاهتمام بشكل أو تصميم الموقع أو واجهة المتجر على الإنترنت، والاهتمام بالكيفية التي يتم بها عرض المنتجات، وأيضا إدراك مدى أهمية التواصل والتفاعل مع المستهلكين عبر الشبكة مما قد يشجع المستهلكين على استمرارية إرتياد مواقع التسوق. القاهرة ـ عفاف السيد: الأولى | اقتصاد | محليات | سياسة | الرأي | كتب وترجمات | منوعات | فنون |