حققت شركة بلو أوريجين الأمريكية للفضاء إنجازا غير مسبوق، بإطلاق صاروخ نيو شيبارد في مهمة NS-37 التي حملت أول مستخدم لكرسي متحرك يصل إلى حافة الفضاء، في لحظة تاريخية تمثل قفزة نوعية في مجال السياحة الفضائية وإمكانية الوصول للأشخاص ذوي الهمم.

كانت ميشي بنتهاوس، مهندسة فضاء في وكالة الفضاء الأوروبية، من بين ستة ركاب على متن الصاروخ، إلى جانب خبراء فضاء ومستثمرين ورواد أعمال، بنتهاوس، التي أصبحت مقعدة منذ حادث دراجات جبلية عام 2018، استطاعت تحقيق حلمها بالذهاب إلى الفضاء بعد تعاون طويل مع فريق متخصص لدعم رحلات الأشخاص ذوي الهمم، ما يجعلها أول مستخدم لكرسي متحرك يسجل هذه التجربة على مستوى العالم، وفقا لـ dailygalaxy.

استمرت الرحلة تحت المدار حوالي 10 إلى 12 دقيقة، شهد خلالها الركاب لحظات من انعدام الوزن وفرصة نادرة لمشاهدة الأرض من ارتفاع نحو 100 كيلومتر، أي فوق خط كارمان، الحد الفاصل بين الغلاف الجوي للأرض والفضاء الخارجي.

وأكدت مصادر متخصصة أن نيو شيبارد أتم حتى الآن 37 رحلة مأهولة، محملاً بـ 86 شخصاً إجمالاً، في خطوة مهمة لجعل الفضاء أكثر قابلية للوصول للمدنيين.

وعبرت بنتهاوس عن فرحتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي قائلة: "لم أكن أتخيل أن حلمي بالذهاب إلى الفضاء سيصبح ممكنا بعد الحادث. لكن بفضل الدعم والعمل الدؤوب، أصبحت الرحلة متاحة لمستخدمي الكراسي المتحركة، وهو إنجاز لم يحدث من قبل".

ويرى خبراء أن مشاركة بنتهاوس في هذه الرحلة التاريخية تعكس توجها متناميا نحو تعزيز التنوع والشمولية في استكشاف الفضاء، حيث ضمت الرحلة أيضا خبراء مثل المهندس الفضائي هانس كونيغسمان، الذي عمل في شركة سبيس إكس لما يقرب من 20 عاماً، بالإضافة إلى رواد الأعمال جوي هايد وأدونيس بوروليس، ما يعكس تنوع الأفراد المشاركين في برامج الفضاء المدني.

وأكدت شركة بلو أوريجين عبر منصاتها الرسمية: "نيو شيبارد مصمم لجعل الفضاء متاحا للجميع. مشاركة ميشي بنتهاوس تمثل خطوة مهمة نحو مستقبل أكثر شمولية وإلهاما للجميع لرؤية ما هو ممكن".

يشير نجاح مهمة NS-37 إلى أن مستقبل السياحة الفضائية لن يعتمد فقط على التكنولوجيا، بل أيضا على جهود جعل السفر إلى الفضاء متاحا لشريحة أكبر من الناس، بما في ذلك ذوي الهمم، لتوسيع نطاق من يمكنه تجربة مغامرة الفضاء والاستكشاف، ومع كل رحلة جديدة، تواصل شركات مثل بلو أوريجين دفع الحدود وتغيير مفهوم إمكانية الوصول إلى الفضاء للأجيال القادمة، في خطوة غير مسبوقة نحو عالم فضائي أكثر شمولية.