أعلنت وكالة الفضاء الأوروبية عن اكتشاف مذهل قامت به مركبة "مارس إكسبرس" على سطح المريخ، حيث رصدت فوهة ضخمة على شكل فراشة في منطقة إيدايوس فوساي، ما يثير اهتمام العلماء ويطرح تساؤلات جديدة حول تاريخ الكوكب الأحمر الجيولوجي والمائي.
ويعود هذا التكوين الغريب إلى اصطدام صخرة فضائية بالمريخ بزاوية سطحية، مما أدى إلى قذف المواد المحيطة في اتجاهين متقابلين، مكوّنة شكلا يشبه أجنحة الفراشة.
وأوضح فريق "مارس إكسبرس" أن هذا الشكل غير معتاد، إذ إن معظم الفوهات على الكواكب الأخرى تنتج عن اصطدامات تُوزّع الحطام بشكل متماثل، بينما أدت الزاوية السطحية لهذا الاصطدام إلى تكوين فصوص متميزة من المواد، ما أعطى الفوهة شكلا فريدا وغير منتظم، وفقا لما نشره ديلي جالكسي.
تقع هذه الفوهة في الأراضي المنخفضة الشمالية للمريخ، وتبلغ أبعادها حوالي 20 كيلومترا عرضا و15 كيلومترا طولا، ما يشير إلى أن الصخرة الفضائية التي تسببت بها كانت ضخمة، كما لاحظ العلماء وجود مواد سائلة جزئيا، يعتقد أنها تشكلت نتيجة تفاعل الاصطدام مع الجليد الموجود تحت سطح المريخ، ما أدى إلى تدفق هذه المواد بشكل يشبه الانزلاقات الطينية، هذا الاكتشاف يعزز أهمية دراسة تفاعلات الماء على المريخ، ويشير إلى أن الكوكب ربما شهد ظروفا صالحة للحياة في الماضي.
إلى جانب الفوهة على شكل فراشة، تكشف المنطقة المحيطة عن بقايا بركانية قديمة، تتمثل في صخور شديدة الانحدار مسطحة القمم تعرف بـ"الميساس"، والتي تتكون من طبقات داكنة من الحمم والرماد البركاني.
وتشير التلال المتجعدة المحيطة إلى تبريد الحمم وتقلصها، ما يعكس النشاط البركاني الذي شهدته المنطقة في الماضي.
ويُظهر هذا الاكتشاف كيف أن المريخ كان أكثر نشاطا جيولوجيا مما هو عليه اليوم، ويوفر للعلماء معلومات قيّمة حول تاريخ الكوكب وأسباب التغيرات التضاريسية فيه.
منذ إطلاقها في عام 2003، تعمل مركبة "مارس إكسبرس" على رسم خرائط دقيقة لسطح المريخ، وقدمت حتى الآن بيانات غير مسبوقة حول التضاريس والفوهات البركانية والتفاعل المحتمل للمياه على الكوكب.
ويؤكد علماء وكالة الفضاء الأوروبية أن الاكتشافات مثل فوهة الفراشة المريخية تزيد الفضول العلمي لفهم القوى التي شكلت المريخ، وتدعم جهود البحث المستمرة عن علامات محتملة للحياة في الماضي على الكوكب الأحمر.
