في اكتشاف مذهل هز عالم الفلك، أعلنت وكالة ناسا عن رصد جسم أحمر غامض، يُعرف باسم CWISE J1249، يتحرك عبر مجرة درب التبانة بسرعة مذهلة تتجاوز مليون ميل في الساعة، متفوقا بذلك على أي سرعة سجلت من قبل في الفضاء، هذا الجسم غير المألوف دفع العلماء إلى التسابق لفهم أصله وطبيعته، في تحدٍ واضح للنظريات الحالية حول تكوين الأجرام السماوية.
تم رصد CWISE J1249 بواسطة تلسكوب WISE التابع لناسا، المتخصص في مسح الأشعة تحت الحمراء واسع المجال، وقد أثار الجسم فضول العلماء منذ اللحظة الأولى، فهو لا يشبه أي جرم سماوي معروف، ويظهر خصائص تتحدى التصنيفات التقليدية للأجرام السماوية، وفقا لـ dailygalaxy.
بدأ الاكتشاف عندما رصد التلسكوب نقطة ضوء غير معتادة في السماء، وسرعان ما تبين أن الجسم يتحرك بسرعة غير مسبوقة.
وقال مارتن كاباتنيك، عالم من نورمبرغ بألمانيا: "لا أستطيع وصف مستوى الإثارة الذي شعرت به عند رؤية مدى سرعته. كنت متأكدا أن أحدا قد رصده من قبل، لكنه كان اكتشافا جديدا بالكامل".
تُظهر القياسات أن هذا الجسم أسرع بكثير من الكواكب الشاردة، التي تتحرك عادة ببطء عبر الفضاء، وأسرع حتى من النجوم الهاربة، التي لا تتجاوز سرعتها عادة 200,000 إلى 500,000 ميل في الساعة.
وتدل هذه السرعة الهائلة على أن الجسم تعرض لقوة ضخمة دفعته إلى هذا التسارع، ربما جاذبية أو انفجار هائل، مما أثار اهتمام العلماء حول العالم.
كشف التحليل الطيفي عن مزيد من التفاصيل الغريبة، إذ إن CWISE J1249 ذو كتلة منخفضة جدا، أقل بكثير من النجوم العادية، ويحتوي على معدن ضئيل، ما يشير إلى تركيب بدائي يختلف عن معظم الأجرام السماوية المعروفة. كما أن توقيعه في الأشعة تحت الحمراء مختلف تماما عن النجوم أو الكواكب أو الأجسام تحت النجمية.
فيما يتعلق بأصوله، يقترح العلماء نظريتين رئيسيتين. الأولى أنه بقايا نجم قزم أبيض طُرد بسرعة هائلة خلال انفجار مستعر أعظم، بينما الثانية ترى أنه نجم فاشل أو كوكب شارد طُرد من نظامه الأصلي بسبب قوى الجاذبية. كلتا النظريتين تثيران فضول العلماء، لكن الخصائص الفريدة للجسم تجعل تصنيفه أمرا صعبا حتى الآن.
مع كل اكتشاف جديد، يثبت CWISE J1249 أنه أحد أكثر الأجرام السماوية غموضا في درب التبانة، ويعد مثالا على كم الأسرار التي لا يزال الفضاء يحتفظ بها، في انتظار علماء الفلك لكشف المزيد من ألغاز الكون.
