في اكتشاف أثري غير مسبوق قد يكون الأكبر في تاريخ ويلز، قضى خبير الكشف عن المعادن ديفيد موس ثلاث ليالٍ نائما في سيارته بجانب كنز روماني ضخم خوفا من سرقته، قبل نقله إلى المتحف الوطني في كارديف، ما بدأ كبحث عادي في شمال ويلز تحول صدفة إلى اكتشاف تاريخي يضم ما يصل إلى 15 ألف عملة رومانية قد تعود لأكثر من 1700 عام، مدفونة داخل وعاءين فخاريين في منطقة نائية "لم يمسها أحد تقريبًا"، حسب وصف موس.

تفاصيل الاكتشاف

روى موس (36 عاما) أنه شعر بالدهشة عندما أشار جهازه إلى موقع العملات، وقام بالحفر بمساعدة صديقه إيان نيكلسون ليكتشفا وعاءين مليئين بالعملات الفضية والبرونزية. وقال موس: "رأيت قوس قزح قبل دقائق من العثور على الإشارة، شعرت أن شيئًا غير عادي سيحدث... لم أصدق عيني عندما ظهرت الأواني الفخارية أمامي."

أهمية الاكتشاف تاريخيا

ويعتقد أنتوني هالس، رئيس جمعية علم العملات في جنوب ويلز ومونماوثشاير، أن الكنز قد يكون الأكبر على الإطلاق في البلاد، مشيرًا إلى أنه ربما كان مملوكا لأحد الجنود أو المسؤولين الرومانيين الذين دفنوا ثرواتهم لحمايتها خلال فترة الاضطرابات في الإمبراطورية.

ويجري المتحف الوطني تحليل العملات لتحديد تاريخها بدقة، وقد يطلب لاحقا من المتحف البريطاني الإشراف على حفظها وعرضها.

المكافآت والقوانين

ستُقسم المكافأة المالية بين مكتشف الكنز ومالك الأرض بعد تقييم قيمته النهائية. وتفرض قوانين ويلز على أي مكتشف للكنوز الإبلاغ عنها خلال 14 يومًا، مع عقوبات تشمل الغرامة أو السجن لمن يخفي الاكتشاف.

ويُعد هذا الإجراء لضمان حماية الكنز ودراسته من قبل خبراء علم الآثار، كما يظهر من حالة سابقة لرجل اكتشف عملات فايكنغ بقيمة 3 ملايين جنيه إسترليني، لكنه أخفاها وباعها سرًا، ليُدان لاحقا بالسجن والغرامة، وفقاً لـ "BBC".

السياق الأثري

يأتي اكتشاف موس بعد اكتشافات أخرى في بريطانيا، مثل العثور على أكثر من 50 ألف عملة رومانية في سومرست عام 2010، وأخرى تضم نحو 6000 قطعة في وادي غلامورجان عام 2008.

لكن كنز موس قد يتفوّق على جميعها، ويعد حدثا استثنائيا في سجل علم الآثار البريطاني، وقد يعيد رسم خريطة النفوذ الروماني في شمال ويلز ويكشف مزيدًا من أسرار تلك الحقبة الغامضة.