رائعة ثقافية وتاريخية وحضارية إنسانية، فريدة من نوعها، أهدتها مصر للعالم، أمس، مع افتتاحها المتحف المصري الكبير، وسط حضور دولي واسع، إذ شارك وحضر الافتتاح 79 وفداً رسمياً، بينهم 39 وفداً، يرأسهم ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات، كما أفادت المصادر الرسمية والوكالات والمواقع.

ويختزن هذا الصرح النوعي، قصة حضارية ملهمة، وحكايات جوهرية عريقة عن الحضارة المصرية والقيمة الرفيعة «والدور الثقافي والإنساني المتفرد الذي تضطلع به مصر»، طبقاً لما ذكر البيان الصادر عن الرئاسة المصرية.

ويأتي الافتتاح التاريخي للمتحف بعد تحضيرات نوعية، حيث أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري، في تصريحات رسمية، أن المتحف المصري الكبير هدية مصر للعالم، مبيناً أن فكرته كانت موجودة منذ نحو 30 سنة. وتابع: «قمنا بدراسات عديدة وتنظيم مسابقة عالمية بخصوص تصميم المتحف».

ولفت إلى أنه توقف العمل بمشروعه بسبب أحداث 2011، حتى وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بإعادة الحياة للمشروع، مضيفاً أن «أكبر حجم من الأعمال في المتحف المصري الكبير كان في عهد الرئيس السيسي، حيث تمت هذه الأعمال في السبع سنوات الماضية».

ويعنى هذا المتحف الفريد بالحضارة الفرعونية، بشكل متخصص، إذ يسرد تاريخها الممتد لأكثر من 30 أسرة و5 آلاف عام. كما أنه يمتلك إطلالة بانورامية على أهرامات الجيزة. وتبلغ مساحة المتحف 500 ألف متر مربع، منها 167 ألف متر مربع مبنية، بينما خُصصت المساحة المتبقية للحدائق والساحات التجارية والمناطق الخدمية.

وهو يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمثل 7000 عام من التاريخ المصري، وذلك بدءاً من مصر قبل الأسرات وحتى العهد الروماني، ويوجد من ضمنها: نحو 20 ألف قطعة تُعرض لأول مرة للجمهور.

ويحوز تصميم المبنى سمات وقيمة مهمة، إذ يتميز بتصميم مثلث الشكل يتجه نحو هرمي خوفو ومنقرع، وعلى واجهته ألواح من الحجر الجيري الشفاف، ويتوسطه تمثال ضخم لرمسيس الثاني يبلغ ارتفاعه نحو 12 متراً ووزنه 83 طناً، نُحت قبل أكثر من 3.200 عام.

كما يضم المتحف المسلة المعلقة (27 ألف م²)، والدرج الكبير (6000 م²)، بالإضافة قاعات العرض الدائمة الممتدة على مساحة 18 ألف م²، ويشتمل أيضاً، على قاعة خاصة بمساحة 1400 م² على مراكب الشمس، ومن ضمنها سفينتا خوفو المعاد تجميعهما.

ويحوي المتحف، مركز الترميم، الأكبر في الشرق الأوسط، إذ يقع على عمق 10 أمتار تحت الأرض، بمساحة 12300 م²، بينما تمتد مخازن المتحف على 3400 م² وتستوعب حتى 50 ألف قطعة أثرية.

وجدير بالذكر أنه قد استغرق بناء المتحف ذي التصميم المعاصر والقاعات الضخمة العالية السقف، أكثر من 20 عاماً، وتجاوزت تكلفة بنائه مليار دولار. ويتوقع أن يستقطب 5 ملايين زائر سنوياً للتجول في قاعات تضم قطعاً أثرية ذات مكانة رمزية، وأخرى تعرض للمرة الأولى.