تنطلق اليوم الخميس، الدورة الثانية من قمة دبي الدولية للمكتبات والنشر 2025، في مكتبة محمد بن راشد، تحت شعار «مستقبل صناعة النشر»، وتستمر حتى بعد غدٍ السبت (1 نوفمبر). وتعد القمة من أبرز الفعاليات الثقافية في المنطقة، حيث تجمع أكثر من 80 متحدثاً من 20 دولة، من بينهم خمسة متحدثين رئيسيين، في برنامج حافل يضم 48 جلسة نقاشية وحوارية وأكثر من 20 ورشة عمل متخصصة.
وقال الدكتور محمد سالم المزروعي، عضو مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم: «تأتي الدورة الثانية من القمة لتواكب التحولات المتسارعة التي يشهدها قطاع النشر عالمياً، ولتسهم في رسم ملامح مستقبل أكثر ابتكاراً واستدامة لصناعة المعرفة»، مضيفاً «نؤمن في المكتبة بأن الاستثمار في المحتوى الإبداعي والثقافي هو ركيزة أساسية لبناء مجتمع المعرفة، وأن هذه القمة تمثل فرصة لتعزيز التعاون بين المؤسسات الثقافية والأكاديمية والناشرين محلياً ودولياً».
وأضاف: «إن القمة هذا العام تتميز بتنوع محاورها وغنى موضوعاتها التي تشمل الذكاء الاصطناعي في النشر، والابتكار في المحتوى، والتحول الرقمي، والجوائز الأدبية، إلى جانب ورش العمل التطبيقية التي تركز على المهارات التحريرية والإبداعية». وأكد أن هذا التنوع يعكس حرصنا على تطوير منظومة النشر العربي وتعزيز حضورها في المشهد العالمي.
مشاركة عالمية
وتحظى قمة دبي الدولية للمكتبات والنشر برعاية بلاتينية من «إعمار»، الشركة العالمية الرائدة في مجال التطوير العقاري ومشاريع الحياة العصرية، التي تلتزم بدعم المبادرات الوطنية الداعمة للمعرفة والإبداع، انسجاماً مع رسالتها في تعزيز التنمية المستدامة وصناعة المستقبل، كما تشهد مشاركة نخبة من كبرى المؤسسات ودور النشر العالمية، من بينها بنغوين راندوم هاوس، سايمون آند شوستر، وهاربر كولينز، إلى جانب مؤسسات عربية ومحلية رائدة مثل جمعية الناشرين الإماراتيين، وعدد من الجامعات والمكتبات والمنظمات الثقافية الدولية، ما يعزز مكانة دبي مركزاً عالمياً للحوار الثقافي وصناعة النشر.
وتتناول أجندة القمة مجموعة من المحاور التي تمس جوهر مستقبل صناعة النشر، مثل التحول الرقمي والابتكار والتكنولوجيا، والمشهد العالمي للنشر، والترجمة كجسر حضاري، إلى جانب فن الكتابة، والنشر الهادف وفنون الكتاب.
ومن أبرز الجلسات الرئيسية التي تشهدها القمة، «النظرية الأدبية للروبوتات»، و«تأثير الذكاء الاصطناعي على الإبداع والنشر»، و«مستقبل النشر العابر للحدود: رؤى عالمية وحقائق محلية»، و«الجوائز الأدبية.. تغيير الموازين»، و«النشر المستدام»، و«الأدب كجسر ثقافي»، و«حقوق النشر في عصر الذكاء الاصطناعي»، و«النشر القادر على التكيف مع الأزمات والصراعات وتغير المناخ» والعديد من المحاور والموضوعات المعاصرة.
ورش عمل تطبيقية
كما تتضمن القمة ورش عمل تطبيقية موجهة للناشرين والكتاب والمترجمين الشباب، تتناول مهارات التحرير والترجمة وتصميم الكتب وإدارة حقوق النشر وسلاسل الإمداد، إضافة إلى جلسات خاصة بأدب الأطفال وفنون الطباعة وصناعة الكتب الصوتية والرقمية.
ودعت مكتبة محمد بن راشد المهتمين إلى التسجيل في قمة دبي الدولية للمكتبات والنشر، مؤكدة أن حضور الفعاليات على مدار ثلاثة أيام مفتوح للعامة، وأن القمة ستشكل تجربة ثرية تجمع بين الفكر والإبداع والتطبيق العملي في بيئة تفاعلية تستشرف المستقبل.
