الأدب والفن وجهان لعملة واحدة عمادها الإبداع والحس المرهف، والحوار بينهما تنتج عنه دوماً أشكال من الروعة التي لا حصر لها، وتتداخل العناصر الجمالية فيهما فتصنع صوراً شتى من الخيال والبراعة. وفي دبي، تتلاشى الحدود بين ألوان الطيف المتنوعة من الآداب والفنون، وتنشأ جسور من التواصل بين الأدباء والفنانين، فنرى الكلمات البليغة وقد استحالت إيقاعات ولوحات ومنحوتات، تنصهر فيها التقسيمات الأدبية والفنية، ليبقى الجمال الخالص والإبداع البرَّاق.
روعة وامتزاج
وفي هذا السياق، أكد الفنان الإماراتي سالم الجنيبي، نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، لـ«البيان»، أن الفعاليات الثقافية التي تحتضنها دبي عززت فكرة التقاء الأدب بالفن، مشيراً إلى أن مطالعة كثير من الأعمال التشكيلية والحروفية، سواء اللوحات والمنحوتات، في المعارض التي تقام بين الحين والآخر، تكشف حضور الشعر العربي بوصفه لوناً أدبياً وامتزاجه بروعة الإبداع الفني. وأوضح أن الأدب يخدم الفن من هذه الزاوية، بحيث يستلهم الرسام أو الخطاط معاني التعبيرات الأدبية، ويُحسن استخدامها وتوظيفها في العمل الفني، لافتاً إلى أنه كما يستوحي الشاعر الإماراتي أشعاره من بيئته وتفاصيلها المتداخلة، فإن الفنان كذلك يشاركه في هذا الجانب، ويحدث تفاعل من الطرفين يثري مخيلة كل منهما، ما يفتح آفاقاً واسعة للغزارة الإبداعية، ويدعم الإبداع بصورته العامة.
ترحيب جماهيري
من جانبه، أوضح الشاعر الإماراتي عبدالله الهدية أنه في الآونة الأخيرة برزت فكرة التقاء الأدب بالفن في كثير من الأمسيات بالإمارات التي لم تعد مقتصرة على الشعر وحده، بل صاحبه فيها الرسم والمؤثرات الموسيقية، مؤكداً أن مثل تلك التجارب الإبداعية لاقت ترحيباً جماهيرياً؛ لكونها تعدَّت المألوف وحققت نوعاً من التجديد الذي يبهر المتلقي، ولا سيما في هذا العصر الذي يميل إلى الابتكار في الجوانب كافة. وأعرب الهدية عن تأييده لفكرة الاندماج والتداخل بين الآداب والفنون بحيث تكون جميعاً متفاعلة ضمن إطار الأمسيات الفنية، ولا يطغى شكل إبداعي على آخر، منوهاً بأن هذا التصور أثبت نجاحاً واضحاً، ليس في الإمارات فحسب، بل على امتداد خريطة الوطن العربي، وإن كانت ينقصها المزيد من الدعم الذي يكسبها انتشاراً أوسع.
