عشرات الأفكار المبتكرة يقدمها برنامج «شارك تانك دبي» أسبوعياً على شاشة تلفزيون دبي، يحكي من خلالها العديد من قصص رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، الذين يتنافسون فيما بينهم على لفت انتباه رجال الأعمال والمستثمرين إلى أفكارهم ومحاولة إقناعهم بالاستثمار في مشاريعهم مقابل نسب محددة، إلى جانب الاستفادة من مجموعة النصائح التي يقدمها المستثمرون لهم ومن بينهم رجل الأعمال اللبناني إيلي خوري، عضو لجنة تحكيم البرنامج، والذي أسس بعد 30 عاماً من الخبرة في مجال التسويق وعالم الاستثمار، شركة «فيفيوم هولدينج»، وهو يوظف اليوم خبراته وعلاقاته للاستثمار في المواهب والأفكار وبناء العلامات التجارية الناجحة.
تفاعل إيلي خوري مع رواد الأعمال في «شارك تانك دبي» يعكس مدى حرصه على دعمهم وتحفيزهم لمواصلة المضي في طريق تحقيق طموحاتهم، حيث أكد خوري في حوار خاص مع «البيان» أن البرنامج الذي يُعرض مساء كل خميس في تمام الساعة 10:30 بتوقيت دبي، يُعد فرصة مميزة لرواد الأعمال الطموحين، كما يوفر للمستثمرين أنفسهم العديد من الفرص الاستثمارية الفريدة، منوهاً إلى اعتماده لمجموعة من المعايير خلال عملية تقييمه للمشاريع والأفكار المعروضة في البرنامج الذي قال إنه يسهم في تحقيق التنمية المستدامة عبر منحه فرصاً فريدة لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
حضور وزخم
من وجهة نظر رائد أعمال ومستثمر، ما هو تقييميك لفكرة برنامج «شارك تانك دبي»؟
يُعد برنامج «شارك تانك دبي» فرصة مميزة لرواد الأعمال الطموحين، فمن خلاله يمكنهم تقديم أفكارهم المبتكرة وعرضها أمام جمهور واسع، إلى جانب تحقيق حضور وشهرة قد لا تكون متاحة أو ممكنة عبر الوسائل التقليدية، فضلاً عن قدرة البرنامج تسليط الضوء على الأفكار التي يمكنها إدخال تغييرات جذرية على السوق، والمساهمة في تعزيز ثقافة الابتكار وروح ريادة الأعمال في المنطقة.
من جهة ثانية، يوفر البرنامج للمستثمرين أنفسهم العديد من الفرص الفريدة التي يمكنهم الاستفادة منها، حيث يمكن لشهرة دبي كمركز رائد للأعمال والابتكار أن تساهم في جذب مجموعة متنوعة من الشركات الناشئة والواعدة.
ما هي طبيعة المعايير التي تعتمد عليها في تقييم المشاريع المشاركة في البرنامج، مثلاً طبيعة الفكرة وتفردها، إمكانية نجاحها، حجم التمويل. الخ؟
هناك العديد من المعايير التي أعتمد عليها خلال عملية تقييم المشروع، وبناءً عليها يتم تحديد مدى إمكانية نجاحه، فمن جهتي عادة ما أقوم بتقييم طبيعة فكرة المشروع ومدى صلتها بالسوق وتوقيتها، حيث يمثل ذلك عاملاً مهماً جداً في تحديد نجاحها، فهناك الكثير من الأفكار الجيدة ولكنها قد لا تكون قادرة على مواكبة مستجدات السوق، وهناك أيضاً معيار خطة العمل وإمكانية تطبيقها على أرض الواقع، وإن ما كان رائد الأعمال يمتلك الأدوات التي تساعده على تطبيقها ودعمها، وقد سبق وأن التقينا مع العديد من أصحاب الأعمال والأفكار الرائعة الذين قالوا إنهم بحاجة إلى قدر ضئيل من التمويل لتنفيذ خطة العمل، وهو ما رأينا أنه فعلياً غير واقعي، وهنا تأتي فائدة التعليقات والنقد البناء بالنسبة لأي رائد أعمال، حيث تساعده على تعديل خطة العمل وتحسينها.
وهناك معيار الأفراد، فنحن كمستثمرين، نولي اهتماماً خاصاً بالاستثمار في الأفراد أكثر من الأفكار، ونركز على الأشخاص الذين يتمتعون بالشمولية والرؤية الاستراتيجية، والشغف بأفكارهم، ممن يمتلكون القدرة على الالتزام بالتنفيذ وتحقيق النتائج.
جمهور متنوع
بتقديرك، ما هو تأثير برنامج «شارك تانك» على رواد الأعمال من الأجيال القادمة، وهل يمكن أن يشكل مصدر إلهام لهم؟
بلا شك أن برنامج «شارك تانك دبي» يعتبر مصدر إلهام كبيراً لرواد الأعمال الطموحين، فمن خلاله يمكنهم الحصول على فرصة للظهور أمام جمهور متنوع من العملاء والشركاء والمستثمرين المحتملين وعرض أفكارهم وابتكاراتهم ومشاريعهم، كما يتيح لهم فرصة ثمينة للاستفادة من تقييمات ونصائح مستثمرين متمرسين يمتلكون خبرة عالية في الأسواق، وهو ما يساهم في تعزيز فهمهم لطرق طرح الفكرة وعمليات التفاوض والتعامل مع مخاوف المستثمرين، فضلاً عن ذلك يتيح البرنامج التعريف بالعديد من قصص النجاح التي حققها المشاركون والتي قد تشكل قدوة للآخرين وتحفزهم على مشاركة تجاربهم في ريادة الأعمال.
كما يمثل البرنامج لرواد الأعمال إمكانية تأمين التمويل وهو ما يشكل حافزاً قوياً لرواد الأعمال المستقبليين ويشجعهم على المثابرة لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم، فضلاً عن ذلك يؤكد تنوع المشاريع والأفكار في البرنامج على أهمية الإبداع وقوة الابتكار وتعزز إيمان الأفراد بأفكارهم وإمكانية تحويلها إلى مشاريع ناجحة.
دور جوهري
كيف ترى مساهمة برنامج «شارك تانك دبي» في تحقيق أهداف خطة دبي الاقتصادية D33؟
أعتقد أن برنامج «شارك تانك دبي» يساهم في تحقيق التنمية المستدامة من خلال منحه فرصاً فريدة لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، حيث تتناسب فكرته مع طبيعة دبي التي نجحت في أن تكون وجهة جاذبة لمشاريع الاستثمار والأفكار النوعية بفضل تنوع اقتصادها وريادتها العالمية وما تمتلكه من بيئة استثمارية آمنة تحظى بثقة المستثمرين من حول العالم، وإمكانيات وبنية تحتية قوية تساعد على توفير فرص حقيقية لرجال الأعمال وأصحاب المشاريع، حيث تواصل الإمارة مسيرة التنمية المستدامة وفق رؤى واضحة حددت معالمها أجندة دبي الاقتصادية D33 التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي «رعاه الله»، بهدف تحويل دبي إلى واحدة من أفضل ثلاث مدن اقتصادية في العالم.
