يحتاج الأطفال واليافعون إلى كتب متخصصة تسهم في بناء شخصياتهم، ويسعى الكتّاب ودور النشر لخلق قصص توسع المدارك وتجيب عن أسئلتهم بجانب رسومات تليق بعقولهم، وتأخذهم عبر قصص وحكايات عن التاريخ والتراث والتكنولوجيا والفضاء لترسم لهم عالماً مليئاً بالأمل والطموح.

عناوين مثيرة

«البيان» التقت مجموعة من الكتّاب وأصحاب دور نشر الذين أكدوا حرصهم في إصداراتهم على تعزيز المعرفة لدى الأطفال، وتحدثت الكاتبة هيا القاسم وهي مؤسس دار شمس للنشر عن أهم المعايير التي تضعها عند صناعة إحدى القصص وتقول: من أهم المعايير التي يعنى بها الناشر هي مواءمة النص والفكرة للفئة العمرية المستهدفة، وتدعيم النص بالرسوم التي توافق الأفكار وجودة النص وقيمته، إضافة إلى العمل على انتقاء عناوين لافتة محفزة ومثيرة للفضول والتساؤلات عند الأطفال.

وتابعت: نحن شخصياً من أهم معاييرنا أن تشمل النصوص المقدمة للأطفال واليافعين نقاطاً تجذبهم لقراءتها وليست نصوصاً وأفكاراً نحاول نحن الكبار إرغامهم على قراءتها، كما نحرص على جودة إنتاج المحتوى المقدم والذي يعتبر من أهم معايير النجاح، وأن يكون النص يغرس قيمة أو يعزز سلوكاً أو يعدل سلوكاً ليكون نصاً فعالاً وذا قيمة، ويكون قادراً على الاستفزاز الإيجابي لعقل الطفل ويكون مفعماً بالإثارة والمشاعر والأحاسيس والخيال.

قصص متشابهة

وفي السياق نفسه قالت الكاتبة والمؤسس لدار عالمكم للنشر والتوزيع حمدة البلوشي: من خلال تجربتي فأنا معلمة رياض أطفال أيضاً، كنا نفتقد نقاطاً عدة في النص، مثلاً المواضيع المتكررة حيث إن أغلب دور النشر تهتم بالأحداث الموجودة في الساحة، فتكون أغلب القصص كلها متشابهة لكن بأسلوب مختلف.

كما أن لغة الكتابة تحتاج أن تكون لغة سهلة تشجع الأطفال على القراءة وفهم القصة وأحداثها، والرسوم لابد أن تكون واضحة حيث يستطيع الطفل فهم القصة وقراءتها من خلال الصورة والرسوم أيضاً لتساعد في توصيل الفكرة.

النوعية والإنتاج

وأكدت مؤسس دار قصص كيوي للنشر الكاتبة سحر نجا محفوظ أن هناك معايير عدة تضعها دار النشر المتخصصة بكتب الأطفال واليافعين، منها عدم توجيه القراء نحو فكرة معينة محددة، بل طرح الفكرة بأسلوب تشويقي مميز وفتح باب للنقاش معهم ليصلوا بأنفسهم نحو القناعة نتيجة النقاش، كذلك يجب أن يمتاز الكتاب بنص جديد غير مطروح سابقاً، ورسوم تتساوى مع النص من حيث الجمالية بل تضيف إليه، إضافة إلى إخراج وطباعة لائقة تعطي الكتاب قيمته الفعلية، كما نحرص في الدار على النوعية في الإنتاج وليس الكمية، وهذا ما نعمل عليه دائماً عند اختيار النصوص والأفكار. وحتى يكون الكتاب مصدراً معرفياً جيداً، لابد من تحري دقة المعلومات المطروحة وتوضيحها، واستخدام لغة متينة غير متكلفة تقربهم من الكتاب وتساعدهم في فهم الأفكار.

وشددت سحر نجا محفوظ على موضوع الرسم المرافق للنص والكتابة، دون أن نستهين بذائقة الطفل البصرية وقوة ملاحظته للتفاصيل التي تساهم في بلورة استيعابه لما يقرأه ويراه.