استهوتها الألوان والرسومات والقيم والرسائل التي تعبر عنها القصص في أدب الأطفال، إنها الكاتبة مريم خالد عبيد المهيري، التي شكل الأدب العربي جزءاً كبيراً من اهتمامها، وأحبت القراءة وما ارتبط بها من معارض الكتب، خاصة أشهرها وهو معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي تحرص على زيارته كل عام وتحرص على شراء الكتب المتخصصة بالطفل بمختلف اللغات والثقافات.
دفعها هذا الاهتمام لدراسة الرسوم المتحركة وتحصل على درجة البكالورياس في هذا المجال، في كليات التقنية العليا، وطموحها كان شهادة الماجستير في هذا المجال، وتعمل على نيل المزيد من المعرفة في هذا المجال من خلال البحث والإطلاع على التجارب المختلفة، وخلال عملها بعد التخرج لمدة ثلاث سنوات ضمن فريق «لمسة»، حققت جزءاً من أهدافها وهو أن تصدر كتاباً متخصصاً للأطفال، وخلال فترة عملها تلك تمكنت من الحصول على خبرة أوسع وتعلمت أكثر بحيث تمكنت من تطبيقها ما تعلمته في حياتها.
منذ بداية شغفها بالرسوم المتحركة (الانميشن) خلقت لنفسها شخصية أطلقت عليها اسم (كيم) وهو اسم كوري شهري يعكس أيضاً ولعها منذ الطفولة بكوريا، حيث حرصت أيضاً على تعلم لغتهم، هذه الشخصية (كيم) عبارة عن صبي يظهر دائماً حافي القدمين، ولم يكن أبداً اختيارها عشوائياً بل هناك رسالة واضحة كما هي أهدافها ورسالتها في الحياة، فكيم يعكس جزءاً من شخصيتها، حيث من خلاله استطاعت التعبير عن الكثير من الرسائل ولأنه حر ومنطلق اختارته أن يكون حراً وحافي القدمين.
وبتشجيع من معلمها خلال سنة تخرجها استطاعت المشاركة في مهرجان سينمائي تنظمه جامعة زايد، بفيلم قصير عنوانه (ابحث عن نفسي) وهو يتناول قضية التنمر وفاز هذا الفيلم بجائزة في المهرجان، وهو موجود على تطبيق اليوتيوب، ويلقى رواجاً حيث يتواصل الكثير من المتابعين من خلال خاصية التعليقات بعرض هذا الفيلم في المدرسة لاسيما وأن التنمر قضية مهمة في المدارس.
تؤكد مريم أن في الإمارات الكثير من الشباب الموهوبين في مجال الرسوم المتحركة (الانميشن) وتستغرب اعتماد البعض على فنانين من ثقافات ومجتمعات أخرى في إبداع رسومات من بيئة الإمارات، بينما لدينا مواهب تحتاج فرصتها لعرض موهبتها ومهاراتها في هذا المجال، حيث بإمكان هذه المواهب الإماراتية إنتاج أعمال جيدة وقوية في مجال الانميشن شرط وجود فريق العمل.
أما التحديات في مجال الكتابة فكانت هي فقط الميزانية، إذ من الصعب البدء في العمل مع دار نشر دون وجود ميزانية مناسبة، وتوجه نصيحتها للشباب الراغبين في تحقيق أحلامهم الالتزام مع أنفسهم وتنظيم أوقاتهم بغية الوصول لأحلامهم وجعلها حقيقة، وتقول عن أهم رسالة تسعى لتحقيقها من خلال الكتابة أوالرسم هي عدم التغافل والتغاضي عن قيمنا المجتمعية.
