تطل الشاعرة ومدربة التنمية البشرية مهرة الياسي على جمهورها ومحبيها، بإصدارها الجديد (على صفحات اليم)، الذي يضم 45 نصاً شعرياً، متنوعاً بين الوطني والاجتماعي والعاطفي والإنساني، ويصدر هذا الديوان الذي يعد الثاني لها، بعد 13 عاماً من صدور ديوانها الأول (خيوط الشمس)، الصادر في سنة 2010 وجمع قصائد بلغ عددها 20 قصيدة، وتعد الشاعرة هذا الديوان طفولة أشعارها على الرغم من أنها تصف تجربتها بالقوية منذ البداية، إلا أن فترة 13 عاماً بين إصدار الديوانين جعلت تجربتها الثانية أكثر نضجاً وتمكناً، إضافة إلى أنها حرصت على أن تنضم لأكاديمية الشعر والتخرج فيها قبل إصدار ديوانها الأخير، لرغبتها في التعمق أكثر والإبحار في قوافي الشعر الشعبي والاستزادة من خبرات الأكاديميين والمشرفين والخبراء في الأكاديمية، وتمكينها من أدواتها الشعرية. وقد أكدت الياسي لـ«البيان» أن الإمارات ترتقي بالشعر العربي وتدعم مبدعيه.
وعلى الرغم من شغفها بالكلمة الشعرية والقصيدة، فإنها أيضاً اهتمت بالتنمية البشرية وتطوير الذات، وحققت حلمها بأن تكون مدربة تنمية بشرية وافتتحت مركزها الخاص، وهي تمارس التدريب منذ خمس سنوات، وعلى الرغم من انشغالها بعوالم التدريب، فإن ذلك لم يشغلها عن الشعر، فكتبت قصائد شعرية بروح المدربة البشرية المختصة بتطوير الذات، وأجادت تطويع النصوص على نسق وأسلوب التنمية البشرية، بأسلوب إبداعي ولاقت أعمالها رواجاً بين محبي الشعر ومتذوقيه والمهتمين بالتنمية، وتعد قصيدتها «الجـــرافولوجي»، وهو منهج يعتمد على تحليل الشخصية عبر خط اليد.
وأكدت الياسي أن تأثير وسائط التواصل الاجتماعي كان إيجابياً وخدم الشعر والشاعر، فقلص المسافات الفاصلة بين الشعراء وقصائدهم التي تصل بصورة أسرع وشريحة أكبر تمتد إلى الوطن العربي، بل سهل التواصل بين الشعراء في مختلف الأقطار، ولذا دور هذه الوسائط يعد فعالاً ومثرياً للشعر، إلا أن جانبه السلبي الوحيد قد يكون بمن يسمي نفسه شاعراً وينشر قصائد لا ترقى لمستوى الشعر وتفتقر لأبسط شروط القصيدة من وزن وقافية، ومن دون حسيب أو رقيب، ولذا ترى الشاعرة مهرة الياسي أن ينظر بأمر من ينسبون أنفسهم للشعر من قبل الجهات المعنية، بألا تسمح لهؤلاء بالتأثير في ساحة الشعر، أو توجيه النصح والإرشاد لهم، وحسب رأيها فعلى دور النشر أن تدرس بعناية قبل أن تطبع أي شيء.
التحدي الأكبر الذي واجهته الشاعرة مهرة الياسي مرحلة طباعة الديوان، والبحث عن دار نشر مؤهلة ومتخصصة في طباعة الدواوين الشعرية، فكانت تتأخر الإجراءات عدة أشهر وينتهي بعضها بالرفض، أو تضع شروطاً لا تناسبها، فاستمرت رحلة البحث عن دار نشر عدة أشهر حتى رأى ديوانها النور.
وعن الشعر في الإمارات تقول الياسي: أسهم الاهتمام بالشعر في دولة الإمارات بالارتقاء بالشعر ومبدعيه، وإثراء الساحة الشعرية العربية، إذ يقف برنامج شاعر المليون على قمة الهرم لما حققه من نجاح على مستوى الوطن العربي، وأسهم في تعزيز مكانة الشاعر وأهمية الشعر ودوره، إضافة إلى مركز الحيرة للشعر الشعبي الذي يحتفي بشكل أسبوعي بالشاعر عبر أمسياته الأسبوعية التي يستضيف فيها شعراء الإمارات والخليج، وبيت الشعر الذي يحتضن في فعالياته الشعر الفصيح، وهذه البيئة الشعرية الثرية في الإمارات أسهمت في إثراء الساحة الشعرية ودعمت الشاعر.
الشاعرة مهرة الياسي الحاصلة على جائزة المرأة الإماراتية في الآداب والفنون وجائزة الشيخ راشد بن حميد للثقافة والعلوم، توجه نصيحة لكل شاعر شاب وموهوب بأن يجتهد إذا وجد في نفسه ملكة كتابة الشعر، وأن يحرص على أن يرتقي بنفسه والاستفادة من خبرات من حوله، والالتحاق بأكاديمية الشعر لصقل موهبته.
