يدعو «ابن بطوطة مول» في دبي، زواره إلى جولة تاريخية بطريقة عصرية، فاسم المركز يكرم الرحالة العربي أبوعبدالله محمد بن عبداللّٰه بن محمد اللواتي الطنجي المعروف بابن بطوطة (1304 - 1377م). وهو رحالة ومؤرخ وقاض من قبيلة لواتة، لقب بأمير الرحالين المسلمين.. مر خلال رحلته بالبلدان المجسدة في المركز التجاري على شكل ردهات يصل عددها إلى 6 تجعل الناس يعيشون متعة مختلفة عند السير في المعالم المستوحاة من البلدان والحضارات التي زارها الرحالة العربي، وهو ما يعزز مكانة دبي مركزاً عالمياً للترفيه والإبداع بطرق مدهشة قد لا تخطر على بال أحد.
معالم حضارية
يمكن للمتجول أن يميز أبرز معالم البلدان التي زارها ابن بطوطة، والتي نُفذت بدرجة عالية من الإتقان والحرفية، وتجلت في ردهة بلاد فارس التي تعلوها قبة جميلة تذكر بالمنمات التي تميزت بها بلاد فارس في القرن الرابع عشر. إذ تعكس الردهة الإبداع الفني الفارسي في التصميم العربي للقبة الضخمة التي تعلو الردهة، إلى جانب الممرات المقوسة، وممشى الفسيفساء الذي يطغى عليه اللونان الأزرق والفيروزي.
اكتشافات جديدة
كما يمكن للمتجول أن يستشعر روعة الأهرامات التي تميزت بها الحضارة الفرعونية في مصر في ردهة مصر، حيث بُنيت هذه الأهرامات في الفترة 2630 وحتى سنة 1530 قبل الميلاد.
واستمرار التجول في مركز ابن بطوطة يعني اكتشافات جديدة تتميز بها الحضارات القديمة مثل النافورة بالساحة المركزية في ردهة الأندلس التي تبرز تأثيرات الحضارة للأندلس. فالسقف المصمم على شكل نجمة ونافورة الأسود مستوحيان من قصر الحمراء. أما القاعات والأقواس البارزة، فتعود بالزمن إلى المسجد الكبير في قرطبة.
تفاصيل فنية
في ردهة تونس التي تعد أول وجهة رسا فيها ابن بطوطة، باعتبارها مجمعاً للفن والعلم، حيث احتضنت أرجاؤها مساجد رائعة وقصوراً لا تضاهى، وتحاكي هذه الردهة المدن الساحلية في تونس وقرطاج من حيث التصميم الفريد لواجهاتها ناصعة البياض، وأبوابها زرقاء اللون، وأسوارها الحديدية ونوافذها المصنوعة من الزجاج الملون. كما وزعت واجهات قديمة ومزخرفة، تعكس أسلوب البناء القديم لدى التونسيين.
فن وإبداع
تعكس ردهة الصين مغامرات ابن بطوطة مع القراصنة والسفن الغارقة، كانت رحلة ابن بطوطة إلى الصين حافلة بالأحداث، بدءاً من تحدي العواصف ومحاولة النجاة من السفن الغارقة وصولاً إلى مواجهة القراصنة. ومع ذلك، فالفن والإبداع الذي رآه في الصين عوضه عن تلك المصاعب. وهو ما ظهر في الردهة التي تعكس عظمة الإمبراطورية الصينية وحيويتها. وهي عبارة عن قاعات واسعة قائمة على أعمدة مزخرفة بميداليات ضخمة ذات نقوش على هيئة تنانين، وأعمدة من الرخام الأبيض تذكرنا ببوابات المدن الصينية التاريخية، وسقف مجوف ذي زخارف ملكية ترمز إلى السعادة والرخاء. ووسط ذلك كله، تبرز إحدى أكثر سفن الإبحار هيبة في عصرها، وهي سفينة شراعية صينية. وتعد هذه السفينة بمثابة تكريم خاص من القائمين على المركز للرحالة العربي ومغامرته المذهلة.
لتنتهي الجولة مع المساحة التي تشكل ردهة الهند حيث تبرز روعة الحقبة المغولية في الهند بشكل واضح في معالم الردهة. وتحاكي القبة عظمة تاج محل والقلعة الحمراء وقصر الرياح. وتتوسط القاعة ساعة الفيل وهي تحفة تكنولوجية تعود إلى القرون الوسطى من اختراع المهندس المبدع الجزري.
وفي هذه الردهات تتوزع المتاجر التي يصل عددها إلى 275 متجراً لتلبي احتياجات الزوار، كما يتوافر أكثر من 50 مطعماً ومقهى، بحيث تصبح تجربة تسوق وترفيه متكاملة في المول، أضافت إليها الـ21 صالة سينمائية التي تعرض أحدث الأفلام متعة جديدة إلى جانب العديد من الفعاليات التي تنظمها إدارة المول.
