تسعى دائرة التنمية السياحية في عجمان، وضمن فعالياتها الثقافية، إلى تسليط الضوء على العديد من الأشكال الفنية والرسوم الإبداعية وقيم إمارة عجمان الثقافية وتقديم تجربة متنوعة من خلال مناظرها الطبيعية ومبانيها التراثية ومجموعة الأنشطة التي تقدمها، ما يسهم في إغنائها بالمواهب الشابة وصولاً إلى تعزيز مكانة الإمارة كمركز حيوي للثقافة والفنون وحاضنة للمبدعين وملتقى للمواهب.
شعار المهرجان
ويعكس شعار المهرجان الذي يأتي في نسخته الأولى بعنوان «نستلھم من الماضي لنرسم المستقبل» ملامح إرث الحضارة الإنسانية في الإمارات، والارتباط الوثيق بالماضي والقدرة على الحفاظ على الموروث الثقافي والتراثي وربط الجيل الجديد به. ينطلق المهرجان بتاريخ 28 الشهر الجاري ويستمر حتى 6 نوفمبر، ويقام في منطقة الحي التراثي المتاخم لمتحف عجمان.
وجاءت تسمية المهرجان بـ «المربّعة» نسبة إلى برج المربّعة أحد أهم المعالم السياحية الواقعة على كورنيش إمارة عجمان، والذي بني في ثلاثينيات القرن الماضي بتوجيه من الشيخ راشد بن حميد النعيمي حاكم عجمان (1928-1981)، حيث بني ليكون برج مراقبة للقادمين إلى مدينة عجمان من ناحية الجنوب الغربي، ولتوفير الأمن لسكان المدينة.
إرث تاريخي
ونظراً لأهميته التاريخية، وجّه صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، بترميم «برج المربعة» للمحافظة عليه كإرث تاريخي، ومعلم من ملامح الماضي. ومن الناحية المعمارية فقد لعب «برج المربعة» دوراً مهماً في منطقة الخليج العربي كنقطة دفاع، حيث كان يعتبر من العناصر البنائية الواضحة والشاخصة في المنطقة، إذ يتألف من طابقين مع شرفة للدفاع والعديد من المزاغل.
وإن عدم امتلاكه لأي فتحات أو شبابيك في طابقه الأرضي ساهم في قوة وثبات الحرس والمدافعين عن الموقع. ويعتبر «برج المربعة» اليوم من أشهر المعالم السياحية في عجمان، إذ يقع في منطقة كورنيش عجمان وهي منطقة حيوية تعتبر وجهة بارزة للسياح في المدينة، إذ تضم العديد من المطاعم، والمحلات التجارية، والمنتجعات السياحية والمرافق الترفيهية.
بوصلة تاريخية
وتضم إمارة عجمان العديد من المتاحف والمواقع الأثرية التي تعدّ واجهة سياحية وبوصلة تاريخية تنبض بالحياة والذكريات وتبرز الهوية المتجذّرة للإمارة، كما تحتضن حصن عجمان الذي شيّد في أواخر القرن الثامن عشر ميلادي، وكان أول خط للدفاع عن الإمارة ومقراً لسكن الحاكم، وتم تحويله لاحقاً لمتحف يحاكي تراث الإمارات وحياة الأجداد وعاداتهم ومهنهم، ويتميز عن باقي الحصون والقلاع في عجمان بتفرده وجماله العمراني.
وبقائه شامخاً وشاهداً على مآثر وتراث الأجداد. هذا بالإضافة إلى العديد من القلاع والحصون التاريخية الأخرى والمنتشرة في كل من منطقتي المنامة ومصفوت مثل قلعة المنامة، وقلعة حصاة بويض، وقلعة مصفوت، التي يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر الميلادي، وتقع في شمال منطقة مصفوت على بُعد 120 كيلومتراً من جنوب شرق مدينة عجمان.
إبراز
وفي هذا الإطار قال سعود الجسمي، مدير قسم الفعاليات في دائرة التنمية السياحية في عجمان، إن تسمية «مهرجان المربعة للفنون» بهذا الاسم جاء انطلاقاً من إيمان الدائرة بأهمية الحفاظ على الأماكن التراثية في الإمارة، وإبراز الموروث الثقافي والتراثي لإمارة عجمان وربط الجيل الجديد بتراثه العريق.
حيث يهدف هذا المهرجان إلى تسليط الضوء على الأهمية التاريخية والثقافية والتراثية والسياحية التي يشكلّها «برج المربعة» خصوصاً وأنه يشكل وجهة بحرية مثالية للزوار الراغبين بالإطلاع على مسيرة نمو وتطور دولة الإمارات التي أصبحت محط أنظار العالم أجمع وأيقونة سياحية تعتمد عليها إمارة عجمان في رؤيتها المستقبلية لتطوير القطاع السياحي.
وأضاف الجسمي إن تسمية المهرجان وربطه بـ «برج المربعة» وما يمثله من إرث أصيل يجمع بين الماضي والحاضر يعتبر الطريق الأمثل لترسيخ مفهوم وقيم الماضي في أذهان الأجيال الجديدة، ينهل منها سكان الإمارات مشاعر الفخر والاعتزاز بهويتهم وعاداتهم وتقاليدهم.
ويقام مهرجان المربعة للفنون تحت رعاية كل من «مجموعة اتصالات»، الراعي البلاتيني، و«مدينة عجمان الإعلامية الحرة»، الراعي الذهبي، و«غرفة تجارة وصناعة عجمان»، الراعي البرونزي.
إضافة إلى فندق فيرمونت عجمان كشريك استراتيجي، بالإضافة إلى العديد من الجهات الحكومية والخاصة مثل دائرة البلدية والتخطيط – عجمان، جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، معهد دبي للتصميم والابتكار، معهد فاد للموضة والأزياء الفاخرة في دبي، تشكيل، أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة، بيئة، المعماري سيمون ميشيلي، استوديو فيي، أوكسيجين، ولافا.
