بصوتها الطفولي ورقصاتها المرحة، ظلت صورة سندريلا الشاشة العربية سعاد حسني راسخة في أذهان كل العرب من المحيط إلى الخليج، رغم مرور 20 عاماً على رحيلها عن عالمنا.

بمناسبة هذه الذكرى، قررت الفنانة التونسية عيشة عطية تكريمها بعمل أثار إعجاب المصريين قبل التونسيين. «البيان» اتصلت بعيشة عطية الموجودة حالياً في القاهرة، حيث حدّثتنا عن الفيديو كليب الذي جسّدت فيه شخصية سعاد حسني، مؤكدة أنها حاولت استحضار روحها وليس مجرّد تقليدها. ينطلق العمل بتصريحات لعدد من فناني مصر الكبار أثناء نعيهم للسندريلا، ثم تؤدي الفنانة التونسية مقاطع من أشهر أعمال الفنانة المصرية مثل «يا واد يا تقيل» من فيلم «خلي بالك من زوزو» وأغنية «لسه صغيرة» من فيلم «صغيرة على الحب»، وأغنية «بقى هي الدنيا كده» وأغنية «الحياة بقى لونها بمبي».

تكريم مغاير

جرت العادة أن يشهد الأسبوع الأخير من شهر يونيو استحضار عشّاق سندريلا الشاشة العربية سعاد حسني لحادثة موتها الغامضة يوم 21 من يونيو سنة 2001. فيتنافس المذيعون والصحفيون على محاورة أصدقائها وأفراد عائلتها وآخر من عاشوا معها على أمل أن يفوزوا بتصريح أو شهادة تساعد على كشف لغز هذه الوفاة الضبابية التي اهتزت لها عاصمة الضباب لندن. وهنا تقول محدثتنا عيشة عطية، إنها اختارت أن يكون تكريمها لسعاد حسني مختلفاً، تكريماً فرحاً سعيداً على قدر الفرح والسعادة التي كانت تنشرهما الفقيدة بمجرد مرورها على إحدى الشاشتين الكبيرة والصغيرة.

في الفيديو كليب التكريمي، ارتدت عيشة عطية فساتين ملوّنة من موضة ستينات وسبعينات القرن الماضي، مؤكدة في تصريحها لـ «البيان» أن مصمم الملابس رفض أن يستنسخ خياطة نفس فساتين الراحلة وخيّر أن يستلهم منها فساتين أخرى تجنّباً للانتقادات. من ناحية الشكل، ظهرت عيشة بلوك جعلها شبيهة بالراحلة سعاد حسني، وهنا تؤكد ضيفتنا لـ«البيان» أنها اشتغلت على الغناء بشكل وروح السندريلا خلافاً لعديد الفنانات اللاتي غنين لسعاد حسني.

هنا تطرّقت محدثتنا إلى أصالة نصري وشيرين عبد الوهاب معتبرة أنهما أديتا أغاني الفنانة الراحلة على طريقتيهما وبروح مختلفة. فيما يخص الممثلة منى زكي التي أدت سنة 2006 دور البطولة في مسلسل «السندريلا»، تقول عيشة عطية لـ«البيان» إنها تعتبر أن منى زكي فنانة كبيرة ومن أنجح ممثلات جيلها، لكنّها لا تعتبر أنها نجحت كثيراً في أداء دور سعاد حسني. للتذكير، فمنى زكي تعرّضت لانتقادات كبيرة على دور السندريلا من الجمهور والنقاد وحتى من جانجاه عبد المنعم شقيقة سعاد حسني التي اعتبرت العمل إساءة لروح الراحلة. بعد يومين من عرض الفيديو كليب، تقول صاحبته عيشة عطية إن ردود المتابعين في مصر وتونس إيجابية، آملة أن يكون بوابة دخولها إلى أم الدنيا.

رغم تواجدها حالياً في مصر، إلا أن الفيديو كليب تم تصويره في تونس منذ فترة مع فريق عمل تونسي وإنتاج مصري من روايال سيراميك وإدارة أعمال مع PIM, تقول عيشة عطية لـ«البيان» إنها انتقلت من تونس للعيش في مصر، أي انطلقت في دراسة المسرح في إحدى ورشات الأستاذ خالد جلال الذي كان معلّم أهم مسرحيي الجيل الحديث هناك مثل محمد هنيدي واشرف عبد الباقي... تطمح الفنانة التونسية الشابة إلى الحصول على أدوار تمكّنها من نحت اسمها في دراما هوليوود الشرق علّها تنجح في أصعب مهمّة وهي دخول قلوب المشاهدين التي دخلتها سعاد حسني بموهبتها وعفويتها.