«إن منابع العلم فيها الفسحة، والكتب كالسفن، نسافر بها في الزمن، ليس للمشاهدة فقط، وإنما للحكمة والثقافة والعلم»، هذه المقولة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، هي أول ما تقع عليه عيون زائري جناح دار «قصة» للنشر والتوزيع، بمعرض الشارقة الدولي للكتاب.
الدار الإماراتية التي تشرح أهدافها بعبارة مرهفة: «لكل قصة صوت يستحق أن يُسمع، ولكل قلم مساحة يستحقها»، حرصت في جناحها على أن يزين بكثير من العبارات الموحية، ومنها: «نرافق الكُتّاب في رحلتهم نحو النور»، وكذلك «قصتك تستحق النشر»، فضلاً عن «ابتسم أنت في قصة» التي تقتفي شعار: «ابتسم أنت في الشارقة».
بذلك استطاعت الدار جذب اهتمام زوار المعرض، الذين راق لهم هذا الأسلوب الأنيق والرصين معاً.
وتقول مريم أحمد مدير قسم الإبداع في «قصة»: إن الدار تأسست عام 2021، وحققت في فترة زمنية قصيرة نجاحاً ملحوظاً، من خلال تبنّي فلسفة دعم الأصوات الأدبية الشابة، التي تتلمس طريقها في عالم الإبداع.
وتضيف أن الدار شاركت في المعرض بحزمة من العناوين الجديدة، تبلغ أكثر من 80 عنواناً، تتنوع بين الشعر والقصص القصيرة والرواية، موضحة أن دعم الأقلام الشابة ينبثق من إيمان الدار بأن هذه مسؤولية وطنية، ودور ريادي ينبغي عليها الاضطلاع به.
وتشيد بالدورة الـ 44 لمعرض الشارقة للكتاب، الذي أصبح يمثل ظاهرة ثقافية عابرة للحدود، ومنصة للمعرفة والتنوير، تمنح القارئ والكاتب والناشر فرصة ذهبية لإيجاد ما يريدونه في مكان واحد.
وتسعى الدار إلى تقديم خدمات نشر متكاملة للإصدارات الحديثة والمتميزة، مع المساهمة في إبراز الأصوات الشابة، وتشجيعها على الإبداع، بما يدعم المحتوى المميز، ويعزّز حضوره في المشهد الثقافي المعاصر.
وتتطرق مريم أحمد إلى إصدارات الدار الجديدة، ومنها رواية «عروق زجاجية» للدكتورة مشاعل إبراهيم النابودة، وجاءت باللغتين العربية والإنجليزية، و«رسالة لن تصل»، التي تنتمي للأدب الواقعي، وهي أول تجربة لطالبة إماراتية تبلغ من العمر 15 عاماً، كذلك صدر عن الدار رواية «رفيق الدرب» لخالد محمد علاي، وهي أول تجاربه الروائية.
وتناقش الرواية مفهوم الصداقة، وما إذا كانت تصنعها العشرة الطويلة أم الظروف المشتركة، في إطار أدبي بالغ الحساسية، وهنالك إصدار لوليد المرزوقي، بعنوان «اصنع من المعروف مركباً ودعه يبحر».
وكشفت مريم أحمد عن أنها طرحت في جناح الدار إصداراً لها بعنوان «أنا لست وحدي»، ويتناول بصورة جوهرية الفجوة بين الأجيال، قائلة: «كل جيل يأتي بأسئلته وطموحاته وأحلامه واختياراته وميوله و انحيازاته».. وما أسعى إليه هو إيجاد لغة تفاهم مشتركة.
وتشير إلى أن كتابها يقدّم نفسه كخريطة تقارب إنسانية، أو بوصلة اجتماعية تساعد على مدّ الجسور بين الأجيال، عبر تسليط الضوء على اختلاف وجهات النظر وطريقة التعبير، وكيف يمكن لكل جيل أن يفهم الآخر دون أحكام مسبقة.
كما توضح الكاتبة أنها لا تقدّم إجابات جاهزة، بل تحاول أن تطرح الأسئلة الصحيحة التي تفتح نوافذ جديدة للحوار والتفاهم، مشيرة أنها بدأت في كتابة الإصدار على شكل نصوص، وأن الأمر استغرق نحو عام من العمل.
وأوضحت أن المناخ الأدبي في الإمارات، يستمد حيويته من الدعم الرسمي الذي تبديه الدولة للمواهب الشابة.
وتختتم أن الأدب في حاجة دائمة إلى دماء جديدة، ولا بد من الاهتمام بالمواهب الحقيقية، وإتاحة الفرصة لها للتواصل مع الجمهور، معربةً عن أملها في أن تسهم دار «قصة» في هذا المضمار، بما ينعكس إيجاباً على الحراك الثقافي في الدولة.
