عوالم دهشة وغرابة حافلة بجماليات الفن، يشكلها ويبني توليفتها الفريدة مهرجان «منزل بلا سقف»، في يريفان بأرمينيا، الذي انطلق قبل 5 أعوام، إذ يهدف إلى صون ثقافة وموروث منطقة آرتساخ، وينضوي في إطار برامج متنوعة ينظمها مركز ثقافي يحمل الاسم نفسه، بهدف حماية موروث «آرتساخ».
واللافت في المهرجان أن منظميه يرصدون عائداته، بجانب عائدات الأنشطة الثقافية الأخرى للمركز، لدعم الأطفال المهجرين من المنطقة، الذين يبلغون ما بين الـ4 و13 عاماً، وهو ما تشرف عليه بدقة مؤسِسة المركز، يرازك هايريان، إذ تحرص على إثراء برامج الارتقاء بثقافة الأطفال ومستوياتهم العلمية، عبر دروس مجانية في الموسيقى والرقص والمسرح والفنون التطبيقية، وذلك في يريفان وأبوفِيان.
وقد كانت هايريان تشغل سابقاً منصب رئيسة دائرة الثقافة في منطقة حدروت. وبعد دمار مسقط رأسها، ومن ثم الأحداث الدموية التي طالت آرتساخ، أصبحت تعتبر عملها مهمة شخصية لحماية التراث الثقافي والمساهمة في استعادة الهوية الوطنية.
ومن بين مبادرات المركز: برنامج «كتسِغ: تعزيز لهجات آرتساخ»، الذي يستخدم العروض المسرحية لرفع الوعي حول لهجات منطقة آرتساخ وتعبيراتها. وتحفل المسرحيات والأغاني بالأمثال والحكم والفولكلور، ما يُبرز الخصائص الفريدة لتلك اللهجات ويساعد المشاركين على إعادة التواصل مع تراثهم والشفاء عاطفياً.
أما بالنسبة للأطفال، فيخفف البرنامج من حنينهم إلى آرتساخ وإلى بيوتهم وطفولتهم المفقودة.
وتقول هايريان إن الأهالي يجلبون أبناءهم إلى المركز كي يتفاعلوا مع أقرانهم ويحافظوا على عاداتهم، لكن الآباء أنفسهم يحتاجون أيضاً إلى هذا الفضاء الاجتماعي. وأضافت في حديثها لإحدى وسائل الإعلام: «نحن جميع بحاجة إليه. لقد ابتعدنا عن تقاليدنا وما درجنا عليه من تقدير المساعدة لبعضنا البعض. ومن الصعب علينا التكيف مع الحياة الحضرية الكبيرة لأننا اعتدنا العيش في مجتمعات صغيرة نتشارك ونتعاون فيها».
وتابعت: «نسعى في المركز إلى تكريس وترسيخ شتى مفردات حياتنا وموروثنا، عبر أنشطة فاعلة وملهمة».
