من المأساة يولد الأمل ومن الحياة اليومية بكل تجذراتها وتفاصيلها تتشكل خطوط الحياة، هذا ماينطبق على شذى محمد المذكور الطنيجي، التي تسعى بكل حماس إلى نشر الوعي العام عن أهمية تعزيز العلاج بعالم الرسم، والبحث عن كل مبادئه وأساسياته، لتبتكر الكثير من هذا الشغف الذي جعل من هذه الهواية عملا تقوم به، فكان عبارة عن مشروع خيري وإنساني.

تقول الطنيجي :«مازالت صورة والدتي المريضة بالسكري والذي أقعدها المرض على كرسي متحرك بعد بتر ساقيها عالقة بروحي، حيث لا تزال والدتي الصورة الملهمة لي في تحدي الصعاب والعمل والدراسة وتربية الأسرة».

مشيرة إلى أنه بالرغم من عدم إتمامها دراستها الثانوية، إلا أن تلك الصور جعلتها تنتفض فجأة لتخرج صورة من ذاتها مختلفة من كونها ربة بيت فقط، كبر أبناؤها وبقيت في فراغ داخلي دفين، ولم يكن صعبا عندما وجدت السبيل لذلك في رسم لوحات فنية وإبداعات تشكيلية تصاحب مراحل حياتها.

واضافت: «عالجت الكثير من مشاكلي الوجدانية والاجتماعية والأسرية بالرسم، والذي اتخذت عن طريقه العديد من منعطفات حيوية وإن كانت متأخرة، متمثلا في حصولي على شهادة دبلوم في الرسم الشامل، وشهادة مدربة معتمدة من الأكاديمية الدولية للمدربين العرب للتدريب والاستشارات، وشهادة من الأكاديمية العالمية للتدريب والتطوير البريطانية، وكنت جميعها اكتسبتها بالدراسة عن بعد، فضلا عن الشهادات وورش العمل التي التحقت بها في داخل الدولة، كما شاركت في العديد من المؤتمرات والبرامج، هذا أيضا إلى جانب عضويتي في اللجنة النسائية بجمعية النخيل للفن والتراث الشعبي، وكان دخولي عالم الفن التشكيلي الذي بدأت من خلاله استعيد حيويتي الروحية من جديد، ومن هنا بدأت اتخذ خطا جديدا وهو علاج المرضى بأسلوب التشافي بالفن أياً كان نوعه.

خط جديد

وتابعت حديثها:»وصلت إلى هذا الخط الجديد أثناء وجود النتائج الإيجابية لعدد من المستفيدين في ورش العمل الذين تطورت حالاتهم للأفضل وغيرت حياتهم حتى وصلت بهم إلى الإبداع في الرسم. حيث كنت أصور لهم أشكال حياتنا ومشكلاتها وكيفية علاجها بالرسم".

مبينة لهم بأن الألوان والمنسوجات والخطوط وأدوات الرسم كذلك تحدد خارطة الإنسان النفسية والعقلية والبدنية، ما يجعلنا نمسك بأيدينا عن طريق خيالنا الذي افتقدناه من مجريات الحياة العصرية للوصول إلى طرق العلاج المناسب، والخروج به من النفق المظلم وطرد الطاقة السلبية نهائيا.

رسائل إيجابية

وفي إطار ذلك، أكدت بأن الرسم نوع من أنواع الفن الجميل وأداة لإيصال الرسائل الإيجابية للمرضى بطريقة غير مباشرة حسب كل حالة وأهدافها العلاجية، مشيرة إلى أهميته أيضا وفق هدفها الذي رسمته لنفسها عبر تنظيم ورش عمل فنية متخصصة وبالأخص في المدارس والمراكز الاجتماعية والثقافية تتمثل في أغلبها بتفريغ الطاقة السلبية، ما شأنه أن يساهم في تربية وتعليم وتنشئة الأجيال كما إنه يعمل على ترسيخ الأفكار والقيم في أذهان الناس، على سبيل الذكر فإن هناك خطة من أجل تنفيذ ورش فنية لطلبة المدارس في الدهان والصبغ بطريقة معززة للصحة، ما يسهم في جعل بيئة المدرسة جميلة ومبتكرة، وأيضا للمنازل التي تحتاج إلى لمسات فنية تعمل على خلق التغيير المستدام في النفس قبل المكان.