رصدت بلدية دبي، طائر هازجة قصب البصرة (Acrocephalus griseldis )، في 29 مايو الماضي، في إمارة دبي، في محمية المرموم الصحراوية، وتم رصد الطائر في فترة سابقة في 26 أبريل 2010، بإمارة أبوظبي، في حديقة قصر مشرف.
وقالت المهندسة علياء الهرمودي مدير إدارة البيئة في بلدية دبي: يفضل طائر هازجة قصب البصرة، بيئة القصب، الذي ينمو على حواف البحيرات العذبة، والتي تزخر بها محمية المرموم الصحراوية، حيث تم خلال السنوات الماضية، تشييد العديد من البحيرات الصناعية في قلب المحمية، والتي ساهمت في تغيير طبيعة الموقع، لتصبح أكثر جذباً للطيور بتعدد البيئات، مثل بيئة الأراضي الرطبة (البحيرات)، وبيئة الغابات حول البحيرات، وبيئة السهول الحصوية، وبيئة الكثبان الرملية.
وأضافت: توفر بيئة القصب الغذاء والمأوى، حيث يتغذى على الحشرات واللا فقاريات الموجودة في نبات القصب، ويستخدمها أيضاً لبناء الأعشاش والتكاثر.
وأوضحت أن طائر هازجة قصب البصرة، هو طائر صغير من فصيلة هازجة القصب، التي تعيش في بيئة القصب، التي استمد منها اسمه، وهو أندر أنواع هذه الفصيلة في الدولة، وتم تصنيفه ضمن الطيور المهددة بالانقراض، بواسطة الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN)، لتناقص أعداده، نسبة للعديد من المهددات، منها تناقص بيئاته الطبيعية، نتيجة للتوسع العمراني، وتطوير البيئات، بالإضافة للإزعاج.
وتابعت أن الموطن الرئيس للطائر، هو منطقة الأهوار في بلاد ما بين النهرين، في جنوب شرقي العراق، والتي استمد منها اسمه، وهو طائر مهاجر، يقضي فترة الشتاء في القارة الأفريقية، عابراً عدة دول، منها العراق والسعودية والكويت، والقليل منها يمر عبر الإمارات، لبعدها عن مسار هجرة الطائر، ولذلك تندر مشاهدته.
وأكدت علياء الهرمودي أن بلدية دبي تقوم بجهود الحماية والمحافظة على التنوع البيولوجي في الإمارة، باعتبارها الجهة المختصة، وقد قامت البلدية بحصر ومسح كل المناطق المهمة والحساسة للتنوع البيولوجي في الإمارة، من أجل حمايتها، والمحافظة عليها، وقد أثمرت جهود البلدية، في إعلان العديد من المواقع محميات طبيعية، حيث بلغ إجمالي محميات دبي 8 محميات. كما تقوم البلدية بإجراء الدراسات والبحوث اللازمة لرصد أنواع الطيور المختلفة، ومواقع وجودها وتكاثرها.
بالإضافة لبرامج تحجيل الطيور، ورقابة حركتها عبر برامج التتبع بالأقمار الصناعية، والتي ساهمت في معرفة مسار هجرة الطيور وسلوكها. كما تنظم البلدية برامج التوعية بأهمية الطيور، من خلال عقد ندوات وورش عمل، والاحتفال بالمناسبات العالمية، مثل اليوم العالمي للطيور المهاجرة، والتي تحتفل به البلدية لأكثر من 15 عاماً متوالية. إضافة إلى برامج الرقابة والتفتيش، لرصد أي من المخالفات التي قد تقع في المحميات، حفاظاً عليها من أي سلوكيات أو تصرفات قد تؤثر في الحياة الفطرية واستدامتها.
