لم يتجاوز عمرها عشر سنوات، إلا أنها استثمرت فترة تقييد الحركة، التي أقرتها الدولة حفاظاً على سلامة أفراد المجتمع كإجراء وقائي للحد من انتشار وباء «كوفيد 19»، وانصبت على إثراء موهبتها وحضرت ورشاً عن بعد لفنانين من مختلف الدول لتتعلم فنون الرسم، وحصلت على لقب «سفيرة الوقاية المجتمعية» المنفذة من قبل المركز الأكاديمي للاستشارات والتطوير المؤسسي.
لم تكن مريم يوسف المرزوقي التي تدرس في الصف الرابع الابتدائي، طفلة مثل أقرانها، وإنما هي فاقدة لحاسة من حواسها الخمس، ولكن الله منّ عليها بموهبة ومهارة لتتفوق بها على غيرها.
فقدت مريم السمع بطريقة تدريجية ثم تأثر النطق لديها، ولم يكن ذلك إلا حافزاً لها على النجاح. والفضل في ذلك يرجع إلى والدتها التي حصلت على دورات تأهيل للنطق وشجعتها على المشاركات الاجتماعية حتى توجت بكثير من الجوائز، وحصلت أخيراً على لقب «سفيرة الوقاية المجتمعية»، حيث أنشأت مرسماً فنياً خاصاً بها بعد أن وفرت لها أسرتها كل الاحتياجات من أدوات فنية، ودعمتها وشجعتها على أن تبرز موهبتها الفنية في لوحات إبداعية حازت التميز في نشر الأفكار المجتمعية بالمشاركات الإيجابية بين أفراد المجتمع.
ووصفت مريم نفسها قائلة، إنها صاحبة همة ولم تمنعها إعاقتها السمعية عن السير نحو التميز، فبفضل الله ثم باهتمام دولتها وأسرتها، استطاعت قهر التحديات والوصول لأهدافها، التي ستسعى لتحقيقها حتى النهاية. فكان عدم نطقها وتلعثمها في الكلام حافزاً لكسر حاجز الصعوبات، وكان فقد سمعها تحدياً كبيراً من تحديات حياتها الجميلة التي تحمد الله عليها.
ومن الجوائز التي حصلت عليها مريم المرزوقي، جائزة حمدان للأداء التعليمي المتميز في الدورة الثانية والعشرين، بعد رحلة من التحديات وسجل حافل بالإنجازات، وحصلت كذلك على جائزة التحبير لعامين متتاليين بالمركز الأول فئة الأطفال. تقول مريم، إنها حصلت على دعم من والديها منذ نعومة أظفارها، ما دفعها إلى العمل على تعزيز هواياتها والطموح بمستقبل باهر، حيث تعشق الرسم والطبخ والقراءة، وتطمح إلى أن تكون طبيبة أطفال ورسامة تمارس الفن وتنقل الرسائل بكل إيجابية للعالم.
