تمكّن جرّاحون في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، أحد مرافق الرعاية الصحية التابعة لشبكة مبادلة، من إجراء عملية جراحية ناجحة بأقل تدخّل جراحي لإصلاح الصمام التاجي الراشح لمريضة تعاني من حالات صحية خطيرة عبر تقنية البث المباشر.
وكانت المريضة قد قامت بزيارة المستشفى في شهر مارس الماضي وهي تعاني من وذمة رئوية، وهي عبارة عن تجمّع غير طبيعي للسوائل في الرئتين نتيجة إصابتها بفشل القلب الاحتقاني. وبعد إجراء تقييم شامل لتاريخ المريضة الطبي، خلُص فريق الرعاية مُتعدد التخصصات في المستشفى إلى ضرورة إجراء عملية إصلاح فورية للصمام التاجي الراشح في قلب المريضة باستخدام مشبك معدني طبي لمنع تدفق الدم في الاتجاه المُعاكس نحو القلب، وهي حالة مرضية تُعرف باسم «قلس الصمام التاجي».
وقال الدكتور محمود طرينة، أخصائي طب القلب التداخلي في معهد القلب والأوعية الدموية في المستشفى، بأن الفريق الجراحي قرّر إجراء عملية قسطرة بأقل تدخل جراحي للمريضة البالغة من العمر 67 عاماً والمُقيمة في مدينة العين نظراً لكونها مصابة بحالات مرضية مُصاحبة، بما فيها انسداد الشرايين ومرض الرئة، ما يجعلها غير مناسبة للخضوع لجراحة القلب المفتوح.
واضاف «دائماً ما يُرافق الجرّاحين العاملين في غرفة العمليات أحد الخبراء الفنيين التابعين للشركة المُصنعة لمشابك صمامات القلب كجزء من التزام المستشفى بأفضل الممارسات العالمية في هذا المجال، ويقدّم هذا الخبير دعماً فنياً للجرّاحين أثناء العملية الجراحية، ويزود طاقم تحضير غرفة العمليات بالمعلومات والتفاصيل اللازمة حول كيفية استخدام النسخ الجديدة من الأدوات، وتُعتبر المساعدة التي يقدمها الخبير مهمة جداً لضمان تحقيق أفضل النتائج الطبية».
وأضاف الدكتور طرينة بأن المستشفى لم يتمكّن من إحضار الخبير إلى المستشفى نظراً لوضع قيود الزيارة االناجمة عن تفشّي وباء كوفيد - 19.
"لم نُرد تأجيل العملية لأن صحة المريضة ستستمر في التدهور إذا لم تخضع لهذا العلاج وستكون حياتها في خطر، لهذا، قمنا بابتكار تكنولوجيا جديدة للتعامل مع هذا الوضع الاستثنائي"، يقول الدكتور طرينة.
قام الفريق الطبي المؤلف من أطباء القلب، وأطباء التخدير، واستشاريي غرف العمليات، وفريق الممرضين بإعداد منصة بث مباشر بالتعاون مع قسم تكنولوجيا المعلومات التابع لمستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي لتمكين فريق الجرّاحين من التواصل مباشرة مع الخبير الفني أثناء إجراء العملية الجراحية.
وفي تعليقه على هذا الأمر قال الدكتور طرينة: "إلى جانب منصة البث المباشر، قمنا بربط كاميرات عالية الجودة بأيدينا لتمكين الخبير الفني من رؤية ما نقوم به بشكل واضح وبدقة عالية. كما قام الفريق الطبي بإرسال البيانات الرئيسية، بما فيها مقاطع فيديو التصوير بالموجات فوق الصوتية والصور الملتقطة بواسطة الأشعة السينية، إلى الخبير بشكل آني".
من جهتها قالت المريضة بأنها كانت قلقة من احتمالية إصابتها بفيروس كورونا أثناء فترة مكوثها في المستشفى، لكن مخاوفها سرعان ما تبددت بعد أن طمأنها فريق الرعاية الصحية في المستشفى بأن صحتها ستكون على ما يرام.
