في عام 1970 شاركت الإمارات في معرض أوساكا إكسبو في اليابان، وفي العام المقبل ستشارك اليابان في معرض «إكسبو دبي 2020» مما يعطي دلائل كبيرة على استمرار وتطور العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وحرص الجانبان على تعزيز العلاقات الثنائية الوثيقة والمتطورة والتي استمرت 50 عاماً مستفيدة في ذلك من دعم القيادة الرشيدة في كلا البلدين وحرصهما على تعزيز أواصر التعاون المشترك في المجالات كافة.

وتتواصل علاقات البلدين منذ قيامها في إطار من الصداقة والمصالح المتبادلة وتعود بدايتها إلى ما قبل تأسيس اتحاد دولة الإمارات من خلال المبادلات التجارية التي كانت تقوم بها الشركات اليابانية في منطقة الخليج العربي وتعد اليابان من أوائل دول العالم التي أقامت علاقات دبلوماسية مع دولة الإمارات في عام 1971 ومن ثم افتتاح سفارة لدولة الإمارات في طوكيو في ديسمبر 1973 وسفارة لليابان في أبوظبي في أبريل 1974.

وتؤكد القيادة الرشيدة لكلا البلدين الصديقين على أهمية مواصلة تعزيز التعاون فيما بينهما في ظل مجموعة كبيرة من الاتفاقيات ومذكرات التعاون والتي تزيد على 25 اتفاقية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والتربية والتعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتكنولوجيا اليابانية والصناعة والفضاء.

وشهدت العلاقات بين البلدين زيارات متبادلة لكبار قادة البلدين، حيث قام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بزيارة تاريخية إلى اليابان في مايو 1990 التقى خلالها كبار المسؤولين اليابانيين وفي مقدمتهم الإمبراطور أكيهيتو.

تعاون

وفي مايو عام 2011 قام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بزيارة إلى اليابان والتقى سموه بعدد من المسؤولين اليابانيين ورجال الأعمال وتحادث معهم حول علاقات الصداقة التاريخية القائمة بين شعب الإمارات والشعب الياباني الصديق، مؤكداً سموه حرص الإمارات رئيساً وحكومة وشعباً على تطوير هذه العلاقات واحترامها والحفاظ عليها لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الصديقين.

وفي عام 2007 قام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بزيارة تاريخية لليابان استمرت ثلاثة أيام التقى خلالها إمبراطور اليابان ورئيس الوزراء شينزو آبي الذي قام بزيارة مماثلة للدولة في العام نفسه، كما قام سموه في عام 2014 بزيارة أخرى لليابان ولقاء الإمبراطور اكيهيتو إمبراطور اليابان في طوكيو.

ولدى زيارة شينزو آبي رئيس وزراء اليابان للإمارات العام الماضي، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن العلاقات الإماراتية - اليابانية علاقات استراتيجية تستند إلى تاريخ طويل من التعاون والتفاهم منذ بداية العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين، وتقوم على أسس قوية من المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، ما جعلها نموذجاً متميزاً للعلاقات بين الدول الصديقة التي تعمل من أجل رفاهية وتنمية وتقدم شعوبها وتسعى إلى السلام بين الدول والشعوب المختلفة.

وتشهد العلاقات الاقتصادية بين البلدين نمواً وازدهاراً مستمرين، حيث تعتبر اليابان الشريك التجاري الأكبر لدولة الإمارات في العالم، وبحسب إحصائيات وزارة الاقتصاد، وصل حجم التبادل التجاري غير النفطي بين الإمارات واليابان 58.1 مليار درهم بنهاية عام 2017، محققاً قفزة كبيرة، بزيادة 4.6 مليارات درهم (1.2 مليار دولار)، ونمواً 8.4% مقارنة بعام 2016 الذي بلغ فيه حجم التبادل التجاري بين البلدين 53.5 مليار درهم، فيما تشير الإحصاءات إلى أن الاستثمارات اليابانية في الإمارات لعام 2015 بلغت 14.5 مليار درهم

ولعبت الاستثمارات والتكنولوجيا اليابانية المتطورة دوراً حيوياً في دعم مسيرة التنمية في دولة الإمارات، لاسيما في قطاعات التكنولوجيا المتقدمة والطاقة المتجددة، والنقل، والطيران والرعاية الصحية عبر وجود أكثر من 100 شركة يابانية بأسواق الدولة، ونحو 200 وكالة وأكثر من 10 آلاف علامة تجارية يابانية مسجلة فيما تأتي دولة الإمارات ضمن أكبر خمس دول مصدرة للنفط لليابان وتحتل المرتبة الثامنة في شراكتها مع اليابان وسابع أكبر سوق لمعدات النقل اليابانية كما تحتل الإمارات المرتبة الأولى في تصدير الغاز الطبيعي المسال والثانية في تصدير النفط الخام.

منتدى الأعمال

وشكلت أجندة عمل منتدى الأعمال الإماراتي الياباني الذي عقد في أبوظبي منتصف العام الماضي نقطة تحول جديدة في تعزيز علاقات التعاون المتميزة بين دولة الإمارات واليابان وعلى نحو يستشعر صواب النهج الذي توسع بينهما في السنوات الأربع الماضية وأثمر عن شراكات ضخمة جمعت القطاعين العام والخاص في كلا البلدين وذلك وفقاً لما أكده مسؤولون شاركوا في المنتدى.

وفي أبريل 2017 تم توقيع مذكرتي تعاون بين الإمارات واليابان تم بموجبهما تسهيل إجراءات الدخول لمواطني دولة الإمارات حملة جواز السفر العادي إلى الأراضي اليابانية، حيث أصبح بإمكان المواطنين الراغبين بالسفر إلى اليابان لأغراض السياحة والأعمال والمهام الرسمية تقديم جوازات سفرهم إلى سفارة اليابان في أبوظبي أو القنصلية العامة لليابان في دبي أو أية بعثة دبلوماسية أو مكاتب تمثيلية لليابان في جميع دول العالم لتسجيل بيانات دخولهم للأراضي اليابانية من خلال ملصق إلكتروني يوضع على الجواز مدته 3 سنوات أو للمدة المتبقية من صلاحية الجواز ذاته وذلك من دون رسوم، ويسمح هذا الملصق لمواطني دولة الإمارات بالبقاء في الأراضي اليابانية لمدة أقصاها 30 يوماً.