قال الشيخ عبد الله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم، إن واجب الجميع اليوم، هو العمل متحدين والتفكير سوياً للخروج بالعالم من وضع التوتر والاحتراب الذي يعيشه، مبرزاً دور رجل الدين المتمثل في تأصيل السلام بمراجعة المفاهيم وتقديم القراءة الصحيحة والتأويل السليم.

جاء ذلك في كلمة ألقاها بن بيه بمناسبة اجتماع قادة الديانات العالمية، الذي نظمته وزارة الخارجية الألمانية في برلين، وجاءت مشاركة بن بيه، استجابة لدعوة رسمية من وزير الخارجية الألماني، زيغمار غابريل، لبحث دور الأديان وقدرتها على صنع السلام، وكيف يمكن منع استغلال الأديان في إذكاء الحروب وإثارة النزاعات.

وفي سياق مناقشة النماذج الناجحة وتبادل التجارب، قام الشيخ بن بيه بعرض بعض مبادرات منتدى تعزيز السلم، مركزاً في حديثه على أهمية إعلان مراكش التاريخي، الذي أصدره المنتدى بمشاركة عدد كبير من العلماء المسلمين، وحضور ممثلين عن كل الأقليات الدينية الموجودة في العالم الإسلامي.

وذلك لتقديم الرؤية الصحيحة للإسلام حول المواطنة، حيث استلهم المنتدى هذه الرؤية من رحم الإسلام، بإحياء وثيقة المدينة المنورة، التي تعتبر أول دستور يعترف بالتعددية الدينية في المجتمع الواحد، مؤكداً أن وثيقة المدينة لم تنسخ، ولا تزال صالحة للاستمداد والاستلهام في صياغة المواطنة المعاصرة.

كما عرض بن بيه كذلك الأبعاد التجديدية لمبادرة حلف الفضول، التي أطلقها المنتدى من أبوظبي، عاصمة التسامح والتعايش، مطلع مايو الجاري، باستقباله لأول قافلة أميركية للسلام، تمثل ديانات العائلة الإبراهيمية، والتي تضم عدداً من الحاخامات اليهود والقساوسة الإنجيلين والأئمة المسلمين من 10 ولايات أميركية.