مستنيراً بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، التي كانت على الدوام مصدر إلهام لرؤية وطموحات وخطط إمارة دبي، وعلى قاعدة من الإبداع والنظرة الشمولية والحرص على رفعة الوطن والمواطن.. تأسست رؤية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، مترافقة مع جهود مباركة من العمل الدؤوب على تعزيز مسيرة التنمية الزاهرة.

ومنذ رئاسة سمو الشيخ حمدان بن محمد للمجلس التنفيذي في دبي في الثامن من سبتمبر 2006، ظهرت بصمات سموه واضحة بالعمل اليومي الذي لا ينقطع والهمة العالية، من خلال اطلاق المبادرات والقرارات والتوجيهات المباشرة في التطوير لحفظ الأمن والنظام، وتوفير المرافق العامة، وتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي، من منطلق الحرص البالغ للوصول إلى المراكز الأولى، وتقديم دبي للعالم رائدة الحاضر وترجمان المستقبل.

وكان لاطلاق خطة دبي 2021 الأثر الأبرز في تقديم مستقبل الإمارة ناصعاً مشرقاً يصف المدينة عبر منظورات شاملة ومتكاملة تبدأ من الفرد وتنتهي إليه، مستخلصة أبرز الركائز الواجب توفرها في مجتمع الإمارة، مواطنين ومقيمين، للنهوض بعبء التنمية وصياغة المدينة النموذج عبر تماسك أفرادها وتلاحمهم واحترام تعدد الثقافات والتعايش بانسجام.

وأطلق سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم العديد من المبادرات والمراسيم والقرارات والتوجيهات، بهدف تطوير الأفكار والحلول المبتكرة في دبي انسجاما مع رؤية القيادة الرشيدة لتحقيق المراكز الأولى عالميا في مجال الابتكار، وتسخير التكنولوجيا لخدمة الإنسان في سبيل حياة أفضل وأسعد للمجتمع، فضلا عن تعزيز الخدمات الحكومية والبنية التحتية في إمارة دبي، وتمكين المتعاملين من الوصول إلى جميع الخدمات وإجراء جميع المعاملات من خلال منصة واحدة.

ابتكار

فقد أطلق سموه في مطلع العام الماضي مبادرة «شركاء دبي للابتكار» الهادفة إلى التعاون مع عدد من الشركات العالمية الرائدة في مجال الابتكار لطرح وتطوير أفكار وحلول مبتكرة في دبي وبما يتوافق مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في جعل دبي المدينة الأكثر ابتكارا في العالم، وتعني المبادرة باستقطاب نخبة من الشركات العالمية الرائدة في مجال الابتكار لإطلاق مشاريع وبرامج مبتكرة في دبي والتعاون مع هذه الشركات لطرح أفكار وحلول تعمل على تحسين جودة الحياة في مختلف المجالات وضمان مستقبل أفضل.

كما أطلق سموه في فبراير الماضي مبادرة ابتكارية في القمة الحكومية الثالثة حيث أعلن سموه عن إطلاق جائزة «الإمارات للروبوت والذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسان» وتبلغ قيمة الجائزة المحلية مليون درهم والعالمية مليون دولار، اتساقاً مع رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله الذي أعلن عام 2015 عاما للابتكار، وتهدف جائزة الإمارات للروبوت والذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسان إلى تكريم أفضل تطبيق للروبوت والذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسان إذ تركز على استخدامات الروبوت في ثلاثة مجالات أساسية هي التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية.

واعتمد سموه في شهر يوليو الماضي قراراً خاصاً بالهيكل التنظيمي العام لدائرة حكومة دبي الذكية، ونص القرار على اعتماد الهيكل التنظيمي العام للدائرة على أن يكون لمدير الدائرة صلاحية إصدار القرارات اللازمة لتنفيذ أحكام هذا القرار بما في ذلك اعتماد مهام الوحدات التنظيمية المشمولة بالهيكل التنظيمي المعتمد بموجب أحكامه.

خطة طويلة

كما وجه سموه في أولى اجتماعاته مع فريق عمل مركز محمد بن راشد للفضاء مجلس الإدارة الجديد للمركز بالبدء بإعداد خطة طويلة المدى لمدة 15 عاما تشمل كافة المشاريع والبرامج الفضائية التي يعتزم المركز تطويرها ووضعها في إطار استراتيجي متوافق مع رؤية الإمارات ورؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله بأن تكون دولة الإمارات ضمن الدول الكبرى في علوم الفضاء بحلول العام 2021.

وفي سبتمبر الماضي اعتمد سموه قراري المجلس التنفيذي رقمي 41 و42 لسنة 2015 بشأن لجنة التظلمات المركزية لموظفي حكومة دبي المشكلة بموجب قرار المجلس التنفيذي رقم 20 لسنة 2008 والملحقة بالمجلس التنفيذي للإمارة.

إنتاج الكهرباء

واعتمد سموه القرار رقم 43 لسنة 2015 بشأن رسوم مكتب التنظيم والرقابة لقطاع الكهرباء والمياه في دبي بما يمكن المكتب من ممارسة المهام المنوطة به بموجب القانون رقم 6 لسنة 2011 بشأن تنظيم مشاركة القطاع الخاص في إنتاج الكهرباء والمياه المحلاة في الإمارة.

واعتمد سموه قرار المجلس التنفيذي رقم 44 لسنة 2015 بشأن الهيكل التنظيمي لبلدية دبي بهدف تمكينها من تنفيذ خططها الاستراتيجية بصورة أكثر كفاءة وفاعلية وتوفير المقومات اللازمة لقيامها بالدور المأمول منها وتطوير خدماتها المقدمة للمتعاملين معها بما يحقق تميزها على المستويات كافة ويعزز من إسهامها في مسيرة التنمية الشاملة في الإمارة.

وفي نوفمبر الماضي أطلق سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم عملية التصويت على أفضل مبادرة حكومية لعام 2015 عبر التطبيق الذكي الخاص ببرنامج حمدان بن محمد للحكومة الذكية والمتوفر على متجري «أبل» و«أندرويد» والموقع الإلكتروني vote.dtmc.gov.ae.

أذكى مدينة

وترجمة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الرامية لتحويل دبي إلى أذكى مدينة في العالم، دشن سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، في شهر أبريل الماضي نظام «مكاني» للعنونة الجغرافية الذكية، ويمكن النظام الجديد مستخدميه من الوصول إلى الوجهات المختلفة في الإمارة بدقة متناهية تصل إلى متر مربع واحد فقط.

كما وجه سموه بتبني حكومة دبي لأطر ومبادئ منظومة الجيل الرابع من التميز الحكومي والتي كان أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في مارس من العام الحالي للانتقال بحكومة الإمارات بجهاتها ومؤسساتها المختلفة إلى مرحلة جديدة من مراحل التميز القائم على أسس ومعايير مبتكرة تسعى في مجملها إلى تحقيق أعلى معدلات الرضا والسعادة للمجتمع.

كما اعتمد سموه القرار رقم 12 لسنة 2015 بشأن تخطيط القوى العاملة لحكومة دبي والقرار رقم 13 لسنة 2015 بشأن إطار الكفاءات السلوكية والفنية لموظفي حكومة دبي. ويهدف نظام تخطيط القوى العاملة لحكومة دبي إلى وضع إطار تنظيمي وتطبيقي لتخطيط القوى العاملة في الجهات الحكومية بالكيفية التي تحقق التوازن المطلوب في أعداد القوى العاملة والكفاءات المهنية على المديين القصير والطويل وبما يسهم في توطين الوظائف لدى تلك الجهات الحكومية وفقا للسياسات والتوجيهات المعتمدة في هذا الشأن إلى جانب تحديد أدوار ومسؤوليات الجهات الحكومية فيما يتعلق بتخطيط القوى العاملة بشكل واضح.

خطة دبي 2021 ترسم مستقبل الإمارة

تم إطلاق مشروع تطوير خطة دبي 2021 في أواخر عام 2013 بناءً على توجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، استكمالاً لخطة دبي الاستراتيجية 2015 التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في عام 2007.

وتعتبر توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مصدر إلهام لرؤية وطموحات وخطط إمارة دبي، حيث تم الاستناد إلى رؤية سموه التي رسمها لمستقبل الإمارة والدولة في تطوير الإطار الاستراتيجي لخطة دبي 2021.

مؤشرات الخطة

وتستهدف الخطة مؤشرات الأداء الرئيسية متضمنة المستهدفات الكمية لكل محور ففي محور «موطنٌ لأفرادٍ مبدعين وممكَّنين، ملؤُهم الفخرُ والسعادة» تستهدف الخطة تحقيق أن تكون دبي في عام 2021 ضمن أفضل 15 دولة في تقييمات TIMSS، وأن 100 % من الإماراتيين يفتخرون بهويتهم وثقافتهم وقيمهم، و70 % من أولياء الأمور يقرأون لأبنائهم ما دون سن المدرسة.

بينما في محور «مجتمعٌ متلاحمٌ ومتماسك» فإن المستهدفات تتمثل في 90 % يعتقدون بأن ذوي الإعاقة مدمجون، وأن 100 % من الأفراد يشعرون بالاحترام، و90 % يعتبرون دبي مكاناً ملائماً لإنشاء أسرة، و95 % بإمكانهم الاعتماد على أصدقائهم وأقربائهم.

وفي محور «المكانُ المفضل للعيش والعمل، والمقصدُ المفضّلُ للزائرين» فتتمثل المستهدفات التي تسعى الخطة لتحقيقها في 2021 بأن نكون ضمن أفضل 20 دولة في جودة الحياة، وأن 100% نسبة الشعور بالأمن والأمــان في دبي و95 % راضون عن مستوى المعيشة في دبي.

أما مستهدفات محور «مدينةٌ ذكيةٌ ومستدامة» فهي: 95 % يشعرون بالرضى عن جودة البنية التحتية، وخفض استخدام الكهرباء للفرد بنسبة 12 %، وخفض استخدام الماء للفرد بنسبة 20 %، وخفض إنتاج النفايات البلدية للفرد بنسبة 37%.

وفي «محور رئيس في الاقتصاد العالمي» فإن مستهدفات هذا المحور هي: نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بمعدل 5%، وأن يكون ميناء «جبل علي» الأول إقليمياً والعاشر عالمياً، ومطار دبي الدولي الأول إقليمياً والخامس عالمياً، ودبي كمركز مالي عالمي الأول إقليمياً والخامس عالمياً، ودبي الأولى عالمياً في سهولة ممارسة الأعمال.

وتركز مستهدفات المحور السادس والأخير «حكومة رائدة ومتميزة» على أن 95 % يشعرون بالرضى عن الخدمات الحكومية، وأن دبي الأولى عالمياً في الكفاءة الحكومية، إلى جانب أن تكون نسبة المباني الحكومية الخضراء 100 %.

«بناة المدينة»

اطلق سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، «سباق بناة المدينة» في 9 ديسمبر 2014، ويتبنى السباق الذي يديره مركز نموذج دبي، التابع للأمانة العامة للمجلس التنفيذي طريقة عمل جديدة توفر للجهات الحكومية البيئة المناسبة للتعاون على إيجاد حلول ومبادرات مبتكرة وجديدة للخدمات المشتركة بين أكثر من جهة حكومية، وكذلك صنع خدمات حكومية جديدة لجميع شرائح المجتمع.