مارس الإماراتي منذ القدم العديد من الحرف والمهن، بعضها لا يزال حاضراً، والبعض الآخر يعاني في ظل تقلص الإقبال عليه مع مرور الوقت نظراً لتوفر البدائل. وفي أوقات خالية زاد اهتمام السكان بمهن دون سواها نظراً لصعوبة إيجاد بدائل عنها، وبحكم إنتاجيتها في كثير من المسميات التي تكفي للمأكل والمشرب، وحتى لشراء الكثير من الاحتياجات والمستلزمات.
تلك الملامح تجسدها مهنة تربية الأغنام والإبل والأبقار، التي واظب عليها كثير من الناس، وأمست القاسم المشترك لكثير من مناطق الدولة، إذ لا يكاد بيت أو مزرعة يخلوان من هذه الحيوانات، التي أغنت المجتمع بخيراتها وفوائدها المتعددة، ابتداءً من حليبها ولحومها وجلودها وصوفها الذي استغل قديماً في صناعة الاحتياجات الأساسية كالملابس والأحذية والبيوت التقليدية، ناهيك عن بيعها وشرائها.
إلى اليوم تظل تربية الحيوانات مهنة رئيسية ومصدر دخل للعديد من الأسر الإماراتية، فعلى الرغم من واقع الرخاء والرفاهية وظروف العيش العصرية، وتوافر البدائل الكثيرة، إلا أن أهل الإمارات عموماً لم يتنازلوا عن ممارسة هذه المهنة، التي شجعت الدولة عليها من خلال توفير المزارع والمساحات المخصصة للمواشي، وتقديمها العناية الصحية اللازمة لها، ودعم أصحابها بالأعلاف.
واليوم أيضاً، يشهد المجتمع تنافساً كبيراً بين أبناء الإمارات الساعين إلى امتلاك أجود أنواع المواشي وبأسعار مرتفعة، إضافة إلى تهجين بعضها للحصول على سلالات جيدة وإنتاج وفير، ولعل من أبرز أنواع الأغنام المعروفة محلياً وخليجياً: النعيمي والصلالي والنجدي.