حدوث مشكلة ما في وظائف الكلى قد تفقد الجسم توازنه، فهي من الأعضاء الأساسية التي لا يقل دورها عن الكبد والقلب والرئتين، إذ تعمل على حفظ التوازنات المائية والهرمونية والمعدنية، فالكلية ليست عضوا لاستقبال مخلفات الجسم، بل مصفاة للدم، وآلة لإزالة النفايات من الجسم، كما أنها تساعد في تنظيم مستويات المواد الكيميائية والضغط الدموي، وتنتج الكلية البول كنتاج نهائي الذي يتكون من نسبة عالية من الماء تصل إلى 70%، إضافة إلى المعادن الإضافية التي لا يحتاجها الجسم وبعض المركبات الناجمة عن عمليات احتراق الجسم، وتكمن خطورة أمراض الكلى أو الجهاز البولي في تأخر تشخيص قصورها الوظيفي، حيث يكون في بدايته مجرد حالة يمكن السيطرة عليها بسهولة، ويزيد الإهمال تعقيدها.

حصى الكلى

وللتعرف على بعض المعلومات عن أمراض الكلى والمسالك البولية والوقاية منها كان اللقاء مع الدكتور مناف قندقجي أخصائي مسالك بولية وتناسلية في دبي، الذي قال ان الأمراض التي تصيب الكلى والمسالك البولية متعددة، منها تشكل الحصى الذي يأتي نتيجة لعدم التوازن بين كمية الأملاح المعدنية البلورية وكمية الماء التي يستقبلها الجسم، ويمكن تشبيه ذلك بشرب الشاي، فعند وضع ملعقة سكر أو ملعقتين يسهل على الماء تذويب كمية السكر، ولكن إذا زادت كمية السكر عن الوضع الطبيعي، ستكون هناك صعوبة في ذوبان السكر في الماء، لأن حلاوة الشاي تجاوزت حلاوة السكر المضاف، كذلك الحال مع الكلى التي تضم العديد من البلورات المعدنية التي يفرزها الجسم نتيجة للعمليات الغذائية والاستقلابية، وبالتالي تتطلب كميات كبيرة من الماء تكفي لذوبان هذه البلورات.

تشكل الحصى وتفتيتها

تشكل حصى الكلى يعود لسببين، احدهما قلة الماء أو زيادة في عدد البلورات المعدنية التي يفرزها الجسم نتيجة وجود مشكلة في العملية الاستقلابية أو بعض الأمراض التي تتسبب في ذلك، ومنها الغدة الدرقية.

وأضاف الدكتور قندقجي أنه في الماضي كان التدخل الجراحي العلاج الفعال لحصى الكلى، أما اليوم فقد سهلت الطفرة العلمية والطبية المهمة على الطبيب والمريض، إذ أصبح بالإمكان تفتيت الحصى خلال أوقات بسيطة وبدون الشعور بالألم الذي كان يتجرعه المريض في السابق، من خلال استخدام الموجات الصوتية التي تعمل على تفتيت الحصى، وهناك بعض أنواع الحصى التي تقبع في أماكن معينة تتطلب التدخل بالمنظار، سواء كان بالطريق الطبيعي عن طريق الحوالب أو بالفتحات الجانبية، وفي كلا الحالتين يمكن للمريض أن يغادر المستشفى بعد مدة زمنية بسيطة، لافتاً إلى أن التدخل الجراحي الذي تلجأ له بعض المراكز والمستشفيات ناجم عن نقص إمكانياتها وليس شدة وتعنت الحالة.

تشكل الرمل

وأشار إلى أن وجود الرمل يعد النواة الأساسية لتكون الحصى في الكلية، وفي الوضع الطبيعي قد يتخلص الإنسان من الرمل عند التبول، ولكن حدوث جرح أو التهاب في الكلية قد يتسبب في تشكل نواة تستقطب حبيبات الرمل التي تتجمع وتتحول إلى حجر، ومع الإهمال ومرور الوقت يزداد حجمه ليؤثر على الوظائف الأساسية للكلية، ويتطلب علاجه جلسة مطولة مع المريض ليتعرف على كمية الماء والعادات الغذائية والأطعمة التي يتناولها المصاب بالرمل أو الحصى، فهناك بعض الأشخاص الذي يأكلون باتجاه واحد، أي انهم يكررون الوجبات الغذائية نفسها بشكل يومي، ما يتسبب ذلك في زيادة بعض الأحماض أو الأملاح في الجسم.

أوضح مناف قندقجي أخصائي المسالك البولية والتناسلية أنه لا توجد كمية مياه محددة بشكل دقيق يمكن تطبيقها على جميع الحالات، وذلك بسبب اختلاف خصائص كل شخص عن الآخر، فالشخص الذي يقضي يومه بدون أن يبذل جهدا فإن يستهلك ما يقارب لترا ونصف لتر من الماء، تتوزع هذه الكمية على البول الذي تفرزه الكلية، والماء الذي يتبخر مع عمليات التنفس والكلام، إضافة إلى الماء الذي ينتشر على أجزاء الجسم لحفظ درجات الحرارة، ولكي نعوض الجسم عن الماء المفقود ويصل إلى حالة التوزان "نقطة الصفر" لا بد من شرب لتر ونصف لتر من الماء، أما في الحالات التي يبذل فيها الإنسان مجهودا في العمل لا بد أن يرافق ذلك زيادة في تناول كميات كبيرة من الماء.

 

كيس الماء

 

تظهر في بعض الأحيان أكياس مائية داخل الكلى، وتبرز عادة لدى الأطفال حديثي الولادة نتيجة عيوب خلقية، وتكون في بعض الأحيان بسيطة وقليلة، وتزداد في أحيان أخرى، ولا يشكل وجود مثل هذه الأكياس خطورة على المولود ويمكن استئصالها عن طريق التدخل بالمنظار، وهناك أيضا نوع آخر من الأكياس المائية، تبرز لدى كبار السن، ويكون الإنسان أكثر عرضة لحدوثها كلما تقدم به العمر، ولا يصنف الكيس المائي على أنه مرض بل هو حالة، ولكن إهمال علاجه والتأخر في تشخيصه قد يحوله إلى مرض.

أعراض سلس البول يؤرق النساء والرجال

سلس البول من الأمراض التي يعاني منها العديد من الأشخاص في العالم، ويحدث هذا المرض عند الرجال نتيجة تضخم البروستات الموجودة تحت المثانة وحول المجرى البولي، وتتسبب في انسداده بشكل يعيق عملية تفريغ المثانة، ويؤدي ذلك إلى احتباس البول وإثارة المثانة وتحسسها، ما يترتب عليه نزول البول بين الحين والآخر بشكل لا إرادي، وتعزى أسباب الإصابة به عند النساء إلى عملية التحكم بالعضلة القابضة، التي تضعف بكثرة الولادات وما يرافقها في بعض الأحيان من عمليات قيصرية والتي تسهم في ضعف الأربطة والتحكم بالعضلات، وأكثر أنواع السلس البولي عند النساء ذلك الناجم عن الضغط المفاجئ أو الحركات المفاجئة.

سلس البول التوتري

يتميز بتسرب كمية ضئيلة من البول عندما تسعل أو تعطس أو ترفع جسماً ثقيلا أو تمارس مجهودا بدنيا أو تفعل أي شيء يفرض ضغطا على مثانتك. سلس البول التوتري يكون أكثر شيوعاً في النساء بعد الولادة وفي الرجال بعد جراحة للبروستاتا . وهو أكثر أنواع سلس البول شيوعاً في النساء تحت سن الستين.

سلسل البول الإلحاحي

يحدث عندما تصاب المثانة بتشنج، فهي تنقبض فجأة فتطرد البول دون سابق إنذار أو بقليل منه. هذا النوع من سلس البول يكون أكثر شيوعا في الرجال والنساء فوق سن الستين.

سلس البول الفيضي

هو أقل شيوعاً بكثير ولكنه يمكن أن يحدث في الرجال الذين يعانون تضخم البروستاتا أو في النساء إثر جراحة بالحوض. فنتيجة للانسداد الجزئي، لا تتمكن المثانة من التفريغ التام، وقد يقطع البول بشكل متكرر. وقد يحدث أيضاً عندما تصبح المثانة شديدة الضعف بسبب مشكلات عصبية.

سلس البول العامر

يتسبب عن حالة مؤقتة أو متقلبة تغيرها وتحدث غالباً في الأشخاص الذين تعدوا الخامسة والستين. العوامل التي غالبا ما تسبب سلس البول العابر هي انخفاض مستويات الإستروجين، بعض الأدوية (مثل المهدئات ومعوقات قناة الكالسيوم)، الهذيان ، عدوى القناة البولية، شرب كميات كبيرة من السوائل، تناول مشروبات مدرة للبول (مثل القهوة أو الكحول)، هبوط القلب ، تعذر الذهاب إلى المرحاض عندما تلح الحاجة إلى التبول، وانحشار البراز.

خيارات العلاج

إذا كان الشخص يعاني سلس البول عليه التوجه إلى الطبيب.

بعد أن يطلع الطبيب على تاريخه المرضي كي يستبعد الأسباب الأخرى المحتملة، فسوف يجري فحصا للجهاز التناسلي.

العوامل الفيزيولوجية للتبول اللاإرادي عند الطفل

 

تتمثل العوامل الفيزيولوجية في وجود أسباب تتعلق بالنوم العميق لدى الطفل، وعادة ما ترتبط العوامل الاجتماعية والتربوية والنفسية بالعوامل الفيزيولوجية في أسباب التبول اللاإرادي عند الطفل.

إن معاناة الطفل من هذه المشكلة تنعكس على حالته النفسية، فيصاب بالاكتئاب والإحراج بين زملائه، ويشعر بالنقص والدونية، ويلجأ إلى الانزواء والابتعاد عن الأنشطة الاجتماعية، وقد يكون عرضة لسخرية اخوته وزملائه فيثور بعصبية وقد يلجأ للعنف، ومما يزيد من حالته توبيخ الأم له وتوجيه العقاب البدني مما يزيد ذلك من استمراره في التبول.

طرق الوقاية من الفشل الكلوي

الفشل الكلوي من الحالات التي تصاب بها الكلية نتيجة إهمال تشخيص وعلاج العديد من الأمراض، يتصدرها مرضا السكر وارتفاع ضغط الدم، وعلى الرغم من خطورة الحالة التي تصل لها الكلية، إلا أنه يمكن السيطرة على أسبابها، إضافة إلى ذلك تعد الالتهابات الكبدية وحصوات الكلى وانسداد المسالك البولية من أسباب الإصابة بالفشل الكلوي الذي يتسبب في تراكم الفضلات وتجمع السوائل في الجسم، ويصنف الفشل الكلوي على أنوع متعددة من أبرزها الحاد والمزمن.

مرض الفشل الكلوي هو نتاج لعدة أمراض ويمكن لأي شخص أن يجنب نفسه الإصابة بهذا المرض من خلال التحكم بالسكر، والحفاظ على مستوياته الطبيعية في الدم، إضافة إلى تجنب تناول أي عقاقير بدون استشارة الطبيب، لأن كثيرا من الأدوية تحتوي على مواد سامة قد تضر الكلى، وتتسبب في تدهور وظائفها، كما أنه من الضروري أن تعالج الالتهابات المتكررة والمواظبة على عمل الفحوصات بشكل دوري. كما أن العجز الكلوي يمكن أن يخفي أمراضا أخرى جانبية مثل سرطان جهاز الإفراغ مما يستوجب التكفل باستكشافات معمقة لدى المرضى. وتشير الأبحاث العلمية الى أن القصور الكلوي يمكن أن ينجم عن سرطان في المسالك البولية ومن الضروري القيام بدراسات عيادية وتحاليل بيولوجية لتحديد أصل المرض لدى المرضى.

 والسرطان في طب الكلى يشغل على وجه الخصوص الأطباء المتخصصين، لأن الكلية هي عضو حيوي ويجب الحفاظ على طاقته الكلوية.خاصة وأن أورام مسالك الإفراغ مثل المثانة والبروستات والاحليل والمبيض أو الرحم يمكنها أن تضغط على الكلى التي يقل عملها مع تطور المرض ويؤدي إلى عجز كلوي. إن فئات الأشخاص المعرضين للخطر هم من جنس الذكور الذين تفوق أعمارهم 60 سنة والذين يعانون من السمنة على مستوى البطن والحصى في الكلى والتهابات الجهاز التناسلي المتكررة.ويمكن أن يكون السبب في السرطانات الكلوية زرع الكلية خلال مدة 10 إلى 15 سنة وبالتالي من الضروري مراقبة المريض الذي استفاد من عملية زرع للكلى من خلال القيام بتحاليل منتظمة.

إن أهم العوامل المسببة للسرطان هي التدخين وارتفاع معدل الحياة والنساء اللواتي لا يرضعن أطفالهن.

نصائح

شرب الماء يومياً

 

تناول الماء بكميات كبيرة من الضروريات، وتعتمد كمية الماء الذي يتناوله الشخص على كمية الجهد المبذول، وفي الحالات الطبيعة ومن دون بذل مجهود فإن أعضاء الجسم تستنزف ما يقارب ليتراً ونصف الليتر من الماء، كما أن الإكثار من تناول كميات المياه قد يكون ذا تأثير سلبي في الأشخاص الذين يعانون من بعض الأمراض، ومنها القلب. لذلك مطلوب شرب الماء ما يعادل ثلاثة ليترات يوميا لتعويض الجسم ما فقده خلال الجهد وسد الحاجة اللازمة لتنقيته من السموم.

 

عدم شرب المياه الغازية

 

تدارك الأمور قبل أن تزداد سوءاً من خلال زيارة الطبيب والفحص الدوري.

الابتعاد عن المياه الغازية لأنها ترفع نسبة الحموضة في البول، ولا بد من التوزان بين تناول المشروبات المدرة للبول وتناول كميات المياه، وقد يكون البديل الموجود هو الماء.

 

الابتعاد عن المعلبات

 

الابتعاد عن تكرار تناول الأطعمة نفسها، فالتوازن الصحي في تناول الأغذية، والتنويع بين الأطعمة، وخاصة الاعتدال في تناول اللحوم والأسماك والخضروات، إلى جانب ممارسة الرياضة والابتعاد عن الكحول، ومن الضروري الابتعاد عن المواد الحافظة الموجودة في المعلبات، فإذا كانت الخضار الطازجة متوافرة لماذا اللجوء إلى المعلبات؟ سلامة الجسم تتطلب عدم تناول المواد الحافظة.