أشاد المشاركون في القمة العالمية للقاحات التي اختتمت أعمالها أمس في أبوظبي بجهود الإمارات في تنظيم هذا الملتقي الضخم من أجل انقاذ أطفال العالم، كما ثمنوا دعمها المستمر للجهود الدولية الرامية إلى القضاء على الامراض المتوطنة والعمل الدائم لتحسين وتطوير نظام الرعاية الصحية، كما ثمنوا الدعم المقدم من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة للمبادرة العالمية بمبلغ 120 مليون دولار. وأعلنت الأطراف والوكالات القيادية في العالم ثقتها في قدرة الخطة على بلوغ عالم خالٍ من شلل الأطفال على الدوام بحلول عام 2018، والتزمت بتقديم الدعم المالي والسياسي اللازم للتنفيذ.
5.5 مليارات دولار
وتتطلب الخطة 5.5 مليارات دولار أمريكي على مدى ست سنوات، كما تتطلب مواصلة الإنفاق الحالي من أجل استئصال شلل الأطفال، وتتضمن ميزانية الخطة الجديدة تكاليف الوصول إلى ما يزيد على 250 مليون طفل وتطعيمهم باللقاحات مرات متعددة كل عام، مع الرصد والترصد في أكثر من 70 بلداً وضمان البنية التحتية التي يمكن أن تستفيد منها البرامج الصحية والتنموية الأخرى.
و أعلن هانز يورجون بير فيلتز وزير الدولة لوزارة التعاون والتنمية الاقتصادية الاتحادية في ألمانيا عن التزام بلاده بدعم المبادرة العالمية للقضاء على مرض شلل الأطفال بقيمة 200 مليون يورو يخصص نصف المبلغ للعام الجاري والنصف الاخر للعام المقبل، كما أعلن جوليان فانتينو وزير التعاون الدولي الكندي عن تعهد بلاده بتقديم 250 مليون دولار لدعم المبادرة بزيادة 41% عن العام السنوات الماضية مشددا على أن كندا مصممة أكثر من أي وقت مضى على المساهمة في القضاء على هذا المرض الفتاك.
فيما أعلن آلان دانكان وزير التنمية الدولية في بريطانيا عن التزام بلاده بالتخلص من شلل الأطفال حول العالم والوصول إلى الرقم (صفر) خلال الفترة المقبلة ومن أجل هذا الهدف النبيل ستقوم بريطانيا بتقديم 300 مليون جنيه استرليني خلال السنوات المقبلة لتوسيع نطاق التحصينات في البلدان الفقيرة.
وتعهد وزير الصحة النيجيري محمد بواتيه بدعم المبادرة بحوالي 30 مليون دولار للعام الجاري مشيرا إلى حكومة بلاده أنفقت 85 مليون دولار لتدعم وتطوير خطة التطعيم في نيجيريا خلال العام 2013.
خارطة طريق
وأعلن خوسيه مانويل باروسو رئيس المفوضية الأوروبية عن دعم الاتحاد الاوروبي للمبادرة العالمية بقيمة 5 ملايين يورو خلال العام الجاري، مشيرا إلى أن المفوضية لديها خطط طموحة في ميزانيتها الجديدة لرفع سقف المساعدات للدول الفقيرة الخاصة بالصحة تعادل 5 مرات عن المساعدات التي قدمت في السابق.
ولفت مانويل إلى أن الاتحاد الأوروبي يدعم بشكل خاص خطط منظمة الصحة العالمية المتعلقة بمكافحة الايدز والسل والملاريا وبخصوص القضاء على شلل الأطفال سنواصل دعمنا في دولتين وهي نيجيريا وافغانستان والتي ستصل إلى 1.3 مليار يورو.
وسيتم تخصيص الأموال بهدف تمكين المبادرة العالمية على العمل بشكل فعال لتحقيق أهداف الخطة، وذلك في إطار السعي لتشجيع المانحين على الالتزام بالتكاليف المتبقية لتنفيذ الخطة. وستقوم مؤسسة بيل وميليندا غيتس بتمويل الخطة في الفترة الواقعة بين 2016 2018 على أن لا تتعدى مشاركة المؤسسة ثلث حجم الميزانية الإجمالية لتلك الفترة.
وأبدى بيل غيتس الرئيس المشارك في مؤسسة بيل وميليندا غيتس للأعمال الخيرية بملاحظاته أثناء القمة العالمية للقاحات، مشيرا إلى أهمية المنافع المتعددة للتخلص من شلل الأطفال، وإلى الحاجة لتقديم التدخلات الصحية والتنموية للأطفال الذين يصعب الوصول إليهم، داعيا الأطراف والوكالات المانحة الأخرى للالتحاق بالالتزامات الطويلة الأمد من أجل ضمان التمويل الكامل لخطة المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال.
خطة شاملة
واستعرضت القمة العالمية للقاحات أمس المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال والخطة الشاملة التي ستستمر لمدة 6 سنوات، وهي أول خطة تستهدف استئصال جميع أنماط مرض شلل الأطفال، سواءً كانت الحالات تعود إلى فيروس شلل الأطفال البري أم إلى الفيروس المشتق من اللقاح، في آنٍ واحد فقادة العالم والوكالات والأطراف الخيرية المانحة سيثبتون مدى ثقتهم بهذه الخطة من خلال التزامهم بثلاثة أرباع مجمل التكاليف التقديرية التي تغطي ستة أعوام ومقدارها 5.5 مليارات دولار أمريكي. كما دعوا المزيد من المانحين للالتزام بتوفير 1.5 مليار دولار أمريكي في المستقبل لضمان استئصال شلل الأطفال.
وتغتنم الخطة الجديدة أفضل الفرص لاستئصال شلل الأطفال، إذ انخفض عدد الأطفال الذين أصيبوا بالشلل إلى أدنى مستوى له على الإطلاق، 223 في عام 2012، ولم يزد عن 19 حتى الآن في هذا العام ويرتبط مدى إلحاح الاستئصال بجوانب التقدم الهائل الذي أحرز عام 2012، وبضآلة الفترة التي يمكن الاستفادة من الفرص فيها لإحراز التقدم وإيقاف سراية جميع فيروسات شلل الأطفال قبل أن تعاود إصابة البلدان التي خلت منه من قبل.
المرحلة النهائية
وقالت الدكتورة مارغريت تشان، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية أنه بعد فترة طويلة من مكافحة شلل الأطفال، تضعنا هذه الخطة في مشهد المرحلة النهائية،لافتة الى توفر معارف جديدة حول فيروسات شلل الأطفال، وتكنولوجيات جديدة، وأساليب جديدة تمكن من الوصول إلى أكثر المجتمعات تعرضاً للمخاطر، بل إن الخبرات الواسعة النطاق، والبنية التحتية والمعارف التي اكتسبت من التخلص من شلل الأطفال يمكن أن تساعد في الوصول إلى جميع الأطفال وجميع المجتمعات بالخدمات الصحية الأساسية.
وأعدت المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال الخطة الاستراتيجية لاستئصال المرض وللمرحلة النهائية" 2013 2018"، استناداً إلى مشاورات مستفيضة مع طيف واسع من الأطراف المعنية، والخطة مستمدة من الدروس المستفادة من النجاحات التي حققتها الهند في وصولها إلى حالة الخلو من شلل الأطفال في مطلع عام 2012، كما تستمد الخطة أيضاً مضمونها من آخر المستجدات الحديثة في المعارف حول خطر فيروسات شلل الأطفال المشتقة من اللقاح التي تدور في المجتمعات، وتضفي اللمسات التكميلية على خطط عمل الطوارئ المصمَّمة وفقاً للاحتياجات.
وقال الدكتور أنطوني ليك، المدير التنفيذي لمنظمة اليونيسيف أن التخلص من شلل الأطفال لن يقتصر على كونه عملاً فذاً في خدمة الإنسانية، بل إنه جزء ضخم من الجهود التي تبذل للوصول إلى كل طفل يصعب الوصول إليه وإعطائه مختلف اللقاحات المنقذة للأرواح.
الخطة الاستراتيجية
واشار ليك إلى أن الخطة الاستراتيجية لاستئصال شلل الأطفال والمرحلة النهائية تتصدى للتحديات الميدانية التي تواجه تطعيم الأطفال باللقاحات، والتي تشمل المناطق الحضرية المكتظة بالسكان والمناطق التي يصعب الوصول إليها والمناطق التي يفتقد فيها الأمن، كما تتضمَّن الخطة الاستفادة من الخبرات والموارد المستفادة من استئصال شلل الأطفال من أجل تقوية نظم التمنيع في البلدان ذات الأولوية المرتفعة؛ و الخطة ترسم ملامح إجراءات التخطيط لكيفية الانتقال بالموارد وبالدروس المستفادة من المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال؛ ولاسيما في الوصول إلى أكثر الأطفال والمجتمعات حرماناً وتعرُّضاً للمخاطر، مما يواصل الاستفادة من تلك الموارد والدروس لخدمة الجهود الأخرى التي تبذل في الصحة العمومية.
وتشير التقديرات إلى أن الجهود التي بذلتها المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال ستعود بمنافع إجمالية صافية تتراوح بين 40 و50 مليار دولار بحلول عام 2035 بما تؤدي إليه من خفض لتكاليف المعالجة ومن مكاسب في الإنتاجية، وفي مطلع هذا الشهر الجاري ، صادق ما يزيد على 400 عالم وخبير في الصحة العالمية من شتى أرجاء العالم على الخطة التي وضعتها المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، وأصدروا الإعلان العالمي حول استئصال شلل الأطفال، وأكدوا مجدداً على إيمانهم الراسخ بإمكانية الوصول إلى عالمٍ خالٍ من شلل الأطفال بحلول عام 2018.
الجلسة الثالثة
وفي الجلسة الثالثة التي ادارتها المذيعة ميسون عزام بعنوان " تقوية آليات التحصين الروتينية تم تسليط الضوء على العلاقة بين القضاء على مرض شلل الاطفال وآليات العمل الروتينية القوية وأثرها على المدى الطويل.
واكدت مارغريت تشان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية ضرورة الحفاظ على المنافع التي تم تحقيقها لانقاذ الارواح من خلال اللقاحات، ولذا يجب تقوية أنظمة التحصين للتأكد من الحصول على التغطية الشاملة ، مشيرة إلى أن جميع الدول الاعضاء في المنظمة لديها التزام سياسي لاعتماد السياسات الصحيحة وايصال اللقاحات بطريقة منسقة .
وقال خوسيه فييرا ، وزير الصحة في انجولا، أن دولته اطلقت نحو 50 حملة للتطعيم ضد مرض شلل الأطفال خلال 12 عاما ، وان خطة عملهم تمتد على مدار 5 سنوات لمواجهة الامراض الفيروسية وتوفير التحصين اللازم للأطفال عبر الوحدات الصحية العامة والخاصة.
المؤسسات الخيرية
وانضم إلى بيل غيتس مجموعة جديدة من الأفراد المانحين الخيريين الذين أعلنوا دعمهم للتنفيذ الكامل للخطة، فوصلت الالتزامات الجديدة الإجمالية من الأطراف المانحة الخيرة لصالح مبادرة استئصال شلل الأطفال إلى 335 مليون دولار أمريكي أضيفت إلى ميزانية الخطة ذات السنوات الست. وقد أثنى المانحون على التقدم الهائل الذي تم إحرازه نحو استئصال شلل الأطفال خلال العام الماضي، كما أبدوا رغبتهم بالمساعدة في تغيير التاريخ وفي التخلص من شلل الأطفال، باغتنام الفرصة السانحة الآن، ومن هذه الالتزامات مؤسسة ألبرت يولتشي ومؤسسة الوليد بن طلال الخيرية العالمية، مؤسسة بلومبيرغ الخيرية، مؤسسة كارلوس سليم، مؤسسة داليو الخيرية، مؤسسة جريتر أبرتونيتي التي اسسها كارل إيكاهن، مؤسسة الطاهر الخيرية.
مساعدات إنسانية وخيرية
قالت معالي الشيخة لبنى القاسمي وزيرة التنمية والتعاون الدولي خلال جلسة تحت عنوان "خارطة الطريق العالمية للقضاء على شلل الأطفال" حيث دار الحوار حول المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال وفق خطة استراتيحية جديدة ومبتكرة بهدف تعزيز المسيرة العالمية والجهود الدولية للقضاء على المرض، مشيرة إلى ان دولة الامارات لديها تقليد راسخ في شأن تقديم المساعدة الانسانية بكافة أشكالها للدول التي تحتاجها منذ زمن طويل.
وأكدت ان انقاذ الأطفال في الدول الفقيرة من أمراض معدية يمكن الوقاية منها هو بالأساس عمل إنساني نبيل لا يتحقق إلا بتضافر الجهود الدولية والعمل الدؤوب للقضاء عليها،لافتة إلى أن الاستثمار في مجال اللقاحات هو من بين افضل الأعمال التي يمكن للإنسان أن يقوم بها لأنها تؤمن حياة صحية للاطفال والأجيال المقبلة في دول العالم. ونوهت إلى أن المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال وهي في الميل الأخير تتطلب الالتزام العالمي لدعم المبادة للوصول إلى الرقم "صفر" في عدد المصابين بشلل الأطفال وكذلك العمل على الحفاظ على هذا المستوى حال تحققه.
ربع مليون طفل
وأكد كوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة في الكلمة الافتتاحية لجلسة المساء أن مرض شلل الأطفال كان يقتل ويتسبب في الشلل لنحو ربع مليون شخص كل عام، ولذا يجب العمل على توصيل اللقاح الى الأطفال وليس تطويره فقط وهذا هو هدف المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال من خلال الدعم والتعاون بين الشركاء على مستوى العالم ، للوصول الى القضاء على المرض بنسبة 100 % ،
واشار عنان إلى ان المبادرة العالمية كان لها دور كبير في خفض حالات الاصابة بالمرض ولكن لازال هناك حالات تقدر بنحو 223 حالة على مستوى العالم وتبقى 3 دول هي نيجيريا وباكستان وافغانستان لم يتم استئصال المرض منها ما يستوجب العمل بشكل فاعل لتطوير اللقاحات وتوصليها الى الاطفال المهمشين وتوفير الحماية للصحيين والمتطوعين الذين يتوجهون الى الاماكن التي تشهد نزاعات لافتا إلى أن التقديرات تشير الى ان استئصال شلل الاطفال يوفر ما بين 40 و 50 مليار دولار ، توجه 85 % من تلك المبالغ تذهب إلى الدول منخفضة الدخل.
