برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي،رعاه الله، افتتح سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون صباح أمس، فعاليات الملتقى الأول لجوائز السلام العالمي والمعرض المصاحب له. وأكد متحدثون في الملتقى أن الإمارات نجحت في إرساء نموذج رائد للتعايش والأمن والاستقرار.
وحضر الملتقى بقاعة المؤتمرات في فندق انتركونتيننتال فيستيفال سيتي كل من محمد الشيباني مدير ديوان صاحب السمو حاكم دبي، وعبدالله الشيباني عضو مجلس إدارة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، وعبد الرحمن سيف الغرير رئيس مجلس إدارة غرفة دبي والمستشار إبراهيم محمد بوملحه نائب الأمين العام لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية وعيسى الميدور مدير هيئة الصحة بدبي، ومحمد عبد الله بوهناد الأمين العام لجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للسلام العالمي، وسلطان بن مجرن نائب رئيس مجلس أمناء الجائزة.
وشارك في الملتقى كل من مؤسسة السلام العالمي بالولايات المتحدة الأميركية، ووزارة التنمية والتعاون الدولي، ومؤسسة السلام العالمي في ماليزيا، وجائزة سيول للسلام، ومؤسسة السلام والرياضة، وجائزة الملك فيصل بالمملكة العربية السعودية، والمدينة العالمية للخدمات الإنسانية، ومعهد التدريب والأبحاث بالأمم المتحدة، ومؤسسة دبي العطاء، وجامعة السلام، ومؤسسة نور دبي.
تبادل الخبرات
ويهدف الملتقى الأول لجوائز السلام العالمي بحسب محمد عبد الله بوهناد الأمين العام لجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للسلام العالمي، إلى التعرف على جوائز السلام العالمي والمؤسسات المعنية في مناسبة دولية يتم من خلالها تبادل الخبرات والمعلومات التي يستفيد منها كل الأطراف، ورفع مستوى الإنجازات لكل جائزة ومؤسسة.
وفي الاطار ذاته قام سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم بافتتاح المعرض المقام على هامش إعمال الملتقى بمشاركة عدد من المؤسسات المحلية والعالمية المشاركة في الحدث، حيث استمع سموه لشرح من القائمين على تلك المؤسسات حول رسالتها والأهداف التي تعمل على تحقيقها، وتعرف سموه على أهم أنشطة ومبادرات تلك المؤسسات وأثرها في المساهمة في إقرار السلام العالمي وإفشاء روح السلم والتعاون بين الشعوب.
ومن أبرز المؤسسات المشاركة في المعرض، مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية، والمدينة العالمية للخدمات الإنسانية، ومؤسسة الأعمال الخيرية والإنسانية، وشرطة دبي، والقوات المسلحة، ودبي العطاء، ونور دبي، ومجلس دبي الرياضي إضافة إلى مؤسسة السلام العالمي، وجامعة السلام.
وسيقوم المشاركون من خلال المعرض بإبراز أنشطتهم وبرامجهم ومبادراتهم المختلفة من خلال أفلام وثائقية ومنشورات دورية وكتيبات تضم معلومات وافية حول ما تقوم به تلك الجهات من جهود تهدف في مجملها إلى تحقيق الهدف الأسمى المتمثل في نشر السلام والتعاون بين الناس على اختلاف انتماءاتهم الفكرية والدينية والعرقية.
وفي كلمته الافتتاحية، قال سلطان بن مجرن، نائب رئيس مجلس أمناء جائزة محمد بن راشد للسلام العالمي، الجهة المنظّمة للملتقى، إن انعقاد هذا الحدث الذي يُعد الأول من نوعه في المنطقة والعالم، يأتي في إطار جهود الجائزة في اتجاه استقطاب الخبرات المحلية والإقليمية والعالمية المعنية بقضية السلام العالمي، وجمعها تحت سقف واحد لإقامة جسور جديدة للتواصل والتعاون، وتعزيز القائم منها، نحو إذكاء فرص التكامل عبر تبادل الأفكار والخبرات لتحقيق أهداف سامية مشتركة تصب في ضمان مستقبل أفضل للبشرية يعمَ فيه الأمن والسلام.
دور فاعل
ونوّه بن مجرن بالدور البارز الذي تضطلع به دولة الإمارات كعضو فاعل في الأسرة الدولية، حيث كانت وستظل سبّاقة في إطلاق المبادرات ذات الأهداف الإنسانية سواء على الصعيد الإقليمي أو الدولي، انطلاقاً من رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة ،حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي،رعاه الله، وبمتابعة ودعم لا محدود من سموهما، سعياً إلى نشر مفاهيم السلام وتعميق روح الأخوّة الإنسانية بما يساهم في دعم وتعزيز الروابط بين الشعوب وتعميق أسس ومفاهيم الحرية والعدالة والمساواة.
وأكد نائب رئيس مجلس أمناء جائزة محمد بن راشد للسلام العالمي أن دولة الإمارات تمتلك كافة المقومات الرئيسية التي تؤهلها لريادة هذا التوجه، في الوقت الذي أرست فيه دبي عبر تجربتها الإنسانية المتميزة نموذجاً حياً للتعايش والتناغم المجتمعي باحتضانها جاليات أكثر من 200 جنسية من كافة أنحاء العالم يربط أفرادها منظومة راقية من العلاقات القائمة على مبادئ التعايش والعدل والمساواة والاحترام المتبادل وهي قيم مستقاة من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف.
وقال : "إن السلام هو عنوان الإسلام وشعاره ، وهو أيضا دعوته ومنهاجه، ولإشاعة السلام وإفشائه بين العباد وغرسه في القلوب، جعل الله سبحانه وتعالى السلام أسماً لذاته العليا" . وأضاف: "دأب سيدي صاحب السمو راعي الجائزة على قيادتنا نحو تبوأ أفضل المراكز العالمية سعيا للوصول دائما إلى الرقم (1) في مختلف المجالات؛ واليوم نجتمع في ملتقى جوائز السلام العالمي لتكون دولة الإمارات وتكون دبي الأولى عالمياً وصاحبة قصب السبق في الدعوة لمثل هذا التجمع الدولي تأكيداً لنهج بلادنا وسياستها في المشاركة بفاعلية وإيجابية في تحقيق السلام والأمن الدوليين ".
وشهد اليوم الأول من فعاليات "الملتقى الأول لجوائز السلام العالمي" جلسة حوارية تفاعلية حضرها كلاً من ديفيد كابرارا، نائب الرئيس في مؤسسة السلام العالمي، وهزاع محمد القحطاني، وكيل وزارة التنمية والتعاون الدولي بالإمارات، وعبدالله الشيباني عضو مجلس إدارة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية والأمين العام للمجلس التنفيذي لحكومة دبي.
وأشاد كابرارا في كلمته الافتتاحية بجهود صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله في إحلال السلام العالمي انطلاقاً من دبي ودولة الإمارات التي باتت تمثل نموذجاً رائداً للتعايش والأمن والاستقرار .
اسرة واحدة
وأكد أن مؤسسة السلام العالمي تنظر إلى العالم كأسرة واحدة بغض النظر عن الاختلافات الإثنية والعرقية، حيث تنضوي تحت إمرة الله عز وجل مشدداً على أن هذا الفكر والتمسك به يقود في النهاية إلى إحلال السلام والوفاق العالميين. واستعرض كابرارا عبر عرض تقديمي رؤية ورسالة وأهداف مؤسسة السلام العالمي وكيفية انسجامها وملاءمتها لأهداف جائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للسلام العالمي، ومن أبرزها تحقيق الشراكة بين الأديان، وإشراك رجال الدين حول العالم في الجهود الدولية الرامية لسد الانقسامات وإحلال السلام. وأشار إلى دور المؤسسة في إطلاق المبادرات العالمية الهادفة إلى تمتين العلاقات العائلية والمجتمعية كونها تمثل حجر الأساس في تحقيق السلام والتماسك الاجتماعي.
إضافة إلى دورها في تعزيز الوعي حول ثقافة الخدمات عبر إشراك متطوعين من مختلف الأعراق والأديان لتعزيز أواصر الثقة والنوايا الحسنة. وأكد عبدالله الشيباني أن دولة الإمارات العربية المتحدة نجحت في أن تثبت للعالم بالدلائل والأرقام وفي المناسبات المختلفة أنها واحة للعيش الآمن والمستقر وملاذ يتطلع إليه جل الشباب في الوطن العربي، ويعود الفضل في ذلك إلى السياسات الحكيمة من قبل قيادة الدولة الرشيدة، وإيمانها بأهمية الاستثمار في التنمية الشاملة كسبيل لتحقيق السلام.
وبين الشيباني أن نجاح دولة الإمارات في دفع وتعزيز جهود السلام العالمي يأتي انطلاقاً من رغبتها في تصدير تجربتها التنموية إلى بقية دول العالم إيماناً بأهميتها في ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار والعيش الكريم، لافتا إلى ما تتمتع به دولة الإمارات عموماً وإمارة دبي على وجه الخصوص من بنية تحتية عالية الجودة وموقع جغرافي استراتيجي وخدمات لوجستية رائدة وبيئة مثالية للاستثمار واستقرار أمني وسياسي.
مساعدات تنموية للعالم الخارجي منذ 1971
أوضح هزاع القحطاني ممثل وزيرة التنمية والتعاون الدولي أن الإمارات بدأت في تقدم مساعداتها التنموة للعالم الخارجي منذ بداات قام الاتحاد عام 1971، حث تم مأسسة قطاع المساعدات الخارجة بالدولة بداة من إنشاء "صندوق أبوظبي للتنمة"، في نفس العام، وهو الذراع التنموي للدولة في مساعداتها الخارجة، كما تم إنشاء هيئة الهلال الأحمر في العام 1983، كذراع المساعدات الإنسانة للدولة، وإنشاء مؤسسة زاد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخرة والإنسانة"، التي تمثل ذراع المساعدات الخارجة الخرة للدولة، مع إنشاء العدد من المؤسسات المعنة بالعمل التنموي والخري والإنساني.
تصنيف عالمي
وأشار إلى أن دولة الإمارات ارتقت بتصنيفها عالمياً، حث كانت العام 2010 في المرتبة 26 عالمًا كأكثر دول العالم عطاء إنساناً، لتتبوأ المرتبة 20 في عام 2011، ثم المرتبة 16 العام الماضي 2012، وفقًا لتصنف لجنة المساعدات الإنمائة بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمة، فما غطت خارطة المساعدات الخارجة للإمارات 134 دولة حول العالم، فيما بلغ إجمالي المساعدات التنموة والإنسانة والخرة، التي قدمتها الإمارات خلال الأربعة أعوام الماضة ما قارب نحو 21 ملار درهم.
تنمية مستدامة
وأكد أن المساعدات الخارجة للإمارات ترتبط بأهداف تحقق التنمة المستدامة في الدول المستهدفة بتلك المساعدات، وبالأخص عبر تطور قطاعات البنة التحتة، والصحة، والتعلم، وإقامة المدارس، والمستشفات، والجسور، وهذا يساهم في ازدهار ورفاه الشعوب.
رؤية ثاقبة
وتحدث في الجلسة الثانية من فعاليات اليوم الأول كل من تان سيري زليخة بنت إسماعيل، نائب رئيس جمعية البرلمان السابق ورئيسة مؤسسة السلام العالمي في ماليزيا ، وايفيرستي كرم بيزي، مدير برامج المحافظة على السلام، معهد الأمم المتحدة للأبحاث والتدريب في سويسرا، بالإضافة إلى عبدالله الشحي، اختصاصي تنمية الموارد المالية في مؤسسة "دبي العطاء".
وتحدث عبدالله الشحي عن مبادرة دبي العطاء التي أطلقت في العام 2007 وفقاً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بأن التعليم أكثر الأدوات فعالية لكسر حلقة الفقر ورغبته الصادقة بمساعدة الأطفال بصرف النظر عن أي انتماء عرقي أو ديني، كي يصبحوا مساهمين إيجابيين في المجتمع.
أجندة
يشهد اليوم الثاني خلال الجلسة الأولى كلمات لكل من د. عمرو عبد الله، أستاذ ووكيل الجامعة في جامعة السلام والدكتورة منال تريم، المدير التنفيذي لنور دبي، أما الجلسة الثانية من فعاليات اليوم الثاني فيشارك فيها د. عبد الله بن صالح العثيمين، الأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية وسونغ تشاي كيم، الأمين العام لمؤسسة الثقافية لجائزة سيول للسلام.
يذكر أن جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للسلام العالمي تهدف إلى إبراز خصائص الإسلام ومزاياه باعتباره عقيدة سمحة تتجلى فيه قيم التسامح والاعتدال والوسطية، ومد جسور التعاون مع الحضارات الأخرى والتواصل معها، وتعزيز العلاقات الدولية تحقيقاً للسلام العالمي، وأنها مؤسسة عامة من أهدافها تكريم جميع الفئات والجهات والتي لها إسهامات متميزة في قضية حفظ السلام في العالم، باعتباره وسيلة للتفاعل الحضاري بين الشعوب، وتنمية السلام والاستقرار في العالم، وتشجيع روح المبادرة والتميز في حفظ السلام العالمي، وتشجيع الحوار بين الأديان.
